مدير إدارة التوجيه المعنوي ضمن “الجيش الوطني”: مستعدون للحّل العسكري للدفاع عن أرضنا وأهلنا.. وليس هناك مشكلة بين نظام الأسد وإسرائيل منذ عام 1973

56

تشهد سورية بين الحين والآخر، قصفا إسرائيليا يستهدفت مواقع إيرانية ونقاط تمركز لقوات النظام ليزداد الوضع توترا مع تواصل غياب أفق الحل السياسي أو التسوية ما أدخل البلد في نفق مظلم يصعب التكهن بتبعاته ونهاياته.

ويعتبر الشيخ حسن دغيم، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني، أن الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة الجيش الوطني مستقرة مقارنة بمناطق النظام، مشددا على أن الحرب لن تنتهي إلا برحيل القوات الروسية والإيرانية من سورية.

س- دعنا نبدأ بالوضع الميداني.. ما حقيقة الأوضاع اليوم في مناطق سيطرة الجيش الوطني؟

ج- أستطيع تقسيم مناطق سيطرة الجيش الوطني إلى أربع مناطق: منطقة نبع السلام وهي شرق الفرات، ومنطقه درع الفرات، ومنطقه غصن الزيتون، وأيضا منطقه إدلب.. وتُعدّ مناطق نبع السلام ودرع الفرات وغصن الزيتون هادئة نسبيا باستثناء الاختراقات من عصابات الإجرام والتفخيخ كتلك التفجيرات التي حدثت في رأس العين وفي مدينه الباب وأيضا بعض عمليات الاغتيال التي طالت ناشطين، وماعدا ذلك نستطيع القول إن الأمور هادئة نسبيا إذا ما قيست بمنطقه إدلب حيث لاتزال هجمات النظام على أهلنا وشعبنا وآخرها في مدينة أريحا حيث تم استهداف المواطنين مما أدى إلى ارتقاء بعض الشهداء وإصابة بعض الجرحى، ومن الشهداء امرأة في الخامسة والستين من عمرها.

س- ما هو تصوركم للوضع في سورية في الأشهر المقبلة وما مصير المساعي نحو الحل السياسي؟

ج- للأسف، الحلّ ما بين قوسين السياسي لا تزال حراب المحتلين ترسمه والمليشيات الإيرانية تملأ الأرض السورية من دير الزور إلى جنوبي دمشق ودرعا وتخوم إدلب، وأيضا تحتل القوات الروسية سورية ولا ترى روسيا ولا إيران الحل السياسي إلا بقتل وتهجير السوريين المستمر، وطبعا ما يقوم به النظام المجرم الذي يشغّله الروس والإيرانيون في تهجير وقتل شعبنا وهو يعد حسب زعمه للإنتخابات الرئاسية الجديدة في الصيف من هذا العام.. أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فقد ركزت اهتمامها على مناطق شرق الفرات، بينما ظلت قوى الثورة والمعارضة في جميع الجلسات التفاوضية شبه مجمدة منذ سنوات بسبب تعنّت الروس والنظام سوى ما يقال عن اجتماعات اللجنة الدستورية التي نعتبر بصراحة اجتماعاتها عبارة عن استعراض لغرور النظام وصلفه ورفضه وتهربه من أي استحقاق سياسي في حين أن الشعب السوري لا يرى خلاصة من هذا النظام القمعي بمجرّد كتابة دستور.

س- حول ما روج بشأن تقديم وزير الدفاع استقالته بعد عام ونصف من العمل، ما مدى حقيقة هذا الترويج أم أن المسألة لا تخرج عن كونها إشاعة ولماذا أُطلقت في هذا التوقيت بالذات؟

ج-ليس هناك أي صحة للأنباء التي تحدثت عن استقالة اللواء وزير الدفاع وتم نفيها مباشرة من قبل مكتب وزير الدفاع ورئيس الحكومة المؤقتة، وبصراحة هذه الأخبار والنقاشات تفيض بها بعض مواقع التواصل الاجتماعي والغرف التي تدعي الإطلاع على مصادر خاصة أو ما يسمى مصادر موثوقة أو مصادر رفضت الكشف عن اسمها، وقد كثر في هذه الأيام بث الشائعات بالتزامن مع ترتيبات النظام من باب الحرب النفسية.

س– تحدثتم سابقا في الجيش الوطني، عن اعتزام تشكيل جسم آخر مشابه للجيش الحرّ للتصدي للنظام يشمل كامل الأراضي المحررة، أين وصلتم في ذلك؟ ولماذا تعطّل هذا المشروع ؟

ج-ليس المقصود إحداث تشكيل آخر غير الوطني الذي يشكل المكون الذي يجمع قوى الثورة التي تتصدى للاحتلال الروسي والإيراني والميليشيات الطائفية، ربما تقصدون تكتيكا عسكريا وليس تشكيلا عسكريا وهو ما يسمى بحرب العصابات وهذا يعني أن الأسلوب العسكري وارد وموجود في جميع الثورات وجميع أنواع المواجهات والضرب خلف خطوط العدو، ولقد رأينا نجاحاً له في أراضي حوران حيث يقوم الثوار بتشكيل الخلايا الصغيرة وتنفيذ اللدغات السريعة واستهداف ضباط وعناصر المخابرات الجوية الذين يمارسون الانتهاكات بحق أهلنا السوريين.

