معالجة “داعش” بتحالف عربي إسلامي

35

تابع المسؤول المهم نفسه في “إدارة” أميركية مهمة داخل الإدارة الأميركية تتابع شؤون سوريا ولبنان وغيرهما كلامه عن الأردن، قال: “في الأردن مناطق معينة مشاعر سكانها إسلامية وتحديداً مؤيدة لجبهة “النصرة”. بعد قتل “داعش” الطيار الأردني الكساسبة حرقاً تعاطف هؤلاء معه ومع الجيش الذي كان فرداً منه وربما مع الملك. وأظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت تضامن الشعب والسلطة والملك، في حين أن استطلاعات سابقة كانت أشارت إلى أن نسبة عالية من الأردنيين تعتقد أنها والأردن غير معنيتين بالحرب في سوريا أو بالحرب على “داعش”. طبعاً هذا التحوُّل عاطفي. وهو قد لا يدوم طويلاً إذا لم تعقبه خطوات جدِّية وملموسة من الدولة، الملك عبدالله الثاني يحاول أن يقول إن معالجة “داعش” والتنظيمات المشابهة له بطريقة ناجعة تكون بتكوين تحالف عربي – إسلامي. وهو يجول على الدول العربية من أجل ذلك. في أي حال ليس الخوف في الأردن من دخول قوات لـ”داعش” أو “النصرة” أراضيه، بل هو من حصول أعمال مُخِلّة بالأمن فيه مثل الاغتيالات والتفجيرات التي يقوم بها أناس من داخله. وهؤلاء قد يكونون أردنيين أو أردنيين – فلسطينيين”.
ماذا عن لبنان أيضاً في جعبة مسؤول في “إدارة” مهمة داخل الإدارة الأميركية يتابع في صورة مستمرة أوضاعه؟
بدأ اللقاء بالقول: “يجب أن يحصل اليوم في لبنان ما حصل يوم تأليف حكومة الرئيس تمام سلام. أي أن يوافق الأطراف اللبنانيون كلهم على رئيس للجمهورية فيه وعلى الطلب من ممثليهم في مجلس النواب انتخابه. يجب عدم انتظار توافق سعودي – إيراني على اسم الرئيس العتيد أو تقارب أو حوار بين الرياض وطهران من أجل إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان. هذا قرار لبناني يمكن أن يتخذه اللبنانيون تلافياً لتدهور الأوضاع في بلادهم”. علّقتُ: قرار حكومة الرئيس تمام سلام لم يكن لبنانياً أو لبنانياً فقط. كانت هناك موافقة إقليمية عليه أي إيرانية – سعودية. وهي كانت ضرورية. أما لماذا لا يتّفق اللبنانيون على أمر يخصّهم رغم أهميته القصوى فلأنهم تعوَّدوا على ذلك، ولأن دولتهم غائبة أو فاشلة أو سائرة على طريق الفشل، ولأن انتماءهم الفعلي ليس للبنان واحد. إذ لكل من أبنائه أو بالأحرى من مذاهبه وطوائفه وأحزابه و… لبنانه المختلف عن لبنانات الآخرين والمُتناقض معها، ولأن أياً من الأفرقاء اللبنانيين وأبرزهم 8 و14 آذار لا يمتلك ما يكفي من أصوات نيابية لانتخاب رئيس من صفوفه أو من مؤيديه. لذلك يحتاجون إلى “مساعدة” خارجية تقنعهم برئيس من خارج صفوفهم قادر على إدارة الأزمة لأن حلها الآن مستحيل أياً يكن اسم الرئيس. السعودية في رأيي لا تمانع في ذلك. لكن “حزب الله” واستطراداً إيران ونظام الأسد لا يقبلون ذلك. ويبرِّرون موقفهم بإصرار حليفهم المسيحي ميشال عون على ترشيح نفسه بل على التربُّع على كرسي الرئاسة. ولو كانت إيران مستعجلة لانتخاب رئيس للبنان لكانت أبلغت ذلك إلى “حزب الله” وطلبت منه أن يحلّ القصة معه بالتي هي أحسن أي يقنعه. وهي تعرف أنه قادر على ذلك، أو لكان “الحزب” بما له من دالّة على إيران وخصوصاً بعدما كان بتحريره لبنان من الاحتلال الإسرائيلي سبباً رئيساً لمجدها الإقليمي، أقنعها بضرورة انتخاب رئيس آخر غير عون.
على كل دعني أسألك عن الأخطار التي تهدِّد لبنان حالياً في رأيك؟ أجاب: “هناك خطر جدّي في عرسال والبقاع بعد ذوبان الثلوج. ونسبة ترجمته الفعلية أكبر من نسبة أي خطر آخر. طبعاً هناك أيضاً أخطار التفجيرات والانفجارات والاغتيالات”. سألتُ: ما رأيك في خطر تسلُّل إرهابيين إسلاميين من القنيطرة (الجولان السوري) إلى شبعا اللبنانية في الجنوب؟ علماً أن التسلُّل يقتضي موافقة إسرائيلية كونها تشرف على أماكن وجود هؤلاء وتسيطر على المعبر الذي عليهم أن يسلكوه في حال قرروا دخول لبنان؟ أجاب: “أنه خطر قائم. لكن نسبته أقل من عرسال والبقاع. وعليك أن تتساءل هنا أو تسأل إذا كانت إسرائيل تريد حرباً طائفية ومذهبية على حدودها أو في منطقة قريبة من حدودها”. سألتُ: “حزب الله” والإسلاميون السنّة (“داعش” و”النصرة”) أعداء لإسرائيل. لكن هي من تفضِّل على حدودها. منهم: الإسلاميون الشيعة (حزب الله) أو الإسلاميون السنّة مثل “النصرة” و”داعش” التنظيمان المتطرِّفان إلى أقصى الحدود؟ بماذا أجاب؟

 

سركيس نعوم

النهار