مخيم الركبان “المنسي”.. أمطار الشتاء الغزيرة تغرق المخيم وتؤدي لانهيار العديد من الخيام والمنازل الطينية

37

كان لدخول فصل الشتاء وغزارة الأمطار تأثيراً سلبياً على نازحي مخيم الركبان “المنسي” في منطقة “الـ55 كيلو متر” على الحدود السورية – الأردنية – العراقية، حيث أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن مخيم الركبان “المنسي” غرق في برك من المياه بعد هطولات مطرية غزيرة أدت إلى تسرب المياه داخل المنازل الطينية وانهيار العديد من الخيم نتيجة الرياح القوية.

وزادت معاناة النازحين نتيجة انهيار أسقف بعض المنازل وتلف الأثاث بعد أن غمرتها المياه وسط عجز النازحين عن فعل أي شي لتلافي الأضرار، فضلاً عن تخوفهم من سقوط منازل أخرى أو دمار أسقفها بالكامل، في حال استمرار هطول الأمطار بغزارة بسبب هشاشة بناء المنازل التي تأويهم.

في هذا السياق يتحدث (أ.م) أحد نازحي المخيم للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً، إن الخيم مهترئة جداً وهذا الشتاء لا يختلف كثيراً عن الذي سبقه، فالأمطار تسللت عبر شقوق الخيم إلى الداخل، ولا نستطيع أن نشتري مدفأة فقد أصبح سعرها مرتفع جداً وصل سعر لنحو 175 ألف ليرة سورية، عدا عن الفرش والبطانيات والتي أصبحت قديمة مرت عليها سنوات النزوح منذ عام 2019 .

وتتزامن ظروف الشتاء مع غياب تدابير السلامة في حال حدوث انهيار بناء على رؤوس النازحين وعدم وجود فرق لإنقاذ الأطفال والنساء في حال حدوث سيول جارفة، بالإضافة إلى غياب تام للنقاط الطبية لخدمة المخيم في حال حدوث أي حالات مرضية طارئة.

بدورها تشكو السيدة (أ.ح) من عدم قدرتها على شراء الألبسة الشتوية، وتقول خلال حديثها مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنها لا تستطيع شراء ملابس شتوية لأطفالها، كما أن الخيمة التي تأوي عائلتها لم تعد صالحة للسكن صيفاَ وشتاءً خاصة مع هطول هذه الكمية الغزيرة من الأمطار، بالإضافة إلى الوضع المعيشي الصعب وارتفاع أسعار السلع مما جعل مطبخها البدائي خالياً من المؤنة.

ويشهد مخيم الركبان “المنسي” حصاراً خانقاً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له منذ العام 2019، و يقبع في المخيم نحو 8000 شخص، يعيشون أوضاعاً كارثية بسبب غياب المنظمات الإنسانية، ويفتقر قاطنو المخيم لأبسط مقومات الحياة من رعاية صحية وتعليم ومواد غذائية وغيرها من الأساسيات، ما يدفع بالعديد من العائلات للخروج من المخيم بين الحين والآخر باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام دون وجود أي ضمانات أمنية.