مخيمات ريفي إدلب الغربي واللاذقية…أوضاع مأساوية وتهميش من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة 

45

 

عاش النازحون في العديد من المخيمات الواقعة ضمن مناطق ريف اللاذقية ومناطق دركوش وجسر الشغور في ريف إدلب الغربي، أوضاعاً مأساوية نتيجة الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة والعاصفة الثلجية التي تعرضت له حيث تضاعفت معاناة العائلات النازحة التي تضررت خيامها في ظل شح مواد التدفئة والعديد من المستلزمات الأساسية.
وتنتشر العديد من المخيمات في كل من مناطق ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي مثل مناطق جسر الشغور ودركوش ومن بينها مخيمات تقع في منطقة “حمام الشيخ عيسى” حيث تعرضت هذه المخيمات كغيرها للعاصفة الثلجية وتضررت بشكل كبير ولا يزال قاطنيها يعانون من البرد وتهميشها من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المعنية.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث (أ.م) وهو أحد المسؤولين عن إدارة مخيمات منطقة “حمام الشيخ عيسى” قائلاً، أن المنطقة تحتوي على عدة تجمعات صغيرة للخيام لكن هناك مخيمين رئيسيين في المنطقة وهما “مخيم الحمام” و”مخيم الأرامل” ويبلغ عدد العائلات ضمن مخيم”الحمام” نحو 91 عائلة نازحة من مناطق ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، وقد تضرر المخيم بشكل كثير جراء المنخفض الجوي وتساقط الثلوج، وتسببت العاصفة الثلجية بسقوط العديد من الخيام التي أعاد النازحون تركيبها من جديد.
مضيفاً، أن”مخيم الأرامل” يحتوي على نحو 70 عائلة، وقد تضرر أيضاً بسبب العاصفة الثلجية وسقطت نحو 15 خيمة فوق رؤوس العائلات، ولا يزال البرد الشديد يجتاح المخيمين بل وجميع المخيمات في مناطق ريف إدلب الغربي، ومن أبرز المخاوف حالياً هو أن يكون هناك عاصفة ثلجية جديدة فمعظم الخيام لم تعد صالحة أصلاً للاستخدام فهناك جزء منها لم يتم استبدالها أبداً منذ إنشاء المخيمات في المنطقة منذ نحو ثمان سنوات.
ويوضح أن العائلات حالياً بحاجة ماسة للدعم ولاسيما بمواد للتدفئة واستبدال الخيام المهترئة وتزويد المخيمات بالغذاء والدواء، فهناك حالة من التهميش للمخيمات في هذه المنطقة من قبل المنظمات والجهات المعنية فلم تقم أي منظمة بتقديم المساعدة للعائلات النازحة منذ بداية أزمة المنخفض الجوي.
ويلفت للصعوبات الكبيرة التي واجهها النازحون أثناء اشتداد العاصفة الثلجية حيث تقطعت أوصال المخيمات وأصبحت الطرقات غير سالكة وصعوبة الخروج من المخيمات لشراء المستلزمات الأساسية، فضلاً عن تساقط الصخور من الجبل باتجاه مخيم “الأرامل” وحدوث أضرار مادية، وإلى الآن لا زال الجميع في هذه المخيمات يناشد المنظمات الإنسانية والجهات المعنية لتوفير المساعدة العاجلة لكن دون فائدة.
حال المخيمات في منطقة “حمام الشيخ عيسى” لم يختلف كثيراً عن تجمعي “الزوف” و”خربة الجوز” غربي مدينة جسر الشغور، فهذه المنطقة تضم العديد من المخيمات التي عانت أيضاً ولا تزال تعاني من برد الشتاء وانعدام شبه تام للمساعدات، ففي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث الناشط ( أ.ح) المقيم في أحد مخيمات الزوف قائلاً، أن عدد المخيمات في منطقتي الزوف وخربة الجوز تبلغ نحو 80 مخيماً وتضم هذه المخيمات قرابة 50 ألف نسمة، وقد عاشت جميع هذه المخيمات معاناة قاسية أثناء العاصفة الثلجية وتضررت لحد كبير.
