مسؤول أمريكي: الطائرات التركية لم تحلق بسوريا منذ إسقاط الطائرة الروسية

21

قال مسؤول أمريكي لرويترز إنه بعد إسقاط تركيا طائرة روسية مقاتلة الأسبوع الماضي أوقفت الولايات المتحدة في هدوء طلبا لها منذ فترة طويلة بأن تقوم تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي بدور أكثر فاعلية في الحرب الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية .

وتهدف هذه الخطوة إلى إعطاء وقت كاف فقط كي تخف حدة التوترات المتزايدة بين تركيا وروسيا. وقال مسؤولان أمريكيان إن تركيا لم تقم بأي مهام جوية في إطار الغارات التي يشنها التحالف في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية منذ الحادث الذي وقع في 24 نوفمبر تشرين الثاني .

وهذا التوقف يمثل أحدث تعقيد بشأن دور تركيا يختبر صبر المخططين العسكريين الأمريكيين الذين يريدون مساهمة تركية أكثر فاعلية ولاسيما في تأمين قطاع من الحدود مع سوريا يعد طريق إمداد مهما لتنظيم الدولة الإسلامية.

ومع بدء بريطانيا غارات في سوريا وتصعيد فرنسا لدورها في أعقاب الهجمات التي شنتها جماعة متطرفة في باريس الشهر الماضي طالب وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر علانية الأسبوع الماضي قيام الجيش التركي بدور أكبر .

وقال المسؤول الأمريكي الأول إن أهم أولويات الولايات المتحدة هي قيام تركيا بتأمين حدودها الجنوبية مع سوريا. وينصب القلق الأمريكي على شريط تبلغ مساحته نحو 98 كيلومترا يستخدمه تنظيم الدولة الإسلامية لنقل المقاتلين الأجانب والتجارة غير المشروعة ذهابا وعودة.

ولكن الولايات المتحدة تريد أيضا أن تركز تركيا غاراتها الجوية بشكل أكبر ضد تنظيم الدولة الإسلامية حتى مع تأييد واشنطن بحزم الضربات الجوية ضد حزب العمال الكردستاني الذي يعتبره البلدان منظمة إرهابية.

وقال كارتر خلال جلسة في الكونجرس الأسبوع الماضي إن معظم العمليات الجوية التركية استهدفت حزب العمال الكردستاني وليس تنظيم الدولة الإسلامية ولكن مسؤولين أمريكيين يعترفون ببعض الإشارات الواعدة من تركيا ومن بينها تحركات لتأمين المعابر الحدودية الرئيسية.

وعلى سبيل المثال شاركت طائرات تركية مقاتلة من طراز اف -16 في عملية جوية لدعم قوات المعارضة السورية في استعادة قريتين من تنظيم الدولة الإسلامية وذلك حسبما قال مسؤول كبير بإدارة الرئيس باراك أوباما شريطة عدم نشر اسمه.

ولم تقدم الولايات المتحدة معلومات بشان عدد أو نوع المهام التي قامت بها القوات الجوية التركية في سوريا.

وترفض تركيا أي تلميح لعدم قيامها بدورها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز “شاركنا فيما لا يقل عن نصف العمليات”، مضيفاً: “بصرف النظر عن ذلك شاركت تركيا في تحديد أهداف وتوفير مساعدات لوجستية وقواعد. إننا على اتصال وثيق بالولايات المتحدة.”

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إسقاط تركيا للطائرة الروسية بأنها جريمة حرب وقال إن تركيا ستواجه عقوبات أخرى. وحظرت موسكو بالفعل واردات الغذاء من تركيا في إطار حزمة أوسع من العقوبات الانتقامية.

وتأمل الولايات المتحدة أن تخف حدة التوترات بين موسكو وأنقرة بسرعة مما يسمح لتركيا بالقيام بدور أبرز داخل الحملة الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وذلك حسبما ذكر المسؤول الأول.

وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) عن التعليق على وضع الطلعات الجوية التركية منذ إسقاط الطائرة. وامتنع مسؤولان تركيان عن التعليق بشكل مباشر ولكنهما شددا على أن تركيا مازالت جزءا من التحالف الجوي.

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز″بالنسبة لنا لم يتغير شيء.”

وشدد المسؤولون الأمريكيون على أن مجمل العمليات الجوية للتحالف لم يتأثر بالتوترات بين تركيا وروسيا.

ويدور نقاش داخل إدارة أوباما بشأن مدى القوة التي يتم بها دفع تركيا . ويعترف المسؤولون الأمريكيون بوجه عام بأن دعمها مهم للحملة التي تقودها أمريكا في سوريا حيث تسمح للتحالف بشن غارات إنطلاقا من قاعدة جوية تركية.

ومن جانبها تشعر تركيا بإحباط متزايد على مدى السنوات القليلة الماضية إزاء ما تعتبره ترددا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين قائلة إن استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة هو فقط الذي يمكن أن يحقق سلاما دائما.

رويترز