معركة الوجود الأخير يخوضها تنظيم “الدولة الإسلامية” وأكثر من 400 قتيل من قوات النظام والتنظيم خلال أقل من أسبوعين من القتال الطاحن

105

لم تتوقف الاشتباكات منذ نحو أسبوعين في الريف الحموي الشرقي، الذي شهد عمليات عسكرية عنيفة مستمرة إلى اليوم الجمعة الـ 15 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017، وبقيت الانفجارات تهز قراها ومحيطها، نتيجة الضربات الجوية والبرية العنيفة التي رافقت القتال الطاحن بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، حيث عاودت قوات النظام في الساعات الـ 48 الأخيرة تنفيذ هجوم معاكس وعنيف، تمكنت على إثرها بمشاركة المسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وأخرى غير سورية، وبغطاء من القصف العنيف والضربات الجوية المكثفة للطائرات الروسية والتابعة للنظام الحربية والمروحية، من معاودة السيطرة على بلدة عقيربات وفرض سيطرتها على قرية قليب الثور ومواقع وتلال أخرى خسرتها في الريف الشرقي لمدينة سلمية، بريف حماة الشرقي ضمن الدائرة المحاصرة منذ أسابيع من قبل قوات النظام، وبات التنظيم متواجداً في آخر القرى من ريف حماة الشرقي، فيما ينفذ هجمات شرسة في كل مرة، محاولاً المحافظة على وجوده في الريف الحموي الشرقي، وفي حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على كامل المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، فإنها ستنهي وجود التنظيم بشكل كامل من محافظاة حماة

المعارك العنيفة والقصف المتبادل وتفجير المفخخات تسبب في وقوع مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، حيث ارتفع إلى 407 على الأقل عدد قتلى الجانبين، منذ الـ 3 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017، إلى اليوم الجمعة الـ 15 من أيلول / سبتمبر الجاري، حيث ارتفع إلى 279 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين وثق المرصد مقتلهم بينهم نحو 21 عنصراً فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة، في حين ارتفع إلى 128 عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ممن قتلوا في القصف والاشتباكات، كذلك كانت وردت معلومات للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في الريف الحموي الشرقي يحتفظون بجثث أو جرحى من عناصر القوات الروسية ممن قتلوا وأصيبوا في الريف الحموي الشرقي، حيث كانت تبحث القوات الروسية عنهم، فيما كانت قوات النظام تمكنت في الثالث من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2017 من تثبيت سيطرتها على بلدة عقيربات بعد معارك عنيفة وقصف جوي وبري مكثفين على البلدة تسببتا في مقتل العشرات من الطرفين، لتعود وتخسرهابعد ذلك ومن ثم عاودت السيطرة عليها خلال الـ 48 ساعة الأخيرة

في حين كان المرصد السوري نشر في هذه الفترة، أن قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتمركزة في منطقة السعن والخط الفاصل بين مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام بريف حماة الشمالي الشرقي ومنطقة وادي العذيب في الجهة المقابلة لها، عمدت إلى اعتقال نحو 25 شخصاً كانوا يحاولون عبور حقول الألغام التي زرعتها قوات النظام في محيط مناطق تمركزها بمنطقة السعن، وأكدت مصادر أهلية ومصادر أخرى موثوقة للمرصد السوري أن من بين المعتقلين الـ 25، ما لا يقل عن 14 مدني من ضمنهم 11 شخصاً من عائلة واحدة، بينهم عدة مواطنات بالإضافة لرجل و4 من أبنائه، حيث أكدت المصادر أن الرجال في هذه العائلة يعملون في مجال البناء، كانوا جميعاً يحاولون العبور إلى مناطق سيطرة تحرير الشام عبر اجتياز حقل الألغام، قادمين من مكان تجمع مئات العائلات في منطقة وادي العذيب وبادية أثريا، فيما تزامنت هذه الاعتقالات مع استمرار العمليالت العسكرية في الشرق الحموي، وتزايد سوء أوضاع مئات العائلات يوماً بعد الآخر، مع منع قوات النظام لهم من العبور نحو مناطق سيطرة الفصائل بريف حماة الشمالي الشرقي، ونحو محافظة إدلب، بالإضافة لمنع المواطنين من العبور من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ يستهدفهما الطرفان بالطلقات النارية مع كل محاولة نزوح من المواطنين والفرار عبر حقل الألغام الذي زرعته قوات النظام على الخط الذي تسيطر عليه والفصائل بين مناطق سيطرة تحرير الشام ومناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأكدت مصادر أهلية أن أهالي عمدوا للنزوح، بعد أن سيَّروا أمامهم عدداً من الأغنام والماشية، في محاولة منهم لعبور حقل الألغام، إلا أن قوات النظام عمدت إلى إطلاق النار باتجاههم الامر الذي سبب تخوفاً لدى الأهالي من الاستمرار فعادوا إلى حيث كانوا يتواجدون ضمن مناطق سيطرة التنظيم في حين عمدت قوات النظام إلى الاستيلاء على الماشية، وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 4 من أيلول / سبتمبر الجاري، تمكن نحو 600 شخص غالبيتهم من الأطفال والمواطنات، من الوصول من منطقة وادي العذيب بريف حماة الشرقي، إلى مناطق سيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام في ريفي حماة وإدلب، حيث أكد أهالي من الواصلين من شرق حماة، لنشطاء المرصد السوري أنهم سلكوا طرقاً تسيطر عليها قوات النظام، وتمكنوا من عبور طرق ووديان تمر بين نقاط تمركز لقوات النظام، وأكد الأهالي أن قوات النظام فتحت نيران رشاشاتها عليهم، متسببة في استشهاد شخصين على الأقل، ليرتفع إلى نحو 1350 عدد الأشخاص الذين توثق المرصد السوري من وصولهم، إذ كان نشر المرصد السوري في الثاني من أيلول / سبتمبر الجاري، أن عشرات العائلات وصلت إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في ريف حماة الشرقي واتجهت نحو إدلب، قادمة من منطقة وادي العذيب الواقعة بريف سلمية الشمالي الشرقي، في الريف الحموي الشرقي، وأكدت عدة مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، أن نحو 750 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والمواطنات تمكنوا من الخروج من منطقة وادي العذيب والوصول إلى منطقة الرهجان، وتوجه قسم منهم إلى ريف إدلب الجنوبي، بعد أن عبروا مناطق سيطرة النظام، كما كانت المصادر الموثوقة أكدت لنشطاء المرصد السوري أن تنظيم “الدولة الإسلامية” كان حذر المواطنين من الانتقال في هذه المنطقة التي تسيطر عليها قوات النظام، وأنها مزروعة بالألغام وتشهد انتقالاً لدوريات قوات النظام بين الحواجز المنتشرة على طول الخط الفاصل بين مناطق سيطرة تحرير الشام والفصائل ومناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أن يأس العائلات المنتظرة في ظروف إنسانية مأساوية، دفعها لاقتحام غمار الموت، والمخاطرة بأطفالها وعوائلها، للنجاة، وشجع وصول بعض العائلات آمنة إلى مناطق سيطرة تحرير الشام، بقية العوائل على الخروج بشكل متتابع، إذ تحاول هذه العائلات العبور خلال ساعات الليل لمنع استهدافهم من قبل قوات النظام، في حين أكدت المصادر أن غالبية المواطنين في القرى التي كان يسيطر عليها التنظيم بشرق حماة، نزحوا إلى منطقة وادي العذيب خلال الأيام الفائتة