مخيم العروبة.. انعدام للصرف ومقومات الحياة.. وأوضاع إنسانية كارثية في ظل عدم وجود دعم من المنظمات

47

لا يزال سكان المخيمات العشوائية التي باتت تنتشر بشكل لافت في عدة مناطق في ريف إدلب الشمالي والغربي والتي أقامها نازحون من مناطق خفض التصعيد التي تعرضت لقصف جوي وبري عنيف منذ بداية عمليات التصعيد، يعانون أوضاعًا صعبة، بعد أن انتشرت بشكل عشوائي نتيجة اكتظاظ التجمعات الرئيسية بالنازحين وعدم قدرتها على احتواء المزيد، حيث تعاني هذه المخيمات العشوائية من حالة مأساوية وسط تردي الخدمات والشح الكبير في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب.

وبحسب ما رصد “المرصد السوري”، تفاقمت المأساة بعد دخول فصل الشتاء. ولا يختلف الوضع في مخيم طريق العروبة، عن وضع باقي المخيمات العشوائية، إذ يعاني أوضاعًا صعبة، وتفتقر العائلات فيه لأبسط مقومات الحياة، بعد أن خرجوا تحت شدة القصف ويعانون من فقر شديد.

ورصد “المرصد السوري” كذلك افتقار المخيم لوجود صرف صحي وعدم اقترابه من أي منشآت طبية وتعليمية وخدمية. وفي شهادته لـ”المرصد السوري”، تحدث أحد القائمين على مخيم طريق العروبة عن وضعه بشكل كامل، وعن معاناة قاطنيه التي يعيشونها، حيث قال: “مخيم طريق العروبة يقع بالقرب من بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي. تمت إقامته في 20/6/2019، بتعاون ومبادرة من قبل النازحين دون تدخل أي منظمة إنسانية، ويبلغ عدد سكان المخيم 175 عائلة، جميعهم نزحوا من مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي”.

وأضاف: “خلال الأيام القليلة الماضية واجه سكان المخيم أوضاع إنسانية صعبة، حيث أصابته الكثير من الأضرار المادية نتيجة دخول المياه لجميع الخيام في المخيم؛ بسبب وحولة الأرض المقام عليها. وخرج سكان المخيم منه لساعات طويلة يعيدون فيها بناء خيامهم البالية، حيث تتألف هذه الخيام من شوادر وأغطية وبعض الخيام المستعملة. ويفتقر المخيم لوجود صرف صحي جيد، ومجاري تصريف المياه خارجه، كما يبعد عن تواجد المراكز الصحية والمشافي بمسافة تقرب من 7 كم، كما يفتقر أيضاً لوجود مدرسة لتعليم الأطفال المنقطعين عن تعليمهم من أكثر من 7 أشهر. ولم يتم تقديم أي نوع من أنواع الدعم للمخيم من قبل المنظمات الإنسانية، باستثناء منظمة إحسان التي تقدم كميات محدودة من مياه الشرب ولا تكفي لعدة أيام فقط. ومع دخول فصل الشتاء، تضاعفت المعاناة بشكل كبير، حيث باتت العائلات تفتقر للكثير من الاحتياجات الهامة، مثل مواد للتدفئة وتبديل الخيام وإصلاح أرضية المخيم. كما نطالب أيضاً بشق طرقات للمخيم، والعمل على إجراءات تقيه الأمطار وتضمن عدم تعرضه للغرق مرة أخرى، مثل حفر مجاري لتصريف المياه، ورفع الخيام عن مستوى سطح الأرض، حتى يتسنى لهذه العائلات النازحة البقاء فيه”.

كما تحدث أحد سكان مخيم طريق العروبة، في شهادته لـ”المرصد السوري” عن وضعه المعيشي في المخيم، حيث قال: “اسمي م.ع من قرية الحويجة بسهل الغاب في ريف حماة الغربي. خرجت مع أسرتي منذ بداية التصعيد على المنطقة، باتجاه منطقة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، حيث أقمنا المخيم بجهود فردية بالتعاون مع النازحين الآخرين، وبإمكانيات متواضعة، واستقر بنا الحال فيه بعد أن هربنا من شدة القصف الذي تعرضت له المنطقة. وبعد تنقلي أنا وأسرتي في أكثر من منطقة بعد بدء التصعيد من منطقة جبل شحشبو ثم إلى محيط النقطة التركية في قرية شير مغار، ثم إلى هنا بعد تصاعد وتيرة القصف لدرجة كبيرة. قمت بشراء خيمة وتشييدها ثم تمكنت من إخراج بعض الأثاث من منزلي في قريتنا بعد الهدوء النسبي بعد إعلان الهدنة. في هذا المخيم لا وجود لأي مقوم من مقومات الحياة، حيث نعاني من الفقر الشديد وعدم توافر فرص للعمل وغلاء فاحش في أسعار جميع السلع، إضافة لازدياد المعاناة بعد دخول الشتاء، حيث غرق المخيم وتضررت الكثير من الخيام فيه. لم نشاهد أي منظمة تقف على معاناتنا، لذلك نناشد جميع الجهات المعنية بضرورة زيارة المخيم وتبنيه وتقديم المساعدات الضرورية من مياه للشرب ومواد تدفئة وأغطية وأثاث، إضافة إلى حاجتنا الملحة لوجود نقطة طبية قريبة من المخيم، فلا بوادر لحل قريب وعودة قريبة لمناطقنا”.

 

“عدسة المرصد”: أوضاع مأساوية يعيشها النازحون في مخيم “العروبة” بالقرب من مدينة معرة مصرين بريف إدلب