مضيفا، غالبية العائلات نازحة من أكثر من سبع سنوات وتعاني من الفقر الشديد وقد ضاعف فصل الشتاء الجاري وما حدث من تساقط الثلوج وهطول الأمطار من سوء الأحوال وتردي الواقع المعيشي، وتحتاج معظم المخيمات بشكل فوري لاستبدال الخيام وتزويد العائلات النازحة بمواد أساسية مثل التدفئة والغذاء.
وعن الدعم الذي تقدمه المنظمات الإنسانية لهذه المخيمات يؤكد أنه شبه منعدم بشكل كامل ولا يوجد أي مبادرات فعلية لتحسين أوضاع النازحين ضمن مخيمات الزوف وخربة الجوز، ومع بداية المنخفض الجوي والعاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة كان هناك مبادرات فردية وبعض الجمعيات التي حاولت العمل بإمكانيات متواضعة وبسيطة لكن هذا لا يكفي لسد احتياجات العدد الكبير من المخيمات في المنطقة حيث يقدر عدد الخيام المتضررة بكل مخيم ما بين 10 إلى 30 خيمة.
“مخيم بداما” الواقع بالقرب من مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي والذي يضم نحو 150 عائلة طالته الأضرار ولم يسلم أيضاً من العاصفة الثلجية وسوء الأحوال الجوية التي تسببت بتضرره بشكل جزئي بحسب ما تحدث( م.أ) أحد النازحين فيه لـ”المرصد السوري” يقول، تضررت العديد من الخيام أثناء العاصفة واضطرت العائلات للخروج بحثاً عن مكان آمن للإيواء وتشردت لساعات طويلة حتى تم إعادة بناء وتشييد الخيام.
ويضيف أن المخيم يقطنه نازحون من ريف اللاذقية وريفي إدلب وحماة وهو بحاجة ماسة للتأهيل من جديد بسبب اهتراء معظم المخيمات والغريب في الأمر أنه لم تقم المنظمات الإنسانية بدورها في إنقاذ العائلات النازحة من العاصفة وتزويدها بالاحتياجات الضرورية واقتصرت المساعدة فقط على فرق”الدفاع المدني” التي ساهمت لحد كبير في تركيب الخيام وتقديم المساعدة بشكل مبدئي للنازحين
ويشير أن العائلات تحتاج للكثير من المستلزمات الضرورية في الوقت الراهن من غذاء وأغطية ومواد تدفئة وتحتاج خيام المخيم للاستبدال وتزويدها بعوازل مطرية وترميم المخيم من جديد ليصبح صالحاً للسكن، فلا وجود لبوادر عودة قريبة للنازحين لمناطقهم فلا بد من مد يد المساعدة من قبل المنظمات الإنسانية.
وتتوزع العديد من المخيمات الأخرى في مناطق مختلفة في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي مثل مخيمات منطقة “عين البيضا” ومخيمات”خرماش” العشوائية، ومخيمات”السلاطة” وتعاني جميعها من سوء الأحوال المعيشية من نقص مواد التدفئة والمواد الغذائية فضلاً عن اهتراء غالبية الخيام، وتعاني من تهميش كبير من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري التي تقاعست عن تقديم الدعم اللازم لهذه المخيمات.
وتعاني مخيمات النازحين في الشمال السوري منذ بداية العام الجاري 2022 أوضاعاً صعبة نتيجة انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج والأمطار حيث تضررت عشرات المخيمات وباتت غير صالحة للاستخدام، ولا يزال يعاني النازحون من برودة الطقس وشح الدعم الذي يترافق مع غلاء كبير طرأ على اسعار مواد التدفئة البديلة ومعظم السلع والمواد الأساسية من مواد غذائية ومحروقات وغيرها.