مدارس كفرتخاريم وأرمناز.. انقطع الدعم وتوقفت الدراسة ومصير مجهول لآلاف الطلاب

29

المرصد السوري لحقوق الإنسان – إدلب:
يشهد القطاع التعليمي في بلدتي أرمناز وكفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، تدهورا كبيرا بسبب انقطاع الدعم عن الجانب التعليمي في الشمال السوري، ما أسفر عن إغلاق العديد من المدارس والمراكز التعليمية في البلدتين، وتوقف عشرات المدرسين عن مزاولة عملهم في التدريس، بسبب عدم تلقيهم رواتبهم الشهرية، ما جعل نسبة كبيرة من طلاب التعليم الأساسي يتوقفون عن متابعة عامهم الدراسي الحالي.

أحد مدرسي مدرسة “إبراهيم هنانو” في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، قال في شهادته لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إن “حلفاء النظام السوري لم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها لمحاربة الشعب السوري في هذه المناطق، بحجة وجود جماعات إرهابية، دون تمييز بين المدني والمقاتل، ولا بد من عزل الحياة اليومية ومتطلبات المعيشة عن ما يجري من صراع مسلح”، مضيفا: “بسبب انقطاع الدعم، أغلقت العديد من المدارس في بلدة كفرتخاريم، وتوقف عشرات المدرسين عن مزاولة عملهم بسبب توقف رواتبهم، ما أثر على مئات الطلاب. مدرسة إبراهيم هنانو، هي واحدة من بين هذه المدارس التي توقفت عن التعليم، بعد توقف دعمها، وكانت المدرسة تستقبل قرابة 550 طالب وطالبة من طلاب التعليم الأساسي. وليس فقط الطلاب من تضرروا نتيجة هذا التوقف، بل إن المدرسين أيصاً فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم”.
وطالب المصدر، في شهادته لـ”المرصد السوري”، المنظمات الداعمة والجهات المعنية مثل وزارة التربية، بـ”العمل على تأمين الدعم اللازم، لمواصلة العملية التعليمية في بلدة كفرتخاريم وغيرها من البلدات والقرى، حتى نضمن لطلابنا مواصلة تلقيهم التعليم لهذا العام الدراسي، وعدم ضياع مستقبلهم التعليمي، فالآن توقفت 9 مدارس في بلدة كفرتخاريم عن التعليم، وبحال استمر انقطاع الدعم، فإننا نتوقع توقف المدارس في عدة قرى وبلدات مجاورة. كما نطالب منظمات الدعم والدول الغربية بضرورة عدم الكيل بهذه الطريقة، وتحييد الحياة المدنية بكل متطلباتها عن ما يجري من تغيرات عسكرية على الأرض، وبالأخص القطاع التعليمي، الذي يعد اللبنة الأساسية بناء المجتمع”.

بدوره، تحدث نازح من منطقة جبل شحشبو في ريف حماة الغربي، ويقطن حالياً في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، في شهادته لـ”المرصد السوري”، عن انقطاع 4 من أطفاله عن الدراسة بسبب إيقاف العملية التعليمية في بلدة كفرتخاريم، حيث قال: “نزحت مع أسرتي منذ بداية شهر نيسان/أبريل 2019. لدي 4 أطفال في سن المدرسة، توقفوا جميعاً عن التعليم بعد توقف الدعم عن مدارس البلدة، أطفالي في مراحل التعليم الأساسي في الصف الأول والثالث والخامس والسابع، وقد فقدوا دراستهم وعامهم الدراسي بعد توقف الدعم، حيث أبلغتهم المدارس بتوقفها عن التعليم. ولا سبيل لنا الآن سوى الانتظار حتى يتم استئناف الدعم ومتابعة التعليم في بلدة كفرتخاريم، أو سأفكر بالخروج من البلدة والانتقال لبلدة أخرى، لا بد من عدم اعتبار التعليم في الشمال السوري واحدًا من أساسيات الحرب السورية، وإعادة تفعيل الدعم للقطاع التعليمي في مناطق الشمال السوري، حتى يتسنى لآلاف الطلاب متابعة تعليه”.

من جانبه، تحدث مدرس لمادة العلوم في المدرسة الثانوية في بلدة أرمناز في ريف إدلب الشمالي، في شهادته لـ”المرصد السوري”، عن سوء الواقع التعليمي في البلدة، حيث قال: “توقفت خلال الفترة الأخيرة 50% من مدارس البلدة بعد انقطاع الدعم، حيث توقفت عدة منظمات ومنها منظمة سيريا ريليف عن دعم الكثير من المدارس في البلدة. وقد تضرر على أثر ذلك آلاف الطلاب، وأصبحوا مهددين بتوقف عامهم الدراسي الحالي بحال لم يتم استئناف الدعم، كما توقف عمل الكثير من المدرسين في البلدة. وقد ناشدنا منظمات عديدة متخصصة بدعم الجانب التعليمي في الشمال السوري، لكن دون أدنى فائدة”. واختتم المصدر شهادته قائلا: “ليس من المنطق أن يتم قطع الدعم عن المنشآت التعليمية، أو أي جانب آخر يتعلق بالمدنيين، بسبب تجاذبات الحالة السياسية أو حتى تغير القوات المسيطرة على الأرض. نطالب وبشكل فوري بإعادة تفعيل دور المنظمات الداعمة للقطاع التعليمي في الشمال السوري، حتى نستمر في تقديم العملية التعليمية لطلابنا”.