معارك دمشق تواصل احتدامها وقوات النظام تبدأ هجماتها لاستعادة ما خسرته وتقصف أطراف العاصمة بمئات القذائف والصواريخ

17

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن المعارك لا تزال محتدمة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية من فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، في المنطقة الصناعية الواقعة في أطراف حيي جوبر والقابون، والتي تفصل بين مناطق سيطرة الفصائل في حي القابون ومناطق سيطرتها في حي جوبر، بالأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، حيث تمكنت الفصائل من تحقيق تقدم في عدد من المباني والمعامل والشركات في هذه المنطقة، فيما تعمد قوات النظام لمحاولة استرداد السيطرة على ما خسرته، وإعادة فرض سيطرتها على كامل المنطقة الصناعية التي تفصل بين القابون وجوبر، حيث لا تزال مباني ومعامل سيطرت عليها الفصائل في أطراف القابون الغربية، تحت الرصد الناري لقوات النظام، التي تقصف بعنف منذ صباح اليوم مناطق سيطرة الفصائل ومواقعها، في حي جوبر، ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف النظام لحي جوبر بأكثر من 300 قذيفة وصاروخ، بالتزامن مع أكثر من 30 غارة نفذتها الطائرات الحربية على الحي، ونحو 5 غارات استهدفت مناطق سيطرة الفصائل في حي القابون.

كذلك تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين لها من معاودة تنفيذ هجوم معاكس في كراج العباسيين، واستطاعت التقدم واستعادة السيطرة على الكراج الذي كان يشهد معارك عنيفة بينها وبين مقاتلين انغماسيين من الفصائل حققوا تقدماً إلى الكراج القريب من حي جوبر، فيما لا تزال العاصمة دمشق تشهد شللاً في الحركة الاعتيادية بين المواطنين في الأحياء المحيطة بجوبر والقريبة من محاور القتال، بينما شهد وسط المدينة حذراً في التنقل نتيجة القذائف والرصاص المتفجرة التي سقطت على مناطق في وسط دمشق حيث سقطت على بناء في شارع فارس الخوري وبين شارع حلب ومنطقة القصاع، ومحيط مشفى العباسيين وساحة جورج خوري، ومحيط شارع برنية بحي ركن الدين، وحي القصور وسط العاصمة، ومحيط حي المهاجرين وبساتين العدوي ومنطقة العباسيين وكراجها وشارع فارس الخوري ومنطقة التجارة وباب توما وسط العاصمة.

ويأتي هذا الهجوم العنيف بعد 17 يوماً من فشل واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي كانت ستشهدها العاصمة، إثر تحضر الفصائل لتنفيذ هجوم من محور برزة نحو داخل مدينة دمشق، قبل أن يعمد لواء عامل في برزة لإفشال الهجوم عبر إبلاغ حواجز النظام بوجود آلاف المقاتلين داخل الحي متحضرين لبدء عمليتهم، حيث كان المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل في الثاني من آذار / مارس من العام الجاري 2017، على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أكدت للمرصد أن لواءاً مقاتلاً ينشط في حي برزة الدمشقي، عمد إلى إفشال عملية واسعة متجهة إلى داخل العاصمة دمشق، وفي التفاصيل التي أُبلغ بها المرصد السوري، فإن حي برزة الدمشقي الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، شهد اليوم استنفاراً لمقاتلي هذا اللواء، بالتزامن مع استنفار لحواجز قوات النظام المحيطة بالحي، على خلفية إبلاغ قسم من مقاتلي اللواء لحواجز النظام، بوجود تحرك لفصائل إسلامية من أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام، لتنفيذ عمل عسكري كبير، يتخذ من برزة نقطة انطلاق له، حيث سيقوم مقاتلو هذه الفصائل الذين جرى تهيئتهم مسبقاً لهذه العملية، بالتحرك من حي برزة، والالتفاف على الحواجز المحيطة ببرزة والتي يتمركز عليها عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومن ثم سيهاجمون بغية التقدم إلى داخل العاصمة دمشق، وأكدت المصادر للمرصد، أن العمل العسكري للفصائل كان من المقرر أن ينطلق صباح اليوم، ومع دخول آلاف المقاتلين إلى حي برزة، عمد مقاتلون من اللواء العامل في برزة والذي دخل في “مصالحة” مع النظام منذ العام 2014، ويتمركز مقاتلون منه في حواجز مشتركة مع النظام، بمحيط حي برزة، عمدوا إلى إبلاغ حواجز النظام بوجود عمل عسكري في الحي نحو العاصمة دمشق وبتفاصيله، ليبدأ استنفار حواجز النظام في محيط برزة، بالإضافة لاعتلاء قناصة هذا اللواء أسطح المباني ورصده لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية في حي برزة.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن مجموعات من اللواء المقاتل العامل في برزة، كانت موافقة على هذا العمل، بيد أن مجموعات أخرى غير موافقة على هذا العمل، عمدت لإبلاغ النظام بوجود عمل عسكري يهدف لتنفيذ هجوم واسع والدخول إلى العاصمة دمشق، فيما قدر عدد المقاتلين المجهزين للعملية والذين دخلوا إلى الحي بنحو 5 آلاف مقاتل من الفصائل الإسلامية، وأشارت المصادر الموثوقة، أن هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها هذا اللواء العامل في حي برزة، بإفشال عمل واسع كان يهدف لدخول ضاحية الأسد والسيطرة عليها مع تمكن جيش الإسلام من السيطرة على مرتفعات قريبة من الضاحية وبأطراف غوطة دمشق الشرقية.