مسؤول غربي لـ”النهار”:الأسد يريد نسف التفاهم الأميركي الروسي

18
أشار مسؤول غربي بارز في حديث لصحيفة “النهار” الى أن “الادارة الأميركية أبلغت القيادة الروسية صراحة، في مشاورات سرية معها، انه ليست ثمة جدوى من مواصلة العمل من أجل عقد مؤتمر دولي لإنهاء الحرب في سوريا وحل أزمتها إذا كانت موسكو تتبنى أو تدعم ضمناً موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي يرفض علناً ورسمياً أن يناقش المؤتمر قضية نقل السلطة من نظامه الى نظام جديد، إستناداً الى نص بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012، وشدد المسؤولون الأميركيون على ان الأسد يحاول فرض شروطه على موسكو والأطراف الآخرين ويريد نسف التفاهم الأميركي – الروسي الذي يثير إستياءه ويرتكز على العمل من أجل عقد مؤتمر دولي مهمته الأساسية التطبيق الكامل لبيان جنيف الذي يطالب صراحة بنقل السلطة الى حكومة جديدة إنتقالية تملك وتمارس السلطات التنفيذية الكاملة ويشارك فيها للمرة الأولى ممثلون للمعارضة والنظام على أساس قبول متبادل، وتشرف هذه الحكومة على عملية قيام نظام جديد ديموقراطي تعددي من طريق صوغ دستور جديد وتنظيم إنتخابات تعددية نيابية ورئاسية حرة وشفافة بعد وقف الحرب وإطلاق المعتقلين والسماح بالتظاهرات الشعبية السلمية وبإيصال المساعدات الإنسانية الى الملايين من المشردين والمحتاجين، وطالب الأميركيون في هذه المشاورات القيادة الروسية بأن تعلن صراحة وبوضوح رفضها التفسير الخاطئ لأهداف المؤتمر الدولي الذي يطرحه الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم”.
وأوضح المسؤول الغربي ان المسؤولين الروس ردوا على هذا الطلب الأميركي بالتشديد على الأمور الأساسية الآتية:
أولاً – ان القيادة الروسية ملتزمة مواصلة التعاون مع الإدارة الأميركية، بصرف النظر عن مواقف دمشق والمعارضة، من أجل إطلاق عملية سياسية تفاوضية لحل الأزمة السورية في إشراف دولي – إقليمي مناسب، ويشارك فيها ممثلون للنظام والمعارضة وتهدف الى نقل السلطة الى نظام جديد يحقق التطلعات والمطالب المشروعة لكل مكونات الشعب السوري ويمنع تسلم المتطرفين الحكم.
ثانياً – ان القيادة الروسية متمسكة بعقد مؤتمر دولي هدفه الأساسي التطبيق الكامل لبيان جنيف وليس تطبيق البرنامج السياسي للنظام أو للمعارضة أو لأي طرف آخر. وبيان جنيف يحدد بوضوح خريطة طريق لإنقاذ سوريا وإقامة نظام جديد مختلف جذرياً عن النظام القائم.
ثالثاً – ان موقف دمشق ليس موقف القيادة الروسية التي ترفض التفسير السوري المعلن لأهداف المؤتمر الدولي وتتمسك بتفاهمها مع الإدارة الأميركية على ضرورة أن يوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الدعوات الرسمية الى ممثلي المعارضة والنظام والأطراف الآخرين المعنيين بهذه القضية للمشاركة في المؤتمر من أجل إنجاز هدفه الأساسي وهو التطبيق الكامل لبيان جنيف. وكل طرف مدعو الى المشاركة في المؤتمر الدولي يجب أن يقبل بتطبيق بيان جنيف وليس أن يطرح مطالب أخرى تتناقض معه أو تنسفه. وليس المهم ما يقوله النظام السوري علناً الآن بل المهم ان النظام يعلم تماماً أن مشاركة ممثليه في المؤتمر تهدف الى التفاوض مع ممثلي المعارضة على نقل السلطة الى حكومة إنتقالية جديدة تملك السلطات التنفيذية الكاملة إستناداً الى بيان جنيف.
رابعاً – إن القيادة الروسية متفقة مع الإدارة الأميركية على انه ليس ممكناً وقف الحرب وحل الأزمة في سوريا من غير التفاهم بين ممثلي المعارضة والنظام وبمساعدة الدول المؤثرة على صيغة جديدة لتقاسم السلطة وصلاحيات الحكم والانتقال الى عهد جديد.
واستناداً الى المسؤول الغربي، فإن الروس “يقدمون الى الأميركيين تطمينات ووعوداً جيدة لكنهم يمتنعون عن تطبيقها لأن العلاقات الأميركية – الروسية متوترة حالياً وثمة خلافات جدية على قضايا ثنائية عدة، ولأن إدارة الرئيس باراك أوباما ترفض أن تدفع أي ثمن سياسي للقيادة الروسية من أجل تشجيعها على تنفيذ وعودا”.
وخلص المسؤول الغربي الى القول “إن العامل الأساسي الذي سيبدل الوضع ويواجه تشدد الأسد هو وصول أسلحة جديدة متطورة الى الثوار تشمل صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، وهذا التطور يعكس تصميم الدول الغربية والإقليمية المؤثرة على تغيير النظام وتبديل موازين القوى ورفض الإكتفاء بالتعاون مع القيادة الروسية من أجل السعي الى إقامة حكم جديد في سوريا”.

النشرة