معضلة تحصيل لقمة العيش.. دخل المواطن السوري العامل لا يغطي مصاريف عائلته

123

 

تراجع متوسط دخل الفرد في سورية، بالمقابل تزايدت مصاريف العائلة ما تسبب في ترد الأوضاع المعيشية في جميع المحافظات السورية وعلى اختلاف جهات السيطرة.
“المرصد السوري” رصد خلال عدة تقارير سابقة كان قد نشرها خلال الشهر الجاري حزيران/ يونيو، متوسط حاجة العائلة الواحدة المؤلفة من خمسة أفراد في عدة مناطق سورية، إضافة لمتوسط حد أجور العمال ورواتب الموظفين، وذلك من أجل مقارنة الدخل الشهري للعائلة مقارنة بمصروفها وتوضيح مدى عدم وجود انسجام وتناسق، وحجم المعاناة المعيشية.
وبتاريخ 28 حزيران/ يونيو نشر “المرصد السوري” تقريراً يوضح حاجة العائلة الواحدة المؤلفة من خمسة أفراد في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا لنحو 150 ألف ليرة سورية بشكل شهري لسداد احتياجاتها من الخضار والخبز فقط، إضافة لنحو 350 ألف ليرة سورية لشراء المواد التموينية مثل السكر والشاي والزيت النباتي والأرز والبرغل وغيرها، والمستلزمات الضرورية من علاج ومواصلات وألبسة واشتراك الانترنت والكهرباء ومياه الشرب بمجموع يصل نحو 500 ألف ليرة شهرياً، بينما يعتبر متوسط حد رواتب الموظفين في المحافظتين 100 ألف ليرة سورية، ومتوسط أجور العمال اليومية خمسة آلاف ليرة سورية
ورصد”المرصد السوري” بتاريخ 25 حزيران/ يونيو، حاجة العائلة الواحدة المؤلفة من خمسة أفراد ضمن مناطق سيطرة “الفصائل الموالية لتركيا” و”الجماعات الجهادية” بشكل شهري لنحو 350 ليرة تركية لشراء الخضار والخبز، بينما تحتاج أيضاً لأكثر من 250 ليرة لشراء المواد التموينية، وأكثر من 1000 ليرة للمستلزمات الضرورية الأخرى من علاج ومواصلات ومحروقات وألبسة واشتراك الإنترنت والكهرباء، بمجموع نحو 1600 ليرة تركية شهرياً، في حين يبلغ متوسط أجور العمال اليومية 20 ليرة تركية، ويبلغ متوسط رواتب الموظفين في المنظمات والمؤسسات المدنية 200 دولار أمريكي ما يعادل 1600 ليرة تركية “العملة المتداولة”.
وفي وقت سابق رصد “المرصد السوري” بتاريخ 24 حزيران/ يونيو، متوسط حاجة العائلة الواحدة المؤلفة من خمسة أفراد في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا، بشكل شهري حيث بلغت حاجتها لنحو 100 ألف ليرة سورية، وذلك لشراء الخضار والخبز، إضافة لحاجتها لنحو 44 ألف ليرة سورية لشراء المواد التموينية،  فضلاً عن المستلزمات الضرورية الأخرى بما يقارب 206 آلاف ليرة سورية، بمجموع 350 ألف ليرة سورية، في حين بلغ متوسط حد أجور العمال اليومية نحو 10 آلاف ليرة سورية، ومتوسط حد رواتب الموظفين نحو 400 ألف ليرة سورية شهرياً.
ورصد “المرصد السوري” بتاريخ 22 حزيران/ يونيو، متوسط حاجة العائلة الواحدة المؤلفة من خمسة أفراد ضمن مناطق سيطرة قوات النظام، حيث بلغت حاجة العائلة شهريا لنحو 120 ألف ليرة سورية لشراء الخضار والخبز، إضافة لنحو 80 ألف ليرة سورية لشراء المستلزمات المعيشية الأخرى، بمجموع يصل 200 ألف ليرة سورية، وذلك عند شراء تلك المواد من المؤسسات المدعومة من النظام، بينما يتضاعف الرقم عند شرائها من الأسواق الحرة.
وبالمقابل فإن متوسط حد أجور العمال هو خمسة آلاف ليرة سورية، أما متوسط رواتب الموظفين فلا يتجاوز 100 ألف ليرة سورية.
وتعد معضلة تحصيل لقمة العيش اليومية في سوريا من أشد الصعوبات التي تواجه العائلات، وذلك بسبب ندرة فرص العمل وتفشي ظاهرة البطالة بنسبة كبيرة خصوصاً بين أوساط الشباب، فضلاً عن تدني الأجور اليومية التي لا تبلغ ما يعادل 2.50 دولار أمريكي يومياً، وبشكل متوسط تبلغ مدة العمل اليومي نحو 8 ساعات، وبشكل أساسي يعتمد العمال في جميع المناطق السورية على اختلاف جهات السيطرة على العمل في المجال الزراعي، وبالدرجة الثانية العمل في المجالات التجارية والصناعية والمهن الحرة المختلفة.
وساهمت العديد من العوامل في تدني أجور العمال خصوصاً ضمن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، منها الاكتظاظ السكاني الكبير ووجود أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل، وتراجع قيمة الليرتين السورية والتركية مقابل الدولار الأمريكي، واستغلال حاجة العامل، وتراجع كبير طرأ على مستوى القطاعات الزراعية والتجارية والصناعية بعد سنوات الحرب الجارية، ولا تعد الرواتب الشهرية التي يتقاضاها الموظفون في سورية بأفضل حال من مدخول العمال المياومين وأصحاب الحرف وغيرهم.