مسلحو داعش “يسيطرون على أجزاء كبيرة” من مخيم اليرموك في دمشق

30

اقتحم مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية" مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، حسبما قالت مصادر فلسطينية داخل وخارج المخيم.

وقالت المصادر إن مسلحي التنظيم، المعروف في الشرق الأوسط باسم "داعش" بات "يسيطر على أجزاء كبيرة" من المخيم الواقع جنوبي العاصمة السورية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن أنور عبد الهادي، مسؤول الشؤون السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق قوله: "مسلحو الدولة الاسلامية شنوا هجوما صباح اليوم على مخيم اليرموك، وسيطروا على معظم مساحة المخيم."

وأكد عساف عبود، مراسل بي بي سي في دمشق، إغلاق مستشفى فلسطين الذي يديره الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو الوحيد داخل مخيم اليرموك في دمشق.

وقال مراسلنا إن طاقم العاملين قد غادر المستشفى.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن "داعش أصبحت تسيطر على جزء كبير من المخيم"، فيما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق تأكيده لهذه الأنباء.

وكان مخيم اليرموك قد أنشئ عام 1948، وكان في وقت ما يعتبر عاصمة للشتات الفلسطيني.

وكان يقيم في المخيم قبيل إندلاع الحرب في سوريا أكثر من 150 الف لاجئ، ولكنه تعرض للحصار منذ عام 2012 ولا يزيد عدد سكانه الآن عن 18 الف حسب وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أونروا.

وكانت مجموعات من مسلحي داعش تسللت، صباح الأربعاء، إلى المخيم من منطقة الحجر الأسود المجاورة عبر شارع الثلاثين.

وذكرت تقارير أن عملية التسلل تمت بالتنسيق مع جبهة النصرة.

ودارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة سورية وفلسطينية داخل المخيم من جهة ومسلحي داعش من جهة أخرى، وخاصة في محيط جامع فلسطين وسط المخيم.

وفي وقت لاحق، افادت مراسلة لبي بي سي نقلا عن صحفي داخل المخيم قوله إن مسلحي تنظيم “أكناف بيت المقدس” الفلسطيني يشتبكون مع مسلحي داعش، وقد تمكنوا من دحرهم واعادة السيطرة على مساحات كبيرة كانوا قد استولوا عليها صباح اليوم.

ونقلت مراسلتنا عن الصحفي قوله إنه “اذا استمر القتال على هذا المنوال، سيتم طرد داعش من مخيم اليرموك في الساعات المقبلة.”

وكان مسلحو “داعش” قد استحوذوا على مساحات شاسعة من الأراضي شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق في السنة الأخيرة.

معبر نصيب

من جانب آخر، اندلعت اشتباكات الأربعاء عند معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن بمحافظة درعا – وهو آخر معبر مع الأردن ما زال بأيدي قوات دمشق – حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقالت وزارة الخارجية السورية في وقت لاحق إن السلطات الأردنية أغلقت المعبر، وحملت في بيان الحكومة الأردنية المسؤولية عما ينتج عن إغلاق المعبر اقتصاديا.

وقال المرصد المعارض إن مسلحي المعارضة السورية خاضوا قتالا عنيفا مع القوات الحكومية، وإن ائتلافا من المعارضين يضم اسلاميين شارك في القتال.

وقال المرصد ومقره في بريطانيا إن المعارضين حاصروا المعبر، فيما أكد مديره رامي عبدالرحمن أن طائرات سلاح الجو السوري ألقت براميل متفجرة وأطلقت صواريخ على مواقع المعارضين قرب نصيب.

وقال عبدالرحمن إنه فيما لو نجح المعارضون في السيطرة على المعبر “فلن يتبقى أي وجود للقوات الموالية للحكومة على الحدود الأردنية.”

يذكر أن معبر نصيب هو المعبر الوحيد بين سورية والأردن وتمر خلاله مئات الشاحنات التي تنقل بضائع من سورية ولبنان باتجاه دول خليجية، كما يشهد المعبر عبور المسافرين يوميا.

يذكر أن المعارضة ما لبثت تحقق تقدما وتستولي على الأرض في محافظة درعا الجنوبية في الفترة الأخيرة.

فقد تمكنت في الأسبوع الماضي من السيطرة على بلدة بصرى الشام بعد قتال عنيف دام عدة أيام مع القوات الحكومية.

بواسطةBBC Arabic.