مع انتشار الـ ـفـ ـسـ ـاد وتجارة “الـ ـمـ ـخـ ـد ر ا ت”.. مـ ـتـ ـعـ ـاطـ ـو ن يمتهنون التسول للحصول على المواد الـ ـمـ ـخـ ـد ر ة في الرقة

47

مازالت تطفو على أروقة شوارع وحواري مدينة الرقة مظاهر متعددة من الأنماط الصورية لبعض الشبان والشابات في ريع العمر الأول وهم في زخم الأسواق والحدائق “الرشيد-البستان-دوار النعيم “، وتبدو على ملامحهم آثار التعاطي والإدمان لشتى أشكال “المخدرات”، لكن المفارقة تكمن في تحول التسول في مناطق متعددة من شوارع “الوادي –تل أبيض -23 شباط”، مقابلاً للحصول على المال لشراء المواد المخدرة على اختلاف أنواعها و مسمياتها “الحبوب والأتش بوز والحشيش”.
ورصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مدينة الرقة بعض الحالات لمتعاطي المخدرات، منهم المواطن(ف.ب) 47 عاماً، من منطقة كورنيش النهر بالرقة، وهو رجل نحيل الجسد كان يمتهن “الحدادة” قبل أن يتحول إلى مدمن على “الحشيش والحبوب المخدرة”، و يراه العديد من العابرون في مناطق متفرقة من الأفران والشوارع والحدائق، حيث يلجأ للتسول والطلب من معارفه أحياناً، بغية الحصول على المال، لشراء المخدرات، حيث تبين أنه يتعاطى “لبيلوغوبين ، وزولام ” بالإضافة لسجائر ” الحشيش المخدرة “.
,إلى ذلك، تتوزع عدد من الفتيات العشرينيات بالقرب من دوار النعيم وحديقة الرشيد، ليجعلن من المارة وسيلة لسرد معاناتهم عبر وصفة طبية أو صورة لشخص معاق، وذلك بجمع التبرعات من العامة وفاعلي الخير، بأسلوب حديث غير معتاد “ارحموا عزيز قوم ذل”.
في السياق، يقول(أ.س) وهو أحد سائقي سيارات الأجرة ، 33 عاماً، للمرصد السوري لحقوق الإنسان،
أنه ومن خلال عمله على سيارة الأجرة في مدينة الرقة صادف العديد من حالات تسول لفتيات، وغالباً ما تكون تحمل وصفة طبية أو تقرير مرضي، لإحداث حالة من الشفقة والتبرع، وبطبيعة عمله التي يجوب فيها العديد من الأحياء، اكتشف على “قد قوله” أن بعضهن يدمن على المواد المخدرة ويتخذن من التسول وسيلة للحصول على المال لشراء المخدرات.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المدمنيين على المواد المخدرة باتوا يقصدون مخابئ وأوكار متعاطي ومروجي المواد المخدرة وتكثف في مناطق ” شارع أبوالهيس –حارات نادي الفرات –حي الشعيب –الحصيوة-شارع الساقية –نزلة شحادة” وأغلبها على شكل خمارات ومنازل لبيع المشروبات الروحية.
وتفتقر مدينة الرقة للأطباء الأخصائيين ” العصبية والنفسية والإدمان ” بالإضافة لانعدام وجود أي مصح أو مركز صحي لعلاج الأدمان والتعاطي, بالإضافة للانتشار الكبير للمخدرات بكل أنواعه كون المنطقة محايدة لمناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية ” المورد الرئيسي ” وغياب الرادع القانوني الذي يجرم التجار والمروجين بالرقة.
وتبقى ظاهرة التسول للحصول على المواد المخدرة، ظاهرة خطيرة تهدد أمن المجتمعات ، حيث تؤدي إلى انتشار معدل الجريمة وتزايد حالات الاختطاف وزيادة متعاطي المخدرات، وتسرب الكثير من الأطفال من المدرسة، بالإضافة إلى زرع ميول ومفاهيم الإجرام والفساد في كل مجتمع ينتشرون فيه.