مركز للعزل في مخيم الهول بالحسكة لمواجهة الجائحة

43

أنشأت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي»، بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومنظمة اليونيسيف والصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، قسماً خاصاً للعزل لمواجهة جائحة «كوفيد-19» في مخيم الهول بمحافظة الحسكة (شرق سوريا)، في إطار التحضير لأي انتشار محتمل لفيروس «كورونا»، ويضم مركز العزل 80 سريراً في المرحلة الأولى، مزودة بغرفة للطوارئ ومختبراً للتحاليل.

ولدى حديثها إلى صحيفة «الشرق الأوسط»، قالت ناتالي بكداش، مندوبة الإعلام والتواصل باللجنة الدولية: «في إطار التحضير لأي انتشار محتمل لفيروس كورونا، اكتملت أعمال تصميم الموقع، بطاقة استيعابية تضم 80 سريراً، مجهزة بالمعدات والوسائل الطبية كافة لمواجهة خطر الجائحة».

وأشارت بكداش إلى أن إدارة المخيم لم تسجل حالات إصابة بفيروس «كورونا»، غير أن المخيمات بالعموم «تكون المخاطر فيها أكبر ما تكون، وغالباً ما يكون التباعد الجسدي ترفاً مستحيلاً، كما يصعب الحصول على الصابون والمياه النظيفة، ويفتقر إلى الرعاية الصحية الأساسية».

وجهز المركز بالفرش والأغطية والمخدات، وزود بالتيار الكهربائي عبر مولد خاص. ولفتت ناتالي بكداش إلى أن الشركاء الآخرين، مثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين «قدمت خيماً وبطانيات، وعدة للمطبخ والإنارة، بينما اليونيسف غطت احتياجات المياه الصحية كافة، أما منظمة الصحة العالمية فقامت بتقديم المعدات الطبية والموارد البشرية، والمشروع بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر العربي السوري».

وتسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 9 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمرت كثير من المستشفيات، وخرجت كثير من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة. وبحسب ناتالي بكداش، فإنه «من أصل 16 مشفى، يعمل مشفى واحد بكامل طاقته، و8 مستشفيات تعمل بطاقة جزئية، و7 لا تعمل على الإطلاق، مع نقص في الغذاء والدواء». وقد حذرت من أن هذه الحالة «لا تستوفي أي منطقة في شمال شرقي البلاد حد الطوارئ، وهو 10 أسرة لكل 10 آلاف شخص».

ويؤوي مخيم الهول، القريب من الحدود العراقية، 65 ألفاً، يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداد قاطنيه، وهو يقع على بعد 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة، ويضم مستشفى ميدانياً تابعاً لـ«الجنة الدولية للصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر العربي السوري». وأخبرت ناتالي بكداش من اللجنة الدولية أنه «يحتوي على 30 سريراً، ويقدم خدمات الرعاية الصحية بالمجان للقاطنين، ويتضمن غرفة إسعاف وعمليات وعناية مشددة وأشعة، وغرفة خاصة بالولادة، ومخبر تحاليل». ولفتت إلى أن أبرز التحديات «تكمن في وصول حالات لا يستطيع المشفى تقديم الخدمات الجراحية لها، لذلك يحتاج إلى الإحالة خارج المخيم».

ويضم مخيم الهول قسماً خاصاً بنساء أجانب مهاجرات، وأطفالهن، ينحدرون من 50 دولة غربية وعربية، ويبلغ تعدادهم نحو 11 ألف سيدة وطفل. وتعمل اللجنة الدولية على تقديم خدمات المساعدة في إعادة الروابط بين أفراد العائلة الذين فقدوا التواصل فيما بينهم، أو تم إبعادهم بعضهم عن بعض نتيجة الصراع. وأوضحت بكداش أن عودة هذه العائلات إلى بلدانها أمر متعلق بحكوماتها، وعلقت قائلة: «إن تم الطلب من قبل دولهم، ومن السلطات المعنية، فنحن مستعدون لتقديم المساعدة النظرية والعملية كوسيط محايد»، شريطة عدم إعادة الناس، إذا كان هناك أي خطر يهدد بعض حقوقهم الأساسية، مثل مبدأ عدم الإعادة القسرية، على حد تعبير مندوبة الإعلام والتواصل باللجنة الدولية.

وأوضحت بكداش أن اللجنة الدولية تتعاون مع سلطات الاحتجاز في سوريا، أو في أي مكان توجد فيه «لتحسين شروط العيش الأساسية للمحتجزين، إذ نساعد السلطات في جهودها لتقديم الخدمات الأساسية للمحتجزين، عندما لا تتمكن من تقديمها بنفسها»، وأبرزها تعزيز البنى الخدمية للسجون، بما يتطابق مع مقتضيات الشروط الإنسانية، وصيانة نظام المياه والطرق الآمنة لتصريف مياه الصرف الصحي «بالإضافة إلى تجديد وصيانة المطابخ، بالإضافة إلى تقديم مواد تنظيف وأدوات النظافة الشخصية وبطانيات وفرش وأغطية».

ولم تخفِ وجود تحديات ميدانية وأمنية تحد من قدرتهم على الوصول إلى جميع المناطق التي يعملون فيها، الأمر الذي يقتضي التنسيق مع جميع أطراف النزاع للحصول على الضمانات الأمنية لتمكين فرقها من العمل، وتقديم المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين من النزاع في جميع المناطق.

وناشدت ناتالي بكداش جميع أطراف الصراع تحييد الملف الإنساني، واختتمت حديثها قائلة: «نؤكد على حيادية وعدم انحياز (اللجنة الدولية للصليب الأحمر)، وهدفنا دائماً هو الوصول إلى ضحايا النزاعات المسلحة للتخفيف من معاناتها، عبر تقديم المعونات اللازمة».

المصدر: الشرق الأوسط

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.