مدينة الرقة في عتمة وعطش لليوم الخامس على التوالي وهلع في المدينة مما يشاع عن “قرب انهيار سد الفرات”

20

المرصد السوري لحقوق الإنسان تحقق من المصادر المتقاطعة عن أن انقطاع المياه عن مدينة الرقة، وانقطاع الكهرباء المتزامنين، أتيا بالتوازي مع توقف العمل في سد الفرات الاستراتيجي الواقعة بشمال مدينة الطبقة، على نهر الفرات في الريف الغربي لمدينة الرقة، ونتيجة لهذا التوقف في السد، انقطعت المياه والكهرباء عن مدينة الرقة، وسط استياء يسود الأوساط الأهلية من هذا الانقطاع، مع توتر يسود مدينة الرقة، من استمرارية الانقطاع، مع مخاوف انتشرت في المدينة خلقتها الإشاعات التي بثت في المدينة خلال الأيام القليلة المنصرمة عن احتمالية انهيار سد الفرات وإغراقه لمساحات كبيرة من ريف الرقة ومناطق سورية أخرى.

كذلك رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الرقة، حالة التخبط والهلع التي جرت عند إطلاق الإشاعات حول قرب انهيار سد الفرات، حيث هرع المواطنون وفروا إلى التلال والمرتفعات المحيطة بمدينة الرقة، في محاولة للنجاة بأنفسهم في حال انهيار السد، كما رصد نشطاء المرصد قيام تنظيم “الدولة الإسلامية” بتسيير دورياته والاستنفار في محاولة لمنع المواطنين من الفرار لخارج المدينة، إلا أن حالة الهلع والخوف وأعداد الفارين من المدينة إلى أطرافها تجاوزت قدرة عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” على احتواء الموقف، والذي بادر إلى نفي الإشاعات هذه عبر دورياته.

أيضاً فإن المصادر الموثوقة أكدت قبل ساعات للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مهندسين متواجدين داخل مبنى سد الفرات في شمال مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، قاموا بتقييم الأضرار التي تعرض لها السد، وتحديد المدة اللازمة لإعادة العمل بالسد، وحصل المرصد السوري على معلومات من المصادر الموثوقة، التي أكدت أن الفريق الفني والهندسي التابع لحكومة النظام، بات جاهزاً للدخول إلى السد، الذي لا يزال جسمه الرئيسي وعنفاته خارج سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث عاودت المصادر التأكيد للمرصد بأن التقييم خرج بنتيجة مفادها، أن إعادة التشغيل الأولي يحتاج عملاً لمدة تتراوح بين 24 ساعة و48 ساعة، لتشغيل المولدة والعنفات والمحطة الكهرومائية، من أجل إعادة انسياب المياه من السد نحو مجرى النهر الآخذ باتجاه الشرق، فيما تحتاج أعمال الصيانة في السد إلى ما لا يقل عن أسبوعين، نتيجة الأضرار الموجودة في السد، وتعطل غرفة التحكم وتشغيل السد، ويتطلب هذا الأمر وقفاً للأعمال القتالية في محيط السد مع وقف للضربات الجوية والعمليات العسكرية للتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية المرافقة لها في المنطقة.

جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان نشر أمس ما أبلغته به مصادر موثوقة عن أن فنيي سد الفرات، متواجدون في مدينة الطبقة، حيث أكدت المصادر الموثوقة أن نحو 200 من الفنيين العاملين في سد الفرات، من لا يزالون يتقاضون رواتبهم من النظام، متواجدون في المدينة الواقعة إلى الجنوب من سد الفرات على نهر الفرات، وأنهم لا يحتاجون سوى لوقف العمليات العسكرية من أجل تسهيل دخولهم إلى بناء السد وغرفه، لتشغيل مولدة الكهرباء في السد وفتح العنفات من أجل انسياب المياه من حوض السد باتجاه مجرى النهر، لكون أن السد بات مهدداً بشكل حقيقي، بسبب التخريب في غرفة التحكم الرئيسية، كما أكد مهندسون من مدينة الطبقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه المدة التي حددتها قوات سوريا الديمقراطية، غير كافية لتقييم الأضرار وإعادة التشغيل، وأنهم يحتاجون على الأقل لـمدة تصل لـ 48 ساعة وقد تطول بحسب عملية الإسراع بالإصلاح

كذلك كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس أن سد الفرات الواقع على نهر الفرات في شمال مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، توقف عن العمل، لأسباب لا تزال مجهولة إلى الآن، حيث رجحت المصادر للمرصد أن يكون التوقف، جاء على خلفية انقطاع التيار الكهربائي المغذي للسد والذي يجري توليده من السد بشكل ذاتي، في حين أكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن جسم السد الرئيسي والعنفات الرئيسية لا تزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” ولم تتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها حتى الآن، نتيجة تلغيم المنطقة المحيط بالسد من الجهة الشمالية بشكل مكثف من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث تعمد قوات سوريا الديمقراطية بين الفينة والأخرى، لتنفيذ محاولات التقدم إلى مباني السد، دون تمكنها من الوصول، نتيجة لما قالت المصادر أن المنطقة مكشوفة ويصعب التحرك فيها، كما أكدت المصادر للمرصد السوري بأن قوات سوريا الديمقراطية لا تبعد عن جسم سد الفرات سوى أمتار قليلة، في حين أنها تبعد عن العنفات والمباني الرئيسية للسد من 3 – 4 كلم من شمال سد الفرات في ريف الطبقة الشمالي، وسيطرت هذه القوات على امتدادات لسد الفرات، في حين لا تزال القوات المنفذة للإنزال تراوح مكانها في منطقة الكرين وقرى ومواقع قريبة منها، بعد يومين من تنفيذها العملية.