مزيد من الخسائر البشرية يرفع عددهم إلى 30 شهيد وقتيل في مجزرة المطب بشرق الرقة مع اشتباكات عنيفة تشهدها القرية

30

ارتفع إلى ما لا يقل عن 30 شخص عدد الذين استشهدوا وقتلوا جراء مجزرة نفذتها طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي باستهدافها لمناطق في قرية المطب “مطب البوراشد” في الريف الشرقي لمدينة الرقة، ومن بين العدد الكلي 24 شهيداً مدنياً بينهم 8 أطفال دون سن الثامنة عشر و6 إناث، بالإضافة لـ 6 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا في القصف ذاته، وفي السياق ذاته تتواصل المعارك العنيفة في القرية التي حدثت فيها المجزرة يوم أمس، بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم “الدولة الإسلامية”، بالتزامن مع تحليق لطائرات التحالف الدولي واستهدافها مواقع التنظيم ومناطق سيطرته في الريف الشرقي لمدينة الرقة، وتأتي الاشتباكات هذه عقب سيطرة قوات سوريا الديمقراطية يوم أمس على الجزرات الثلاث، في سعي منها للاقتراب من مدينة الرقة وتقليص نطاق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في الأجزاء المحاصرة من ريف الرقة، كما جاءت الاشتباكات بعد عملية هدوء نسبي سادت الجبهتين الغربية والشمالي، إلا من استهدافات لطائرات التحالف الدولي وهجمات محدودة بين طرفي القتال.

 

يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر اليوم أن قوات سوريا الديمقراطية تواصل الشهر الخامس لعملياتها العسكرية في الرقة تحت مسمى “غضب الفرات”، بدعم من التحالف الدولي، في استمرار لتحقيق هدفها الرئيسي من الحملة بطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة، التي تعد معقله الرئيسي في سوريا، بعد تمكن هذه القوات وبمساندة قوات خاصة أمريكية وطائرات التحالف الدولي من محاصرة مدينة الرقة وأجزاء من أريافها، وقطع الطرق الواصلة للمدينة، باستثناء الجسور المتحركة التي يستعملها التنظيم، بالإضافة للزوارق المائية التي يستخدمها في العبور من الضفة الجنوبية لنهر الفرات إلى الضفة الشمالية ومدينة الرقة، والتي عبر عن طريقها، نحو 230 عنصراً من الفارين من ريف حلب الشرقي ومن التعزيزات التي قدمت من ريف حماة الشرقي ومحافظة دير الزور إلى مدينة الرقة خلال الأيام القليلة الفائتة.

 

استمرار العملية العسكرية يأتي بالتزامن مع تحضيرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمعركة الرقة الكبرى، حيث استقدمت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات من مقاتلين وآليات، بالتزامن مع إدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأمريكية، للمشاركة في هذه المعركة، ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة.

 

مصادر أهلية أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية وطائرات بدون طيارة تبقى ملازمة لأجواء ريف الرقة، بالتزامن مع استهدافها بين الحين والآخر لمناطق سيطرة تنظيم “الدول الإسلامية”، حيث كانت استهدفت الطائرات أمس قرية المطب في ريف الرقة الشرقي ، ما تسبب في استشهاد 23 شخصاً على الأقل بينهم 8 أطفال دون سن الثامنة عشر و6 إناث، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت في الـ 6 من شهر آذار / مارس الجاري من تحقيق تقدم وقطع طريق دير الزور – الرقة، لتحقق بذلك هدف حملة “غضب الفرات” الرئيسي والتي جرت على 3 مراحل متتابعة شملت الأرياف الشمالية والغربية والشرقية على التتالي، وبتقدم هذه القوات وقطعها للطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والرقة، تكون قد تمكنت من حصار عاصمة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومعقله في سوريا، عبر قطع خطوط الإمداد البرية بشكل كامل عن مدينة الرقة ومحيطها، حيث لم يتبق للتنظيم سوى جسور خشبية وطرق مائية للوصول إلى مدينة الرقة، عبر الزوارق التي يستخدمها التنظيم في عملية التنقل بين مدينة الرقة ومحيطها والضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بعد تدمير التحالف الدولي لجسري الرقة القديم والجديد في الثالث من شباط / فبراير المنصرم من العام الجاري، قبيل يوم من بدء المرحلة الثالثة من عملية “غضب الفرات” في ريف الرقة الشرقي، والتي قطعت الإمداد بين مدينة الرقة وريفها الجنوبي.

 

كما كانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت عن المرحلة الأولى من عملية “غضب الفرات”، الهادفة لعزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً للسيطرة عليها وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث جرى إعلان المرحلة الأولى في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وشملت هذه المرحلة الريف الشمالي للمدينة، في حين أعلن عن المرحلة الثانية في الـ 10 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، والتي شملت الريف الغربي فيما أعلن عن المرحلة الثالثة في الـ 4 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017، والتي تشمل الريفين الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة