معركة الرقة اندلعت لم تندلع

20

أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الأحد أن معركة انتزاع مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بدأت وأن الولايات المتحدة أبلغت أنقرة بها.

ويتناقض ذلك مع تصريحات قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، والتي أكدت السبت أنها ستبدأ “خلال ايام” معركة السيطرة على الرقة.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها انتزعت السيطرة على سد على نهر الفرات من تنظيم الدولة الإسلامية الأحد في أحدث مكسب تحققه في تقدمها لخوض معركة الرقة التي قالت تركيا.

في الاثناء، سيطرت قوات النظام السوري اثر معارك مع الدولة الاسلامية على مسكنة احدى اهم البلدات التي كان استولى عليها الجهاديون في محافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما نقل الاعلام الرسمي الاحد.

ونقلت وسائل إعلام محلية، بينها وكالة انباء الأناضول الحكومية، عن يلدريم قوله إن “عملية الرقة، التي خطط لها قبل مدة طويلة، بدأت في وقت متأخر من الثاني من حزيران/يونيو. زودتنا الولايات المتحدة بالمعلومات الضرورية المتعلقة بهذه المسألة قبل العملية”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حذر الولايات المتحدة من أن بلاده لن تشارك في عملية استعادة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إلى جانب القوات الكردية.

وخلال لقائه الصحافيين ليل السبت، أكد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تتردد في الانخراط عسكريا بشكل أكبر في الخارج بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول “سواء داخل أو خارج البلاد، لن نتردد في اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل أمن بلادنا وشعبنا”.

وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب هي امتداد في سوريا لحزب العمال الكردستاني، وهو تنظيم انفصالي انخرط في معارك دامية ضد أنقرة منذ عام 1984 ومصنف على أنه “ارهابي” لديها ولدى حلفائها الغربيين.

وبدأت الولايات المتحدة بتزويد وحدات حماية الشعب بالسلاح، في قرار أغضب أنقرة.

وفي هذا السياق، دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو واشنطن الأربعاء إلى العودة عن قرارها تسليح المقاتلين الأكراد، مشيرا الى ان قيام الولايات المتحدة بذلك يعد “أمرا بالغ الخطورة”.

وتتخوف تركيا من انشاء منطقة يسيطر عليها الاكراد في شمال سوريا، على حدودها.

ونفذت أنقرة الصيف الفائت عملية برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الاكراد معا.

سد البعث أو الحرية

اعلنت قوات سوريا الديمقراطية إنها سيطرت على سد البعث صباح الاحد وغيرت اسمه إلى سد الحرية. ويقع السد على مسافة نحو 22 كيلومترا من مدينة الرقة قاعدة عمليات الدولة الإسلامية في سوريا.

وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، إن المقاتلين يقومون بتمشيط القرى المجاورة بحثا عن ألغام ولتعزيز خطوطهم الدفاعية. وقال نوري محمود إنهم سيطروا على السد بالكامل.

ويعني هذا التقدم أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر الآن على ثلاثة سدود رئيسية على نهر الفرات بعد أن سيطرت على أكبر سد في سوريا الشهر الماضي.

وتقدمت قوات سوريا الديمقراطية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مسافة بضعة كيلومترات من الرقة وواجهت مقاومة عنيفة من مقاتلي الدولة الإسلامية. وأدى القتال منذ أواخر العام الماضي إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان وفقا لمصادر من الأمم المتحدة وفر العديد منهم إلى مخيمات في المنطقة.

وكان محمود قال السبت إن من المقرر أن تبدأ عملية اجتياح المدينة خلال بضعة أيام. وسيشكل الهجوم على الرقة ضغطا إضافيا على التنظيم المتشدد الذي يواجه الهزيمة في مدينة الموصل العراقية ويتراجع في العديد من مناطق سوريا.

ومازال التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة من المنطقة الشرقية الصحراوية في سوريا على الحدود مع العراق وأغلب محافظة دير الزور التي ستصبح أكبر معقل متبقي له في سوريا بعد أن يخسر الرقة.

مسكنة

تأتي السيطرة على مسكنة، الواقعة على الضفاف الغربية لبحيرة الاسد، في اطار عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري بدعم روسي منتصف كانون الثاني/يناير لطرد الجهاديين من ريف حلب الشرقي.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري “تواصل وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقدمها في الريف الشرقي لحلب ومطاردة مجموعات تنظيم داعش الارهابي وتعيد الامن والاستقرار الى بلدة مسكنة الاستراتيجية وعدد من البلدات والمصالح الهامة”.

وتعد مسكنة احدى اهم البلدات التي كان سيطر عليها التنظيم المتطرف في محافظة حلب، وتبعد حوالي 15 كيلومترا عن الحدود الادارية لمحافظة الرقة.

واوضح مصدر عسكري ان “ناحية مسكنة هي اخر مركز تجمع سكاني مهم يقع على حدود ريف حلب الشرقي قبل الوصول الى الرقة”، مشيرا الى ان “من يسيطر على مسكنة يتحكم بالمحاور المؤدية من حلب الى الرقة وبالعكس”.

ومنذ بدأ الجيش السوري عمليته العسكرية في ريف حلب الشرقي، تمكن من السيطرة على اكثر من 200 بلدة وقرية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتأتي السيطرة على مسكنة التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العام 2014 اثر معارك مع الجهاديين بغطاء جوي كثيف من الطائرات الحربية السورية والروسية، بحسب المرصد.

وتحصر السيطرة على مسكنة وجود التنظيم المتطرف، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في “قرى متناثرة يسهل السيطرة عليها في شرق وجنوب شرق محافظة حلب، وهي مناطق صحراوية”.

واكد المصدر العسكري في هذا الصدد ان وجود التنظيم في ريف حلب الشرقي “بات في نهايته”.

المصدر: ميدل ايست اونلاين