مع اقتراب موسم قطاف الزيتون… عناصر”تحرير الشام” يتوجهون لجمع “الزكاة” من معاصر إدلب 

48

تواصل هيئة تحرير الشام التضييق على مصادر دخل المواطنين ضمن مناطق نفوذها في إدلب وريفها، بفرض الضرائب والإتاوات على المزارعين بذريعة “الزكاة”، حيث تجري عمليات جمع الضرائب بشكل منظم عبر ما تعرف باسم “هيئة الزكاة العامة” التابعة”لحكومة الإنقاذ” الجناح التنفيذي القائم في مناطق سيطرة”هيئة تحرير الشام.

وتزامناً مع بدء جني موسم الزيتون في مناطق إدلب وريفها تجري هناك استعدادات من قبل عناصر هيئة تحرير الشام لجمع الضرائب من المزارعين أثناء توجه مزارعي الزيتون للمعاصر التي بدأت هيئة تحرير الشام بنشر العناصر على مداخلها لضمان دفع المزارعين الضرائب المفروضة عليهم بذريعة “زكاة المزروعات”.

مصادر محلية ذكرت لـ”المرصد السوري” أن عناصر مسلحين يتبعون لهيئة تحرير الشام وموظفين لجباية الضرائب بدأوا بالتوافد إلى العديد من معاصر الزيتون في عدد من قرى وبلدات في ريف إدلب الشمالي والغربي بانتظار انتهاء المزارعين من قطاف محاصيلهم من الزيتون والتوجه لعصره علماً أن نسبة كبيرة من المزارعين لم يبدأوا بقطاف موسم الزيتون.

وبحسب المصادر فإن أولى خطوات جمع الضرائب تبدأ باستقبال المزارعين في معاصر الزيتون المنتشرة في معظم بلدات وقرى أرياف إدلب، ثم إحصاء كمية نتاج الموسم للمزارع وتوقيعه على وثيقة يكتب فيها كمية الزيتون قبل عصره وكمية الزيت بعد عملية العصر وتكلفة العصر وغيرها من المعلومات ثم يحدد القيمة التي تفرض على المزارع، ولا يسمح له بدفع “زكاة الزيتون” خارج المعصرة لأحد أقاربه أو أي أحد يعرفه وتؤخذ منه بالارغام بحال رفض، بينما تتهم هيئة تحرير الشام من قبل نشطاء ومدنيون في مناطق سيطرتها بالاستيلاء على جزء كبير من المبالغ التي تأخذها من المزارعين بحجة “الزكاة”، حيث تقوم هيئة الزكاة العامة بعد فترة من جمع الأموال بالتقاط بعض الصور لتوزيعها مساعدات مالية على بعض المدنيين وتقوم بسرقة جزء كبير من هذه الأموال التي تقدر بمئات آلاف الدولارات، كما تتهم محلياً أيضاً بالانشغال بهذه الأشياء الغير مهمة في الوقت الذي تشهد المنطقة تصعيداً عسكرياً وتحركات لقوات النظام والميليشيات المساندة له.

أما عن طريقة التعامل غير الإنسانية من قبل العناصر والموظفين التابعين لهيئة تحرير الشام و”حكومة الإنقاذ” على أبواب معاصر الزيتون فهي أكثر ما يزعج المدنيين، حيث يروي ( أ.م) من بلدة أرمناز في إدلب الشمالي تجربته السابقة معهم، في حديثه لـ”المرصد السوري” قائلاً، في العام الفائت وبعد انتهائه من عصر الزيتون توجه إليه موظف في هيئة الزكاة العامة لأخذ النسبة المفروضة عليه وعندها وجه للموظف سؤالاً “كم هو نصاب زكاة الزيتون” في الشرع فلم يجبه وعند تكرار السؤال عليه أكثر من مرة رد عليه بأنه لا يعلم.

مضيفاً، حينها  أخذ كمية الزيت وأراد أن يذهب دون أن يدفع ما عليه فاستوقفه الموظف بالقوة والتهديد وأرغمه على دفع كمية ليست محددة أساساً بشكل رسمي ودون أن يكون الموظف على دراية كافية بطريقة جمع “الزكاة”، وارغمه على دفع ثلاثة كيلو غراماً من الزيت ما يقدر بنسبة 10 بالمئة.
ويشير إلى أنه في كل عام تتكرر الكثير من حالات المشاجرات بين المدنيين وعناصر هيئة تحرير الشام والموظفين المسؤولين عن جمع الضرائب بحجة “الزكاة” بسبب أخذها بالقوة ومنع المدنيين من التصرف بزكاة محاصيلهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة كما اعتادوا سابقاً حيث كان يتولى كل مزارع مهمة البحث عن المستحق والمحتاج ومنحه له.

يشار أن هيئة تحرير الشام شنت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 هجوماً مسلحاً تخلله قصف مدفعي على تخوم بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، ودارت اشتباكات عنيفة بينها وبين مسلحين من البلدة وعناصر من “فيلق الشام” أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين على خلفية رفض أهالي البلدة دفع الضرائب بحجة الزكاة أثناء قطاف موسم الزيتون.