مخيم “طلال” العشوائي شمال إدلب.. نحو 130 عائلة تواجه ظروفًا إنسانية صعبة وسط انعدام الخدمات 

38

لا تزال المخيمات العشوائية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الشمال السوري تعاني ظروفا قاسية مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، حيث إن تلك المخيمات شبه منسية بسبب عدم إدراجها ضمن المخيمات الرئيسية. ومع بدء أولى العواصف المطرية، تضررت هذه المخيمات أكثر من غيرها، نتيجة عدم القيام بتجهيزات وقائية فيها، أو تقديم أدنى دعم لها من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، والجهات المعنية.

مخيم “طلال”، هو واحد من بين عشرات المخيمات العشوائية التي بنيت حديثاً بعد حركة النزوح الكبيرة التي شهدتها مناطق خض التصعيد، يعاني ظروفا إنسانية قاسية لا تختلف عن باقي المخيمات العشوائية الأخرى، حيث واجه سكان المخيم أولى العواصف المطرية لهذا الشتاء بخيامهم البالية وإمكانيات تكاد تكون معدومة.

وفي شهادته لـ”المرصد السوري”، تحدث أحد المشرفين على المخيم عن أوضاعه المعيشية والخدمية، وما عاناه سكانه بسبب الأمطار، حيث قال: “مخيم طلال يقطع على الطريق الواصل بين قرية حربنوش وبلدة معرة مصرين شمال مدينة إدلب، على أرض زراعية. يقطن فيه 129 عائلة، نزحوا جميعا بعد بدء عمليات التصعيد الأخيرة التي شهدتها قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي. ويعاني المخيم من سوء الأحوال الخدمية والمعيشية، إذ أن أرضية المخيم هي عبارة عن أرض زراعية غير مجهزة، والآن هي أرض موحلة ويصعب حتى على السيارات والدراجات النارية دخولها، الأرض قدمها شخص متبرع دون مقابل، ولكن لم تتبن هذا المخيم أي منظمة على الرغم من مناشداتنا الكثيرة، ولم نلاحظ قدوم أي جهة للنظر في أحوال هؤلاء النازحين، سوى منظمة بناء التي تقدم دعم محدود جداً، الخيم جميعها قديمة وتحتاج تجديد، كما أن العائلات خرجت تحت وطأة القصف من بلداتها ولم تتمكن من إخراج أي شيء من أثاث المنازل، فلا وجود لأغطية وأثاث في الخيام يكفي للعائلات، وهي بالأساس عائلات فقيرة جداً، كما أن المخيم مقطوع من كل الجهات، ويبعد عن بلدة معرة مصرين، ولا يوجد فيه مركز صحي أو مدرسة، مع بداية هطول الأمطار انغمرت أرض المخيم بالمياه، وغرقت الكثير من الخيام، بسبب طبيعة الأرض الترابية”.

وتابع قائلا: “قام عدة متطوعين من سكان المخيم بمساعدة النازحين على الخروج من خيامهم وإعادة تركيبها بعد توقف الأمطار. ويعاني سكان المخيم أيضاً من عدم توفر مواد غذائية ومياه للشرب، ويقوموا بشراء كل احتياجاتهم على الرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، حيث يعاني سكان المخيم من حالة فقر شديدة، ويوجد من بينهم العديد من الأرامل والأطفال وعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تقدم لهم اي نوع من أنواع المساعدة، ونناشد جميع المنظمات الإنسانية والجهات العاملة هنا في الشمال السوري، بتوجيه الدعم للمخيم قبل تدهور الأوضاع فيه لدرجة أكبر. ويحتاج سكان المخيم بشكل ضروري لمواد تدفئة ومواد غذائيةومياه للشرب، إضافة إلى أثاث وألبسة شتوية، كما يحتاج المخيم للعديد من الخدمات، مثل تبديل بعض الخيام وتبحيص أرضيته، وإنشاء نقطة طبية قريبة منه”.

بدوره تحدث أحد سكان مخيم طلال، وهو نازح من بلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي، عن معاناته مع أسرته وزوجته المريضة في هذا المخيم، في شهادة أدلى بها لـ”المرصد السوري”، حيث قال: “وصلنا لهذه المنطقة بعد أن خرجنا من شدة القصف والتصعيد على بلدة البارة، حيث أقمنا أنا وعدد كبير من العائلات مخيماً بشكل مبدأي هنا ضمن إمكانيات ضعيفة جداً. لم توفر لنا أي منظمة شيء من احتياجاتنا لحد هذه اللحظة، أقطن أنا وزوجتي التي تعاني من مرض الديسك وأسرة مكونة من 6 أفراد في هذا المخيم، في خيمة صغيرة لا تقي برد هذا الشتاء. أكثر من 7 أشهر لم نتلق أي نوع من أنواع الدعم، سوى عدد من ربطات الخبز على فترات متقطعة، إضافة لمرة واحدة قامت منظمة بتزويدنا بمياه للشرب، وبسبب عدم توفر ثمن الخيمة قمت بشراء شادر بسعر 6 آلاف ليرة وقمت ببناء خيمة صنع يدوي، مؤلفة من شادر وعدد من الأغطية. لا يوجد خدمة في المخيم بشكل كامل، إذ أن الأرض موحلة، وقد تسربت مياه الأمطار عدة مرات لداخل الخيمة، حالة مأساوية تعيشها جميع العائلات في هذا المخيم المهمش إعلامياً، نأمل أن يتم النظر في أحوالنا وتقديم المستلزمات الضرورية على أقل تقدير من تبديل للخيام وتزويدنا بالحطب أو مادة المازوت للتدفئة، حيث نلجأ الآن لجمع الأخشاب والقمامة وحرقها للتدفئة بسبب غلاء الأسعار”.

 

“عدسة المرصد”: أوضاع مأساوية يعيشها النازحون في مخيم “طلال” بالقرب من مدينة معرة مصرين بريف إدلب