مخيم الركبان المنسي في الصحراء يشهد ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية مع استمرار إغلاق طريق المخيم ومخاوف لدى الأهالي من انتشار الحشرات والحيوانات الزاحفة

67

يشهد مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند مثلث الحدود العراقية-السورية-الأردنية، والذي يضم نحو 11 ألف نازح، ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد الغذائية نتيجة لإغلاق الطريق الوحيد لمخيم الركبان، مما زاد من معاناة النازحين السوريين الذين فضلوا البقاء في المخيم فضلا عن العودة إلى مناطق سيطرة النظام والخوف من الاعتقال، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، والمتواجدين في المخيم، فإن المواد الغذائية تصل إلى المخيم عن طريق المهربين والمستفيدين مقابل مبالغ طائلة، ويضاف إلى تلك المعاناة، مخاوف قاطني مخيم الركبان على الأطفال بسبب انتشار الحشرات والعقارب والحيوانات الزاحفة مثل الأفاعي مع ندرة الأدوية المضادة للسم، حيث يتم تسجيل إصابات يومية لأطفال تعرضوا للسعات العقارب المنتشرة في الصحراء، بالإضافة إلى المعاناة في تأمين المياه وارتفاع أسعارها نتيجة لزيادة الاستهلاك عليها بسبب.

النازحون المتواجدون في مخيم الركبان يناشدون عبر المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للتدخل وتقديم المساعدات إليهم من غذاء ودواء في ظل ما يعانيه المخيم.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان قد أشار في الـ 4 من آذار/مارس، المنصرم، بأن المعاناة لأكثر من 11 ألف نازح يقبعون ضمن مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند مثلث الحدود العراقية-السورية-الأردنية تتواصل، حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم دون أي حلول مجدية في ظل الحصار الخانق المطبق عليه من قبل قوات النظام والروس، على الرغم من المناشدات المتواصلة وتسليط الضوء بشكل دوري على أوضاع المدنيين الكارثية ضمن المخيم “المنسي” من قبل المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مصادر المرصد السوري في المخيم أفادت بتأزم الأوضاع هناك على مختلف الأصعدة، لاسيما الواقع الطبي، في ظل الإغلاق المتواصل من قبل الحكومة الأردنية لنقطة “عون” الطبية بسبب جائحة كورونا، وافتقار المخيم للأطباء والطواقم الطبية، حيث أن شخص يحتاج لعمل جراحي ولو كان بسيط، يضطر إلى الخروج من المخيم نحو مناطق النظام السوري وهو مصيبة أكبر، فيقع المواطن في الركبان بين مطرقة المرض وسندان عناصر النظام المتربصين بالمخيم، ويعمل الهلال الأحمر السوري إلى نقل المريض إلى المشفى، وهناك يجب إخضاعه لـ “مصالحة وتسوية” غير مضمونة أبدا، فالكثير جرى اعتقالهم بعدها أو فقد الاتصال بهم.

ولا يقتصر الأمر على الجانب الصحي، فارتفاع أسعار السلع ضمن المخيم تزيد من “الطين بلة”، فقد شهد المخيم مؤخراً انقطاع لمادة الطحين وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية التي يحتاجها المواطن والتي تدخل عن طريق مهربين إلى الركبان، لاسيما بأن النازحين هناك لا يملكون مردود مادي وهم يعتمدون على إرسال المال لهم من قبل أقرباء لهم خارج المخيم، فضلاً عن الأوضاع الكارثية الأخرى من العوامل الطبية والصرف الصحي وما إلى ذلك، كل هذا ومازال المجتمع الدولي يتعامى عن 11 ألف مواطن سوري يعانون الأمرين في عرض الصحراء.