محاولة كسب الحاضنة الشعبية وتلميع صورتها.. “هـ ـيــ ـئــ ـة تـ ـحـ ـريـ ـر الـ ـشـ ـا م” تستغل الرفض الشعبي للتطبيع مع النظام عبر تصعيد عـ ـمـ ـلـ ـيـ ـاتـ ـهـ ـا العسكرية

39

استغلت “هيئة تحرير الشام” مؤخراً حالة الرفض الشعبي من قبل المدنيين والفعاليات الثورية المدنية للتقارب التركي مع حكومة النظام، لتلميع صورتها التي كانت مشوهة بنظر الكثير من السوريين في الشمال السوري من مهجرين ونازحين وسكان محليين، وذلك من خلال تكثيف عملياتها العسكرية ضد قوات النظام خلال الشهر الأخير من العام الفائت 2022.
وشهد الشهر كانون الأول من العام المنصرم 2022 تصعيداً كبيراً من قبل “هيئة تحرير الشام” والفصائل العاملة تحت مسمى “غرفة عمليات الفتح المبين”، ضمن منطقة “بوتين– أردوغان”، التي تشمل أجزاء من حلب وإدلب واللاذقية وحماة، تصعيداً لافتاً في عدد العمليات والخسائر البشرية في صفوف قوات النظام والموالين لها الناجمة عنها، خلافاً للأشهر الـ11 من العام 2022.
وشنت “هيئة تحرير الشام” نحو 30 عملية تنوعت ما بين عمليات إنغماسية وعمليات قنص وصد محاولات تقدم، وأفضت هذه العمليات لمقتل قيادي من “حزب الله” اللبناني مع 2 من مرافقيه أحدهما سوري الجنسية، ومقتل 45 من قوات النظام والموالين لها.
واستهل متزعم “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، العام الجديد بكلمة مرئية مساء يوم 2 كانون الثاني الجاري، أشار فيها بأن الثورة السورية تمر بتحدي جديد في نضالها بوجه النظام وحلفائه، وأن المباحثات التي تجري بين النظام وروسيا وتركيا تعد انحرافاً خطيراً بمسار الثورة السورية “على حد تعبيره”.
ودعا خلال كلمته، لبذل الجهد والسعي والاصطفاف مع “هيئة تحرير الشام” لمواجهة التحديات ومواصلة العهد حتى إسقاط النظام، مؤكداً بأن المعركة ليست سياسية إنما هي معركة بين الحق والباطل.
وختم حديثه، بالتأكيد على أن للثورة السورية قادات وجنود يصلون الليل بالنهار لحماية الثورة السورية وخدمة أهلها “على حد قوله”.
وكانت المظاهرات الشعبية الغاضبة قد عملت الشمال السوري بشكل كامل في نهاية العام المنصرم 2022، وذلك رفضاً للتقارب بين النظامين السوري والتركي والاجتماع الأخير الذي عقد بين وزير دفاع النظام ونظيره التركي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 30 كانون الأول الفائت، إلى أن المظاهرات والاحتجاجات عمت الشمال السوري، حيث انطلقت في كل من مدن وبلدات، إدلب- إعزاز ومارع – صوران- اخترين- الراعي- قباسين – بزاعة – الباب – جرابلس- والغندورة في احتجاجات ومظاهرات غاضبة اليوم الجمعة تحت مسمى “نموت ولا لصالح الأسد”.