مدير المرصد السوري لـ”الوطن”: 50 ألف مقاتل لـ”داعش” في سوريا

31

قال رامى عبدالرحمن، مدير ومؤسس المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن ضحايا العنف فى سوريا منذ بدايته فى مارس 2011، وصل إلى 255 ألف قتيل، إضافة إلى أكثر من مليون و600 ألف مصاب، ونزوح ما يقرب من 11 مليون مواطن سورى، موضحاً فى أول حوار له مع جريدة مصرية، «الوطن»، أن حل الأزمة السورية لن يأتى بـ«الحرب»، ولكن عن طريق مفاوضات «أمريكية – روسية – سعودية – إيرانية»، للاتفاق على رحيل نظام بشار الأسد، وإقامة حكومة انتقالية.

وأشار «عبدالرحمن» إلى أن سوريا دخلت بالفعل مخطط التقسيم، إذ يسيطر تنظيم داعش الإرهابى على نحو 50% من الأراضى، فى الوقت الذى يسيطر فيه نظام الأسد على حوالى 24% من مساحة سوريا، وأنهم رصدوا حالات سبى لسنيات مسلمات معظمهن زوجات ضباط فى الجيش السورى و«داعش» يعتبرهن مرتدات وكفاراً، مشيراً إلى أن هناك مئات المصريين المنضمين لتنظيم داعش وأحرار الشام وجبهة النصرة وكافة الفصائل الأخرى، وأحدهم كان المشرع الرئيسى لأحرار الشام، وقُتل فى شهر مارس الماضى، أما «داعش» فيضم الكثير من المصريين فى مناصب قيادية، وتحدث عن الجرائم البشعة التى تم رصدها من قبل تنظيم داعش، من بينها الإعدام الجماعى وقضايا رجم بالحجارة وقطع للرؤوس، مؤكداً أن «جرائم داعش لا تعد ولا تحصى».

■ من الذى يساعد فى تدفق المقاتلين من مختلف الجنسيات للقتال فى سوريا؟

– المخابرات الدولية باتت تعلم علماً جيداً أنه لولا أن تركيا فتحت الحدود لكل مقاتلى العالم لما تمكنوا من الدخول إلى سوريا، إضافة إلى أن نظام بشار الأسد يعتمد على مقاتلين من الطائفة الشيعية من العراق أو إيران وأفغانستان وحزب الله، اذهب إلى تركيا ستمنعك السلطات هناك من الدخول لأنك صحفى، فما بالك أن يدخل عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب دون أن يمنعهم أحد.

■ كيف حدث التحول التركى تجاه سوريا بعد أن كانت حليفاً لها قبل الثورة ومساندتها لمحور الممانعة؟

– البعض من المعارضة التركية يصفق لهذا الدور، بل ويقوم بتأليهه ويعتبره حامياً للأمة العربية والإسلامية، ونحن نقول إنه لولا الدور التركى فى بعض الفترات الزمنية لسقط نظام بشار الأسد الآن، لأنه استفاد من دخول عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين دخلوا للقتال، ليقول إن ما يحدث فى سوريا قتال مجموعات إرهابية، الدور التركى معروف للمجتمع الدولى، صحيح هى تستقبل ملايين من السوريين اللاجئين، لكن ما تفعله أيضاً على الجانب الآخر يساعد على تقسيم سوريا.

■ هل بدء أمريكا منذ أسبوع فى تدريب المعارضة السورية على الأراضى التركية، سيساعد على الحل؟

– خطوة متأخرة جداً، أنت الآن تدرب 5 آلاف مقاتل لترسلهم إلى حلب بعد عدة أشهر، بينما تنظيم داعش لديه عشرات الآلاف من المقاتلين، والنظام قد ينسحب من حلب، أنت ماذا تفعل الآن بسوريا، هذه الخطوة لو كانت فى السنة الأولى لكان الأمر مختلفاً، وهى قد تكون مفيدة فى بعض المناطق.

■ هل تؤيد صدور قرار بحظر جوى فوق بعض المناطق السورية؟

– لا، نؤيد إقامة مناطق آمنة فى سوريا تشرف عليها قوات عربية مشتركة.

■ هل النزاع الدائر على الأرض أم التصنيف الدينى أم تصفية حسابات إقليمية ودولية؟

– الصراع هو شعب سورى خرج من أجل مقاومة النظام ومن أجل الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، أصبحت كافة الدول الإقليمية سواء الداعمة أو الرافضة لنظام بشار الأسد تتدخل فى الأمر، وما زال الشعب يطمح إلى الديمقراطية ولا يزال الكثير يدخل فى إطار الحرب الإعلامية ولا ينشر الحقيقة، ومن يريد إقامة دول طائفية، وإذا استمرت الأمور على ما هى عليه ستكون سوريا دولة طائفية، وهناك أيضاً من يريد إقامة دولة إسلامية والأيام سوف تظهر ذلك، حتى لو حاول البعض أن يروج إعلامياً لبعض الفصائل.

■ ما عدد مقاتلى «داعش» فى سوريا؟

– أكثر من 50 ألف مقاتل فى سوريا بشكل مؤكد.

■ وكم عدد المصريين فى صفوفهم؟

– هناك مئات المصريين، لكنهم منضمون لداعش وفى أحرار الشام وجبهة النصرة وكافة الفصائل الأخرى.

■ هل يشغلون مناصب قيادية فى الحركات الإرهابية؟

– المفتى الرئيسى لأحرار الشام كان مصرياً، وقُتل فى شهر مارس الماضى، أما «داعش» فتضم الكثير من المصريين فى مناصب قيادية.

■ ما حدود حزب الله فى القتال على الأراضى السورية؟

– هناك بعض المناطق التى لديهم فيها دعم شعبى قوى ومناطق أخرى انسحب منها، مثل أريحا لأنه يعلم أنه لا توجد له قاعدة شعبية.

■ ما أكثر الجرائم البشعة التى تم رصدها من قبل تنظيم داعش؟

– هناك قضايا الإعدام الجماعى وقضايا رجم بالحجارة وقطع للرؤوس، وجرائم «داعش» لا تعد ولا تحصى.

■ ماذا يمكن أن تطلب من الجامعة العربية؟

– أنا أطلب من مصر ولا أطلب من الجامعة العربية لأن مصر لها دور عروبى، ونطلب منها أن تعمل مع الدول العربية الأخرى من أجل قوة عربية مشتركة تُنشر فى مناطق سورية خارجة عن سيطرة النظام، لإعطاء اطمئنان للشعب السورى بأن الدولة لن تقسم ولن تفتت.

■ هل ترى الدور الروسى ومساندة بشار فى صالح الشعب السورى أم ضده؟

– الدور الروسى داعم لبشار الأسد، ولكن لا بد من التعاون مع بشار من أجل الوصول إلى حل.

■ ما أكثر قوة تأثيراً واستحواذاً على الأرض فى سوريا؟

– الآن تنظيم داعش الأقوى على الأرض، ونطلب من مصر العمل على وقف القتل لأن استمرار القتل فى الشعب سيدمر كل شىء.

■ هل تعامل «مرسى» مع الأزمة وقطعه للعلاقات أثر على دور مصر فى القضية؟

– لا تعليق.

 

المصدر: الوطن