مسؤولان عسكريان: على حكومة النظام دعم جهود “قسد” للتصدّي لأي هجوم تركي بري محتمل.. الأمر  يتعلّق بوحدة سورية وترابها

75

برغم التنصّل من دعواتها واتخاذ سياسة الإنكار، تتخبط الولايات المتحدة الأمريكية بين دعم تركيا لشن هجوم لحماية حدودها الجنوبية وبين التنبيه من خطورة الهجوم على أمن سورية واستقرارها.
ويرى مراقبون أن تحذيرات واشنطن الأخيرة لمواطنيها من تجنب السفر لشمال العراق وشمال سورية، جاءت نتيجة لـ “تقارير موثوقة” عن شن تركيا عمليات عسكرية جوية وحتى برية.
ويتخوّف سكان المنطقة الشمالية من سيناريو شنّ أنقرة عملية عسكرية برية ما سيكرر مجدّدا مسلسل  النزوح كما وقع في عفرين المحتلة وسيناريو الجوع والتشتّت، ويدعو الاهالي الجهات الدولية والاممية للتدخّل لصدّ تركيا عن اي عمل عسكري سيكون له نتائج كارثية.
وتسعى تركيا لشن عملية  عسكرية برية بحجة حماية حدودها وأمنها القومي ومحاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيما إرهابيا.
من جانبه  ينبّه المرصد السوري من  مخاطر أي عمل عسكري على المنطقة الشمالي  ومختلف المناطق ويدعو إلى تحكيم العقل والتفاهم والحوار بما يخدم مصلحة سكان تلك المنطقة الذين يعانون الفقر والجوع وظروف اقتصادية كارثية.
وتؤكد قوات سوريا الديمقراطية عن كامل استعدادها  للتصدّي لاي هجوم قد يمسّ المنطقة، ويقول محمود حبيب، الناطق الرسمي باسم قوات الشمال الديمقراطي، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّه لا يعتقد أنّ التصريحات التركية بشنّ عملية عسكرية ليست نتيجة ضوء أخضر أمريكي، لافتا إلى أنّ قسد قد أعلنت منذ مايو الماضي أن أي عدوان جديد سيواجه بحرب شعبية ثورية على طول الشريط الحدودي ولن تدخر القوات جهدا للدفاع عن الأرض و الشعب
وتابع: يجب على قوات النظام أن تشارك بالدفاع عن سورية حسب تصريحاته بادعاء الحفاظ على السيادة والتراب السوري وهذا الواجب أعلى من الخلافات السياسية أو الحزبية أو المناطقية، لانها قضية متعلقة بالتراب الوطني وعلى جميع القوى المسلحة أن تشارك في هذا الواجب وفي النهاية نحن نعول على قواتنا و كل الشرفاء السوريين من كل الأطراف على رفض احتلال أراضي جديدة من سورية تحت أي ذريعة”.
وشدد حبيب على أن أي هجوم عسكري تركي سيواجه بإيقاف محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش للتفرغ للحرب ضد القوات التركية.
من جانبه أفاد قائد لواء الشمال الديمقراطي، أبو عمر الإدلبي، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنّ التهديدات التي تصدر عن دولة الإحتلال التركي لم تتوقف خلال السنوات الماضية، معتبرا أنّ التهديدات التي عادت في الآونة الأخيرة ونفذت، تندرج في سياق مخططات دولة الإحتلال التركي لتنفيذ عدوان عسكري من أجل إقامة حزام أمني من مستوطنات في الشمال السوري، كما يدعي أردوغان دائما، بينما هو في الحقيقة يريد أن يتخلص من أعباء ملف اللاجئين السوريين الذين يقيمون في مخيمات اللجوء على الأراضي التركية، وهذا الأمر يؤرق ويشغل أردوغان أكثر فأكثر، مع اقتراب فترة الإنتخابات التركية المزمع إقامتها منتصف العام 2023.
وأضاف بخصوص جاهزية القوات السورية:قواتنا العسكرية دائماً على أهبة الاستعداد وعلى درجة عالية من اليقظة والحذر، تجاه أي محاولة عدوان من طرف دولة الإحتلال التركي.
وتهديدات ووعيد دولة الإحتلال التركي هذه لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة، ونحن نتعامل مع أي تهديد على محمل الجد وعلى أعلى مستوى من الجاهزية القتالية والاستعداد العسكري”..
وأكد القائد العسكري  أنّ أردوغان وحكومته يحاولان دائماً ابتزاز أي حدث أو تطور على صعيد الإقليمي والعالمي، في سعيهم لتمرير مخططاتهم العدوانية على الشمال السوري، متابعا “منها ما حدث منذ أيام عندما وقع إنفجار إسطنبول، الذي تم إدانته واستنكاره من قبل قواتنا العسكرية وادارتنا الذاتية والأحزاب والقوى الشعبية والسياسية”.
وانتقد الإتهامات والادعاءات التركية التي وصفها  بالباطلة التي صدرت فوراً من مسؤولي حكومة أردوغان تثبت النوايا المبيتة، والأهداف المرسومة مسبقاً، وفق  تعبيره.
وأضاف، : وهذا الأمر ليس مفاجئا، بل أصبح معهودا وتعرفه جميع دول العالم، لأن سياسات دولة الإحتلال التركي وخصوصاً في زمن حكم أردوغان أصبحت معهودة ومتعارف عليها،ولا تحتاج إلى إيضاح أو تفسير، نحن في قوات سوريا الديمقراطية نقف صفا واحداً مع جميع مكونات شعبنا في شمال وشرق سورية للدفاع عن سلامة ووحدة سورية أرضاً وشعباً، ونحن لن ندخر جهداً أو نقصر في سبيل ذلك، وهذا واجب علينا، نتشرف بحمله، وأداءه على أكمل وجه، وهذا الأمر على أهميته الوطنية، لا يقع فقط على عاتق قواتنا العسكرية بل هو مسؤولية كل وطني سوري، ومن ضمنهم قوات حكومة دمشق”.
واعتبر أنّ الدفاع عن سورية وحماية شعبها، لا يحتاج الإنتظار أو الدعوة إلى ذلك، بل هو واجب مقدس يفرضه  على الجميع الانتماء الوطني، كونهم أبناء الأرض السورية جميعنا بكافة أطيافنا ومكوناتنا.
وبخصوص وعود حكومة دمشق للتعاون مع قسد في التصدي للقوات التركية، ردّ: حكومة دمشق عليها مسؤولية تفرضها مبادئ الأمم المتحدة والشرعية الدولية وتفرضها المبادئ الوطنية في ضرورة الدفاع عن أمن وسلامة البلاد تجاه أي مخاطر أو عدوان خارجي يهدد سورية أرضاً وشعبا، لذلك فإن التصريحات الصادرة عن وزارة خارجية دمشق، والتي حذرت دولة الإحتلال التركي من شن أي عدوان محتمل، لا تكفي في حال تحول التهديد إلى عدوان فعلي على أرضنا وشعبنا، بل يجب أن تقترن الأقوال بالأفعال،وهذا أمر لا جدال فيه، ولا يحتمل التأخير أو التأجيل”.