معتقلات النظام السوري بين “المنتجعات الإعلامية” والمسالخ البشرية الحقيقية.. والمرصد السوري يجدد مطالبه بالكشف عن مصير عشرات آلاف المعتقلين

156

يحاول النظام السوري إظهار معتقلاته الأمنية وسجونه على أنها “منتجعات” تتسم بالترف عبر فعاليات ثقافية متنوعة، يشهدها سجن عدرا المركزي على سبيل المثال، وذلك ضمن “احتفالية أيام الثقافة السورية”، بحضور رسمي لممثلين عن النظام السوري، إلا أن تلك المنتجعات صورية وشكلية في حقيقة الأمر، فسجون النظام السوري تفيض بمعتقلي الرأي الذين تم زجهم في المعتقلات لمجرد ممارستهم حق التعبير عن آرائهم التي تتعارض مع النظام، حيث يواجهون مصيراً مجهولاً، فضلاً عن قتل عشرات الآلاف من المعتقلين تحت التعذيب، أي أن حقيقة تلك السجون ليست منتجعات بل مسالخ بشرية.

كما أن سجن عدرا الذي يشهد هذه الفعاليات، سبق وصرح ضباط في النظام بأن “عدد السجناء من الذكور والإناث انخفض إلى النصف بفضل مرسوم العفو الصادر عن رئيس النظام بشار الأسد”، إلا أن مصادر المرصد السوري نفت صحة هذه المعلومات، وحقيقة ما جرى تتمثل بإعادة فرز المعتقلين والسجناء ضمن سجن عدرا، والإفراج عن معتقلين بقضايا تتعلق بالعمل في المجال الثوري المدني بموجب مبالغ مالية طائلة وليس عفو رئاسي، بينما الكثير من المعتقلين بذات التهم مصيرهم مجهول، بينما الأشخاص الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم العسكرية ضد قوات النظام فقد جرى تحويلهم إلى سجون أخرى، أبرزها سجن صيدنايا “المسلخ البشري”.

المرصد السوري وثق استشهاد 16223 مدني بالأسماء تحت التعذيب داخل معتقلات النظام الأمنية، هم: 16034 رجلاً وشاباً و125 طفلاً دون سن الثامنة عشر و64 مواطنة منذ انطلاقة الثورة السورية، من أصل 104 آلاف علم “المرصد السوري” أنهم فارقوا الحياة واستشهدوا في المعتقلات، وكان “المرصد السوري” حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أنه جرى إعدامهم وقتلهم واستشهادهم داخل معتقلات وسجون قوات النظام ومخابراتها، من ضمنهم أكثر من 83% جرى تصفيتهم وقتلهم ومفارقتهم للحياة داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهر آيار/مايو 2013 وشهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015، فيما أكدت المصادر كذلك أن ما يزيد عن 30 ألف معتقل منهم قتلوا في سجن صيدنايا سيئ الصيت، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية.

وعليه، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يجدد مطالبته ودعوته للمجتمع الدولي والمحاكم الدولية المسؤولة والأطراف الدولية الفاعلة، للعمل بشكل حثيث وجدي وفوري، للعمل على كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين مغيبي المصير، أمام الرأي العام السوري والإقليمي والدولي، وكشف مصائرهم لعوائلهم التي أدمى غياب ذويهم قلوبهم طوال السنوات الفائتة، ومنهم خليل معتوق وعبد العزيز الخيِّر وفاتن رجب وحسين عيسو وعشرات المثقفين والمدافعين عن حرية الرأي وعشرات الآلاف الذين يشاركونهم الظروف ذاتها والمصير نفسه.

كما ندعو المحاكم الدولية للعمل على تقديم الجناة من منفذي القتل وآمريهم ومحرضيهم، للمحاكم المختصة، لينالوا العقاب على ما اقترفته أيديهم الآثمة التي لا تزال مبللة بدماء السوريين الذين لا ذنب لهم، فكلما خرجوا من أجله هو مناداة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، والخروج على نظام ديكتاتوري حكم البلاد بالقتل والموت وانتهاك حقوق الإنسان طوال عقود خلت.