مع اقتراب القضاء على آخر جيب للتنظيم في شرق الفرات…الأنظار تتحول إلى آخر 4 آلاف كلم مربع يتحصن فيها ضمن البادية السورية

62

لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” متواجداً في الداخل السوري، كقوة مسيطرة، على الرغم من تلاشيه، وفقدانه لقوته انحصاره داخل جيب بأقل من 4 كلم مربع، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وخسارته بشكل شبه كامل للمناطق المأهولة بالسكان، وتحوله لقوة متقوقعة تفاوض من أجل الحصول على الأمان لقادتها وعناصرها ومن تبقى من عوائلهم، ففي الوقت الذي تمضي فيه قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي في عملية إنهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” كقوة مسيطرة في شرق الفرات، تحولت أنظار الجميع نحو الجيب الأكبر والأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في البادية السورية، في وسط مناطق سيطرة قوات النظام وحلفائها، حيث يتربع الجيب على مساحة نحو 4 آلاف كلم مربع، ضمن جيب في شمال السخنة ويمتد إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، ويتواجد فيه أعداد ليست بالقليلة من عناصر التنظيم وعوائلهم ومدنيين انتقلوا معهم إلى المنطقة خلال عمليات النزوح، خشية من انتقام الجهات المعادية للتنظيم وخصومه، فيما تجري عمليات التحضير من قبل قوات النظام وحلفائها من الروس بميليشياتها المتواجدة في الداخل السوري من القوات المسلحة والمدربة روسياً، والتي أرسلت تعزيزات في الأسابيع الفائتة إلى غرب الفرات

المرصد السوري رصد في الـ 4 من كانون الثاني / يناير الجاري من العام 2019، هجوماً من قبل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، طال مناطق في بادية الميادين، في غرب نهر الفرات، عند الضفاف الغربية لنهر لفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، حيث رصد المرصد السوري اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين، وسط إلقاء قوات النظام والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لهما، قنابل ضوئية في أجواء المنطقة، ترافقت مع عمليات استهدافات متبادلة على محاور القتال بين الطرفين، ومعلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية من الطرفين، فيما كان المرصد السوري رصد خلال الأسابيع الأخيرة، وصول تعزيزات عسكرية ضخمة من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول آلاف العناصر من قوات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن، وقوات الفيلق الخامس، والمدعومين والمسلَّحين روسيا، إلى غرب نهر الفرات، وانتشرت على طول طريق طهران – بيروت الاستراتيجي بالنسبة للقوات الإيرانية، ضمن قطاع الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن هذا الانتشار من قبل القوات المسلحة روسياً، يأتي في محاولة من روسيا إنهاء الهيمنة الإيرانية على المنطقة، وبخاصة منطقتي البوكمال والميادين، بعد الاستياء الشعبي الذي شهدته المنطقة من قيام القوات الإيرانية بالتمدد داخل المنطقة، والانتشار على أساس مذهبي، حيث استقدمت عشرات العوائل الإيرانية والآسيوية من الطائفة الشيعية إلى مدن وبلدات القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وعمليات التجنيد التي تجري من قبلها بحق الشبان والرجال في ريف دير الزورن حيث تمكن من تجنيد نحو 1100 شخص خلال الأسابيع الأخيرة، إذ نشر المرصد السوري في الـ 11 من ديسمبر الفائت، أنه لا يكاد الإيرانيون يتوقفون عن التمدد في الداخل السوري، فسنوات القتال السابقة، مكنتهم من معرفة الأرض، ليتحولوا في الأشهر الأخيرة، إلى متخيرين ومنتقين، للأماكن التي يمكنهم التمدد فيها، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان تابع عملية التمدد هذه، حيث رصد المرصد السوري تصاعد أعداد المنضمين من الجنسية السورية، إلى صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من الأفغان والآسيويين واللبنانيين والعراقيين، نحو 1100 شخصاً من الشبان والرجال السوريين، حيث تجري عملية التطوع مقابل مبالغ مالية ترصد لهم كرواتب كشهرية، بلغت 150 دولار أمريكي، كما رصد المرصد السوري محاولات مستمرة من الإيرانيين استمالة المدنيين في مناطق ريف دير الزور الشرقي، على طريق طهران – بيروت، في محاولة لتأسيس حاضنة شعبية في المنطقة، تحول دون خسارتها للطريق الاستراتيجي بين العاصمة الإيرانية طهران والعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تستخدمه القوات الإيرانية بشكل رئيسي، وتأتي محاولات الاستمالة هذه من خلال محاولة رد حقوق السكان إليهم، ممن جرى الاستيلاء على ممتلكاتهم من قبل متطوعين ومجندين في الميليشيات الإيرانية، لكسب ود السكان وإرضائهم ودفعهم للانضمام إلى صفوفها، كما تجري عمليات توزيع مواد غذائية وألبسة وأغطية ومستلزمات للمعيشة ومسلتزمات للدراسة، تحمل كتابات باللغة الفارسية، كما تعمد القوات الإيرانية في عملية تمددها إلى منع قوات النظام من التجاوز على السكان ورد مستحقات السكان إليهم، حيث بات الأهالي يلجأون للقوات الإيرانية لتحصيل ممتلكاتهم وحقوقهم المسلوبة من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها

كما أن المرصد السوري نشر قبل أسابيع من الآن، أن القوات الإيرانية المتواجدة في الريف الشرقي لدير الزور عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، تواصل عمليات تحصين مواقعها ونقاطها تحسباً لأي هجمات معاكسة قد ينفذها تنظيم “الدولة الإسلامية” على القوات الإيرانية وقوات النظام وحلفائها المتواجدين هناك، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة القوات الإيرانية بزرع العبوات والألغام على طول الضفة الغربية لنهر الفرات حيث يتواجدون، في إطار عمليات التحصين للحد من تكرار الهجمات التي يعمد لها التنظيم عبر عبور نهر الفرات من الضفة الشرقية حيث جيبه، إلى الضفة الغربية، أيضاً كان نشر المرصد السوري في الـ 5 من شهر تشرين الثاني الفائت من العام 2018، أنه لم يتوقف تنظيم “الدولة الإسلامية”، منذ خسارته لسيطرته الاستراتيجية على طريق طهران – بيروت، المتمثل بمنطقة البوكمال في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، في كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2017، لم يتوقف عن تهديد قوات النظام وحلفائها من القوات الإيرانية والميليشيات الفلسطينية واللبنانية والعراقية والأفغانية والسورية والآسيوية المتواجدة في كامل خط غرب الفرات، وكان التهديد على شكل استهدافات مدفعية وبرية تطال مواقع قوات النظام وحلفائها، أو من خلال هجمات برية رصدها المرصد السوري لحقوق الإنسان، ينتقل فيها تنظيم “الدولة الإسلامية” من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، قادماً من جيبه الأخير في شرق النهر، إلى الضفة الغربية للنهر، ويتنقل في كل مرة من محور، في محاولة لمخادعة قوات النظام وحلفائها والتي رغم مراقبتها للنهر إلا أنها لا تتمكن من إيقاف هذه الهجمات، التي توقع في كل مرة أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، كما يتمكن التنظيم من إفساح الطريق لنفسه للخروج نحو البادية السورية، التي يتواجد للتنظيم جيب كبير بالإضافة لتمركزات متناثرة ضمن البادية، السورية على الحدود الإدارية بين دير الزور وحمص.