مزارعو القمح في مناطق “الإدارة الذاتية” يشتكون من ارتفاع تكاليف نقل محاصيلهم إلى صوامع الحبوب
مع انطلاق موسم حصاد القمح، بدأ المزارعون من منطقة عين العرب (كوباني)، والرقة، والبادية الواقعة بين محافظتي الرقة والحسكة، بتوريد محاصيلهم من إنتاج القمح إلى صوامع ومراكز الاستلام في مدينة الحسكة وضواحيها وذلك نظراً لامتلاء الصوامع واكتفائها وعدم قدرتها على الاستلام في بعض المناطق، الأمر الذي أدى إلى أعباء مادية إضافية على المزارعين الذين يضطرون لدفع مبالغ كأجر النقل والانتظار عند الصوامع.
وتجري عملية النقل على نفقة المزارع الخاصة، ويضاف إلى ذلك “المحسوبيات” ودفع الرشاوى لقبول المحصول وتصنيف جودته.
وفي هذا السياق يقول (أ.ش) أحد المزارعين من ريف الدرباسية شمالي الحسكة في شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن واقع الحصاد والنقل : تأخرت يوماً كاملاً عن حصاد محصول القمح رغم أني اتفقت مع صاحب إحدى الحصادات الذي اضطر للتوقف، وذلك على حسابي حيث اتفق معي إما أن يتوجه إلى حقل آخر أو يحصل على 100 دولار أمريكي إضافية لانتظاري وذلك لعدم تمكني من الحصول على شاحنة لنقل المحصول إلى أحد مراكز الاستلام في الحطين أو كبكا على الطريق الدولي بريف عامودا وذلك نظراً لعدم استلام المحصول في الدرباسية.
مضيفاً : قبل 3 أيام كانت الشاحنات تنقل المحصول من الدرباسية إلى أحد المراكز المذكورة بأجرة تتراوح بين 100 إلى 150 دولار أمريكي، لكن نظراً لوفرة الإنتاج وكثرة المساحات المزروعة وعملية الحصاد المكثفة يضطر صاحب الشاحنة الانتظار في طابور طويل قد يصل إلى 3 أو 5 أيام لإفراغ الحمولة، وعليه فإن أصحاب الشاحنات ودون وجود رقابة رفعوا تسعيرة النقل لتصل لنحو 500 دولار أمريكي، وقد وعدني أحد السائقين أنه سيفرغ حمولته في الصباح، ويتجه إلى حقلي لنقل المحصول بسعر 500 دولار شاحنة “قاطرة مقطورة”.
بدوره يقول المزارع (س.م) من ريف الحسكة، في حديثه مع المرصد السوري لحقوق الإنسان: انتظرت لمدة 3 أيام حتى أفرغت حمولتي ولكي أضمن تسليم محصولي في الحسكة وبدرجة جيدة دفعت 50 دولاراً امريكياً لأحد المشرفين الذين يكشفون على المحصول لاستلامه وشاهدت بأن البعض دفع حتى 100 دولار أمريكي وذلك لضمان استلام المحصول بدرجة جيدة، خشية رفض الحمولة أو نقلها لمركز آخر بتكلفة إضافية.
يشار، إلى أن الإدارة الذاتية أعلنت عن افتتاح مركز جديد في الرقة، لتخفيف الضغط على مراكز الاستلام، حيث تم فتح مركز تجفيف الذرة الصفراء لاستقبال القمح المكيس.