مساعٍ لمعاقبة النظام السوري بعد أن حولت إيران سورية إلى عاصمة دولية للـ ـكـ ـبـ ـتـ ـاجـ ـون

57

تستغلّ إيران تشعّب الأزمة السورية وتعقيدها، حيث حوّلت البلاد إلى عاصمة لإنتاج الكبتاجون وتصنيع المخدرات، وأدخلتها في حالة من الفوضى، ومازاد الأمر سوءً انتشار الميليشيات المسلحة التي عاثت في البلاد فسادا وحملته إلى الانهيار والانقسام.

وسعت طهران عبر آفة المخدرات في سورية إلى جعل البلاد محل أنظار  عالمية، دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقرار مشروع قانون لتفكيك إنتاج النظام السوري للكبتاجون، وبحسب المشروع  فإن تجارة المخدرات المرتبطة بنظام الأسد تعتبر “تهديداً أمنياً عابراً”، ويطالب الولايات الأمريكية بوضع استراتيجية مكتوبة خلال مدة أقصاها 180 يوماً، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها والشبكات المرتبطة بنظام الأسد في سورية. 

ويقول مراقبون إن محاسبة إيران دوليا بات أمرا متبعا يرتبط بالمنطقة والمجتمع الدولي الذي اهتم  بالأزمة الأوكرانية وتناسى الدمار الذي تعيشه سورية وخاصة من ناحية انتشار المخدرات التي جعلت الشباب في حالة لا وعي غير مسبوقة، تستقطبه المليشيات لاستغلاله في ضرب أمن منطقته وتوسيع حالة التقسيم والتشرذم. 

وطالما نبه المرصد السوري لحقوق الإنسان من مخاطر النفوذ الايراني  على  سورية والمنطقة ككل، وكان قد وجه رسائل عن طريق شيوخ العشائر والسياسيين لإبعاد الشباب عن تلك السموم وتوعيته وإرشاده إلى أن طريق المخدرات “مسدود ومأساوي”.

وفي هذا الصدد، قال العميد المتقاعد بالمخابرات الأردنية ومدير مركز”شُرُفات” لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب، الدكتور سعود الشرفات، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن محاسبة إيران باتت أمرا صعبا وخاضعا لإرادة المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن “إيران استغلت فقر وفشل الدولة السورية في ضبط حدودها مع الأردن لفرض أجندتها الخاصة ومن ضمنها تهريب المخدرات (الكبتاغون إلى الأردن)، ولا يمكن التصدّي لهذا الخطر إلا بالقضاء على النفوذ الإيراني من المنطقة”.

ولفت إلى أن التقارب الأردني السوري توقف منذ فترة بعد أمل  في عودة العلاقات وفتح المعابر الحدودية، لكن ما حصل من الجانب السوري هو زيادة تدفق المخدرات والإصرار على تحدي الأردن وتهديد أمنه الوطني. 

وتوقع محدثنا فشل كافة الاتصالات بين الطرفين على الجانب الرسمي في ضبط الحدود والدليل استمرار عمليات التهريب التي من المتوقع زيادة خطورتها ووتيرتها خلال أشهر الشتاء الباردة القادمة في مناطق البادية الشمالية الشرقية للأردن.

وأردف:” أعتقد أن مشروع القانون الأمريكي لمكافحة الكبتاغون إذا تم إقراره هذا العام من الرئيس الأمريكي، فسيكون أهم إجراء عملي على المستوى الدولي لضبط وتخفيف هذه الظاهرة ولكن لن يقضي عليها، وهذا المشروع يصب في  مصلحة الأردن خاصة في مجال بند التعاون مع دول الجوار والحلفاء إذ سيمكن الأردن من الحصول على التمويل والدعم والتدريب الذي يحتاجه في عمليات ضبط الحدود في المرحلة القادمة خاصة خلال فصل الشتاء البارد في المناطق الحدودية في البادية الشمالية الشرقية المقابلة لمحافظة السويداء تحديدا”.