«معارك استراتيجية» قرب حلب واللاذقية… والنظام يطلب جثة الطيار لوقف القصف

20

دارت أمس معارك عنيفة بين القوات النظامية السورية وميلشيات موالية من جهة وفصائل معارضة من جهة ثانية في مناطق استراتيجية في ريفي حلب واللاذقية، في وقت بدأت فصائل معارضة إخلاء مواقعها في القلمون بعد غارات عنيفة شنها الطيران السوري انتقاماً لقتل طيار سقطت طائرته خلال قصف ريف العاصمة السورية.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن اندلاع اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل السبت – الأحد في محور الملاح شمال حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، وقسم من الأراضي الزراعية على الحافة الشمالية من المدينة التي يتقاسمان السيطرة عليها.

وتدور منذ حوالى عشرة أيام معارك في منطقة مزارع الملاح تهدف قوات النظام السوري من خلالها إلى التقدم وقطع طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد للفصائل المقاتلة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وفق «المرصد». وأضاف: «تمكنت قوات النظام من التقدم في منطقة الملاح لكن طريق الكاستيلو لا يزال مفتوحاً حتى الآن». وأوضح: «إذا سيطروا على كامل الملاح، سوف يستطيعون أن يحاصروا أحياء المعارضة داخل المدينة».

ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام السوري، عن قائد ميداني أن الجيش تمكن من السيطرة على كامل مساحة مزارع الملاح على التخوم الشمالية لمدينة حلب لكنها لم تتمكن من قطع طريق الكاستيلو بعد. وذكر للصحيفة أن القوات «اقتربت مسافة كيلومترين وهي المتبقية لقطع شريان مسلحي الأحياء الشرقية الوحيد مع العالم الخارجي عبر طريق الكاستيلو».

في المقابل، أفادت مصادر معارضة بـ «قتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام وميليشياته صباح الأحد أثناء تصدي الثوار لمحاولة تلك القوات التقدم على جبهة حندرات شمال حلب، في حين تدور معارك عنيفة على جبهة حي الخالدية بمدينة حلب». وقال الرائد ياسر عبد الرحيم قائد غرفة علميات فتح حلب على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي بأن «الثوار صدوا هجوماً لقوات النظام وميليشياته على جبهة حندرات، ودمروا مدفعاً واستهدفوا مجموعة مشاة بصاروخ تاو». وأضاف أن اشتباكات عنيفة تدور على جبهة حي الخالدية، مشيراً إلى محاصرة مجموعات لقوات النظام وميليشياته حول معامل سرحيل.

وأكد ناشطون أن الثوار قتلوا نحو 25 عنصراً لقوات النظام». وأعلن تجمع «فاستقم كما أمرت» أحد مكونات غرفة عمليات فتح حلب «مقتل أكثر من خمسة عناصر من ميليشيا لواء القدس والمليشيات المساندة لها، خلال محاولتهم التسلل إلى مخيم حندرات».

وتدور معارك عنيفة في المنطقة منذ أن شنت القوات النظامية هجوماً أواخر حزيران (يونيو) ردت عليه الفصائل الإسلامية بهجوم معاكس من دون أن يحرز أي من الطرفين تقدماً. وأسفرت المعارك خلال الأيام العشرة الأخيرة عن مقتل عشرات من الطرفين، بحسب «المرصد».

وكانت قوات النظام السوري بدعم من حزب الله شنت في شباط (فبراير) الماضي هجوماً واسع النطاق في ريف حلب الشمالي وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وضيقت الخناق على الأحياء الشرقية، إلا أنه في 27 شباط فرضت واشنطن وموسكو اتفاقاً لوقف الأعمال القتالية في مناطق عدة في سورية.

وانهار هذا الاتفاق في مدينة حلب بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ. وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك بين الأحياء الشرقية والأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

وتدور منذ حوالي اسبوع ايضا اشتباكات داخل مدينة حلب في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والخالدية التي يتقاسم سيطرتها الطرفان، بالإضافة إلى حي بني زيد الواقع بأكمله تحت سيطرة الفصائل.

كذلك تعرضت أحياء عدة، بينها السكري والشيخ سعيد، في الجزء الشرقي لقصف جوي شنته طائرات حربية سورية، وردت الفصائل باستهداف الأحياء الغربية بعدة قذائف، بحسب «المرصد».

