مجموعات النمر ونخبة حزب الله يصلان لأطراف بلدة الخفسة بغطاء من القصف الروسي المكثف وتنظيم “الدولة الإسلامية” يسحب غالبية عناصره من البلدة

28

لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة في الريف الشرقي لحلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها بدعم من قوات النخبة في حزب الله اللبناني من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، بغطاء من القصف المدفعي والجوي الروسي والسوري المكثف على تمركزات التنظيم ومواقع سيطرته في منطقة الخفسة، وتمكنت قوات النظام بعد وصولها اليوم لمشارف مطار الجراح العسكري ودير حافر ومحطة الخفسة لضخ المياه إلى حلب وبلدة الخفسة، تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على قرى خربة شهاب والريحانية وخفية الحمر ومعرضة كبيرة، محققة تقدماً استراتيجياً، وصلت من خلاله إلى أطراف بلدة الخفسة، فيما لا تزال قوات النظام، على مشارف محطة المياه والمطار العسكري وبلدة دير حافر، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 12 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” جراء الاشتباكات والقصف اليوم، ولا تزال المعارك مستمرة في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم جديد واستعادة السيطرة على بلدة الخفسة، وسط معلومات وردت للمرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر متقاطعة، عن سحب تنظيم “الدولة الإسلامية” لغالبية عناصره من بلدة الخفسة، مع انهياره في الريف الشرقي لحلب، بعد خسارته -أي التنظيم- لمساحات واسعة كان يسيطر عليها في ريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، كما كانت قوات النظام سيطرت اليوم على قرى أم تينة وعباجة ومزرعة عباجة ومشيرفة الاسماعيلية وجركس وجب القهوة ورسم الأحمر في ريف حلب الشرقي.


ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل أمس الـ 6 من آذار / مارس الجاري من العام 2017، أن مئات المدنيين عبروا مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة الخفسة بريف حلب الشرقي، نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في ريف منبج الجنوبي، وأكدت المصادر أن عملية العبور شملت نحو 1000 مدني حتى الآن، حيث جرى دخولهم إلى منطقة حاجز الشلالة التابع للمجلس، في حين تجري عمليات تدقيق وتفتيش من قبل عناصر الحاجز وتسجيل الداخلين إلى مناطق سيطرة المجلس العسكري، فيما تنتظر مئات العائلات على الحدود بين الخفسة وريف منبج، للسماح لها من قبل التنظيم بالعبور نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري


ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم أن الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام لم تتوقف منذ عدة أيام، عن تنفيذ ضرباتها الجوية المكثفة، مستهدفة قرى ومناطق لا زال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليها، وممهدة الطريق أمام تقدم مجموعات النمر في قوات النظام، بقيادة سهيل الحسن وبدعم من قوات النخبة في حزب الله وإسناد من المدفعية الروسية، لتحقيق تقدم أوسع وأسرع، بغية الوصول إلى بلدة الخفسة ومحطة ضخ المياه القريبة منها ومطار الجراح العسكري عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن عملية التقدم المصحوبة بالقصف بمئات الغارات والقذائف والصواريخ، ترافقت مع حركة نزوح واسعة للمدنيين باتجاهين متغايرين، حيث توجه القسم الأول نحو نقاط التماس في ريف حلب الشرقي بين مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، في محاولة للنزوح نحو مناطق الأخير والنجاة بأنفسهم وعوائلهم من القصف الهيستيري للنظام وروسيا، حيث أبلغت مصادر أهلية المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مئات العائلات تجمعت خلال الـ 72 ساعة الفائتة على خطوط التماس هذه، في محاولة من أرباب العوائل النجاة بعوائلهم من القصف العنيف والغارات المكثفة التي تنفذها الطائرات الحربية بشكل يومي، مؤكدة للمرصد السوري أن التنظيم منعهم من البقاء على خطوط التماس وهددهم بحرق سياراتهم واستهداف تواجدهم في حال لم يغادروا المنطقة ويعودوا إلى مساكنهم.


في حين حاول القسم الآخر من المواطنين الاتجاه نحو مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة الرقة، وأبلغت عدة مصادر موثوقة المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الآلاف من عوائل المدنيين حاولت الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، ترافقها نحو 120 عائلة لمقاتلين وقياديين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، وحين وصولها للحدود الإدارية بين الرقة وريف حلب الشرقي، عمد التنظيم إلى إيقاف العائلات المدنية، فيما منح ورقة “عائلة مجاهد في الدولة الإسلامية” لعوائل عناصر التنظيم، وسمح للأخيرة، بالعبور باتجاه مدينة الرقة، وعمد التنظيم إلى نقلهم إلى المدينة، عبر القوارب، بعد تعذر النقل البري، نتيجة لتدمير الجسور الواصلة بين مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات، وأكدت المصادر للمرصد أن آلاف الأُسر المدنية، لا تزال متواجدة على الحدود بين ريفي الرقة وحلب، وبعضها عاد أدراجه إلى قراهم التي لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليها في ريف حلب الشرقي، بسبب منع التنظيم لهم من العبور نحو مدينة الرقة، ما أثار استياء الأهالي في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” من قيام الأخير بالتشديد على بقاء كل شخص في مدينته، وعدم السماح لهم بالخروج نحو مناطق أخرى حتى لو كانت تحت سيطرته، متهمين التنظيم باستخدامهم كدروع بشرية لحماية عناصره وقاداته من ضربات التحالف الدولي والطائرات الروسية وطائرات النظام.