مشروع إيراني لهدم منازل آلاف العائلات من أهل السنّة في دمشق

22

 

باشر عمال محافظة دمشق المحميين من قبل عناصر أعتى أفرع النظام العسكرية «الفرع215 « بعمليات هدم منازل آلاف العائلات من أهل السنّة في حي المزة، وفقا لمخطط تنظيمي ايراني يمتد مئات الهكتارات، ويشمل أغلب شوارع المزة، وهو ما سيؤثر على قرابة مئتي ألف سوري، ويكشف استثناء حي «المزة 86» الذي يسكنه أبناء الطائفة العلوية، عن الطبيعة السياسية والطائفية للمشروع، حيث أن هؤلاء المستثنين هم من أهالي الضباط، والشبيحة واللجان الشعبية، والدفاع الوطني المتطوعين في صفوف النظام، والمنحدرين من المناطق الساحلية، رغم أن حيهم يعد عبارة عن أبنية عشوائية غير منظمة.
توجه أهالي حي المزة الذي يعد أكبر الأحياء الدمشقية، إلى بساتين الحي الداخلة ضمن «مشروع الأبراج الإيرانية «وأقاموا جدارا بشريا لعدة ساعات متواصلة، في محاولة يائسة منهم لمنع النظام السوري من إكمال عمليات هدم البيوت الداخلة ضمن منطقة المشروع، والمهددة بالهدم بعد تبليغ مئات العائلات في المنطقة بضرورة إخلاء منازلهم خلال الساعات القادمة.
وقال عامر أبو المجد وهو اسم مستعار لطالب جامعي من سكان حي المزة، في حديثه مع «القدس العربي»: «سنخرج من منازلنا من دون أي تعويض مالي أو سكن بديل، إلى العراء والتشرد، وفي كل يوم تتسلم عشرات العائلات أوامر إخلاء تقضي بطرد أصحاب المنازل خلال 48 ساعة، فقمنا وكآخر محاولة لمنع تهجيرنا قسريا، ببناء جدار بشري في حي المصطفى ضمن بساتين المزة، وهو من الأحياء المبلغة مؤخرا بإخلاء المدنيين لبدء عمليات الهدم التي بدأت فعلاً».
وكانت عشرات العوائل في حي المزة غرب العاصمة دمشق، قد تلقت إنذارا من فرع الأمن العسكري 215، يقضي بإجبارهم على إخلاء منازلهم الواقعة في بساتين الحي، خلف السفارة الإيرانية، ومشفى الرازي، خلال مدة أقصاها شهرين تحت تهديد فرع الأمن بهدمها بعد انتهاء الفترة المحددة للإخلاء.
وقام مختار حي بساتين المزة المعروف بـ»أبو لؤي خمم» والمشهور بتعامله مع مخابرات النظام، باستلام حوالي 700 إنذار بدلا عن الأهالي ممن وجدوا أنفسهم تحت الأمر الواقع، وأجبروا على إخلاء بيوتهم في الحي.
تقسم مراحل الإنذار إلى عدة أقسام، حيث شملت المرحلة الأولى خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إخلاء الأراضي الزراعية في فترة أقصاها ثلاثة أيام، جرفت بعدها الأراضي الزراعية، بما فيها من أشجار زيتون وأشجارمعمرة، وقدرت أعداد العوائل التي خسرت محاصيلها وأراضيها بـ350عائلة تقريبا، تم تعويضهم بـ 300ليرة سورية للمتر الواحد في الأرض الزراعية، أي ما يقارب دولارا أمريكيا واحدا ونصف الدولار، بينما تم تعويض العوائل على الشجرة المجرفة ألف ليرة سورية، أي ما يقارب أربعة دولارات للشجرة الواحدة، ليدخل حي المزة بذلك مرحلة تمهيدية لبناء مشروع إيراني يغير تركيبة أحد أكبر أحياء العاصمة دمشق.
من جهة ثانية أكد النظام السوري على لسان مدير تنفيذ المرسوم المهندس جمال اليوسف الذي تحدث حول مشروع تنظيمي يقسم إلى قسمين الأول (رقم 101) لتنظيم منطقة جنوب شرقي المزة بمساحة 9,214 هكتارا، والمشروع الثاني (رقم 102) لمنطقة جنوب المتـحــلق الجنوبي بمساحة 880 هكتاراً التي تشمل المنــطــقة الممتدة جنوب داريا والقدم والعسالي ونهر عيشة وبساتين القنوات، إضافة لمساحات خضراء تعادل٪35 من مساحة المنطقة التنظيمية.
وتعتبر المنطقة المختارة لبناء مشروع «الأبراج الإيرانية» المخطط له خلف بناء السفارة الإيرانية في دمشق، والذي يمتد في محيط بساتين المزة «بساتين الصبارة»، ويحاذي مفرق «الحبيس» وخلف مشفى الرازي حتى المتحلق الجنوبي، ومن جسر مدينة داريا بريف دمشق الغربي حتى رئاسة مجلس الوزراء، فضلا عن الأراضي الزراعية المتاخمة للمنطقة والخارجة عن الحدود الرسمية للمشروع الإيراني، والتي تدخل ضمنه بشكل استفزازي وغير علني، تعتبر أكبر أحياء دمشق مساحة، وأكثرها حساسية، حيث تجاور معظم السفارات، ومطار المزة، وعدد كبير من الفروع الأمنية، ويفصلها عن حي المزة 86 الذي يعد معقلا للعلويين المقاتلين والمتطوعين في أجهزة الدولة العسكرية والأمنية «أتوستراد المزة» فقط.
ويضم حي المزة القصر الرئاسي المسمى «قصر الشعب»، لكن أكثر ما يؤرق النظام في حي المزة، هو اتصال بساتينه ببساتين مدينة داريا بالغوطة الغربية، التي تستعصي للعام الثاني على التوالي أمام قوات النظام التي تحاول اقتحامها باستمرار، الأمر الذي اضطرها خلال شهر حزيران / يونيو، الماضي إلى تفجير 500 منزل في المدينة، بمحاذاة مطار المزة العسكري، من الجهة الشمالية الشرقية.

هبة محمد

المصدر : القدس العربي