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «تواصلت المعارك بعنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر في عدة محاور بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، وسط تقدم للفصائل وسيطرتها على قرية الصراف وتلال بمحيطها في جبل التركمان»، فيما تجددت «الاشتباكات بين الطرفين بوتيرة منخفضة بعدة محاور بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية على مناطق الاشتباك، ترافق مع استهداف الفصائل تمركزات لقوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي، ما أسفر عن مقتل عنصر من قوات النظام، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».

وكانت فصائل معارضة سيطرت على بلدة كنسبا الاستراتيجية في ريف اللاذقية. وأعلنت أمس بدء المرحلة الثانية من معارك ريف اللاذقية معقل النظام السوري.

واستهدفت قوات النظام بالقذائف المدفعية والصاروخية مناطق في قرية الشطيب بريف المعرة الشرقي في ريف إدلب الجنوبي، بينما استهدفت الفصائل الإسلامية بنيران رشاشاتها مناطق في بلدة كفريا بريف إدلب، قضى على إثرها شخصان اثنان في ريف إدلب بين اللاذقية وحلب، بحسب «المرصد».

في الجنوب، قتل 43 شخصاً على الأقل بينهم أطفال وأفراد من الكادر الطبي في قصف كثيف لقوات النظام السوري السبت على بلدة جيرود التي تسيطر عليها فصائل إسلامية في منطقة القلمون في ريف دمشق، وفق حصيلة جديدة نشرها الأحد «المرصد السوري».

وشن سلاح الجو السوري، وفق «المرصد»، غارات مكثفة على بلدة جيرود التي تبعد نحو 60 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من العاصمة وذلك غداة اتهام الجيش السوري فصيل «جيش الإسلام» بقتل طيار سوري بعد أسره اثر «تعرض طائرته لخلل فني أثناء تنفيذ مهمة تدريبية» وسقوطها في هذه المنطقة. وقال إن 43 شخصاً قتلوا في الغارات بينهم اثنان من الكادر الطبي ونساء وأطفال.

كانت جيرود الواقعة في منطقة القلمون الجبلية تشهد هدنة منذ أكثر من سنتين بعد مصالحة بين النظام ووجهاء المنطقة والاتفاق على عدم القتال.

وفي وقت متأخر السبت، اتفق وجهاء من جيرود مع مسؤولين سوريين على «خروج المسلحين من المدينة وتسليم جثة الطيار» مقابل وقف الغارات، وفق مدير «المرصد»,

وأفاد ناشطون من جيرود على موقع «فايسبوك» أن المسلحين بدأوا خلال الليل الانسحاب من مواقعهم حول البلدة.

وينتشر في المنطقة مسلحون تابعون لجيش الإسلام وأحرار الشام وجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

وقال «المرصد» لاحقاً أن «المقاتلين في جيرود سلموا قوات النظام جثة الضابط الطيار نورس الحسن الذي قتله مقاتلون بعد أسره في منطقة جيرود، عقب سقوط طائرته الحربية في المنطقة الواقعة في القلمون الشرقي، في حين من المنتظر أن تكون جبهة النصرة والفصائل قد استكملت إخلاء مقارها، حيث بدأت بالإعلان عبر بيانات منفصلة عن إخلاء مقارها داخل بلدة جيرود التي تعرضت لقصف مكثف من الطائرات الحربية بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف البلدة، ما تسبب في سقوط 43 شهيداً بينهم 3 أطفال ومواطنتان واثنان من الكادر الطبي، بالإضافة لسقوط عشرات الجرحى بعضهم لا يزال في حالات خطرة».

ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، و «جيش الإسلام» من طرف آخر في محور ميدعا بالغوطة الشرقية، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على 5 نقاط في المنطقة، بينما استهدفت قوات النظام مناطق في بلدة حوش الضواهرة بالغوطة الشرقية، بحسب «المرصد». وأضاف: «قصفت قوات النظام مناطق في أحياء درعا البلد بمدينة درعا، بينما دارت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر في أطراف حي المنشية بمدينة درعا، كذلك قضى مقاتل في الفصائل من بلدة داعل بريف درعا، جراء استهداف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة جيرود بريف دمشق».

 

المصدر: الحياة