س- حديث عن مخطّط أمريكي لتشكيل منصة جديدة بين “مسد” وقيادات معارضة منشقة من منصة القاهرة وغيرها.. ما الهدف من ذلك برأيك في هذا التوقيت بالذات؟

ج-بالنسبة لما يروج عن تسريب الأمريكان أنباءً تتحدث عن تشكيل منصة تجمع بين شتات منصة القاهرة وممثلين عن قسد ومحاولة إدخاله في العملية السياسية، هذا بصراحة يأتي في سياق تشتيت الجهود وخلط الأوراق وهذا تعودنا عليه كثيرا من الجانب الأمريكي وخاصة بعد أن تخلت الولايات المتحدة تقريبا عن دعم الجيش الوطني وتمكين حلفائها في قسد من السيطرة على منابع النفط في محافظة دير الزور والمنطقة الشرقية عموما تحت ذريعة محاربة تنظيم”داعش” برغم أن هذا الأخير يسرح ويمرح على مرأى أعين قسد.

س- يقول معارضون إن أمريكا قد تخلّت عن المعارضة في تشكيلتها الحالية وخدمت النظام وسمحت باستمراره.. هل تتفقون مع هذا الرأي؟ هل خذلت أمريكا الثورة السورية؟

ج- أقول إن الولايات المتحدة الأمريكية حقيقة أوقفت تسليح المعارضة والثورة السورية وأنتم تعلمون كيف كان الدعم في غرف الموك والموم حيث كانت تشرف الولايات المتحدة، بدعم أيضا من بعض الدول، على تسليح الجيش الحر بالقذائف النوعية والمعدات العسكرية والمساعدات المالية واستطاع الجيش الحر بهذه الغرف أن يحقق انجازات وانتصارات ودمّر عددا كبير من الآليات للنظام وخاصة المدرعات ولكن منذ عام 2017 ألغيت غرف التسليح، هذا عدا عن صفح باراك أوباما عن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي.

س– في ظلّ تواصل فشل الحلّ السياسي واتهامكم النظام بالتعنت، هل أنتم مستعدون للحّل العسكري برغم ثبات فشله خلال السنوات الماضية؟

ج- نحن مستعدون للدفاع عن أهلنا وشعبنا ومناطقنا المحررة ونحاول رفع مستوى الكفاءة الإيجابية لقواتنا المسلحة والقوى الأمنية لتشكيل نموذج جيّد ومحوكم تمكّن فيه الحريات والأمن ويحميه الجيش الوطني، وأما التحرير فهو في خانة انتظار تغيير بعض الظروف الدولية.

س–لماذا تسعى قوات النظام المدعومة بالقوات الروسية مرارا إلى التسلل إلى محور قرية العنكاوي بسهل الغاب، للسيطرة عليها؟ ماذا تعني السيطرة على هذه المنطقة التي تتمركز فيها المعارضة؟

ج- يبدو أن النظام يسعى إلى فتح معركة في تلك الجبهة، فمحاولات التسلل هي تكتيك عسكري جديد ونذكر أنه تم القصف على مناطق جبل الزاوية، ففي يوم واحد قصفت مدينة البارة بـ 300 قذيفة، ويبدو أنه يريد أن يفتح معركة في جبل الزاوية وإخراج الثوار من هناك ولكن قوات الجيش الوطني موجودة بكثافة وكذلك الجيش التركي سيخيب مسعى النظام في السيطرة على جبل الزاوية وغيرها، وأما تحرير بقية أراضينا وكما أسلفت في الجواب سابقا فالجيش الوطني يعمل الآن على زيادة تحصينه وقوته ورفع كفاءته ليكون مستعدا في حال تغيرت الظروف الدولية.

س-هل تقدر واشنطن اليوم على محاسبة النظام وروسيا الذين تتهمهما باستخدام أسلحة كيميائية ضدّ الشعب السوري، عام 2017، وهل تدعمون في الحكومة المؤقتة جهود المساءلة والمحاسبة العاجلة؟

ج-الولايات المتحدة تقدر على محاسبة النظام السوري وهي تستطيع إسقاطه بل كانت تستطيع ألا يتولى الحكم في سورية، لكن كما تعلمون جاءت مادلين أولبرايت وثبتت هذا النظام على رقاب السوريين.

س-لا تعلن إسرائيل عادة عن هجماتها، لكن الجيش الإسرائيلي تحدث في تقريره السنوي عن تنفيذ 50 ضربة جوية في 2020، دون تحديد الأماكن المستهدفة في سورية، فهل تعجز الدفاعات الجوية السورية عن الإعتراض أو الرد؟

ج- قوات النظام السوري والقوات الإيرانية الموجودة في سورية طبعا تعجز عن رد الهجمات الإسرائيلية لأن هذه القوات ليست للرد على الإسرائيليين، هذه الميليشيات الطائفية والقوات السورية موجودة في سورية لقتل السوريين وقتل إرادة السوريين وتهجيرهم من أرضهم.
فلماذا ترد هذه الدفاعات على القوات الإسرائيلية؟ ليس هناك مشكلة بين نظام الأسد وإسرائيل منذ عام 1973، وحتى الآن لم تطلق طلقة واحدة على العدو الإسرائيلي ولم تفتح جبهة الجولان.