مع تدهور الواقع الطبي في إدلب.. مراكز العلاج الفيزيائي دون دعم

53

كغيرها من المراكز الطبية تعاني مراكز العلاج الفيزيائي في إدلب من قلة الدعم ونقص المعدات والمستلزمات، لاستمرارية تقديمها العلاج الفيزيائي للمرضى في ظل استمرار الصعوبات التي تقف أمام المرضى وتعذر دخولهم إلى تركيا لتلقي العلاج، فضلًا عن الأعداد الكبيرة للمرضى.
وفي مناطق إدلب وريفها يوجد نحو 12 مركز للعلاج الفيزيائي إضافة لوجود بعض المراكز التي تقدم العلاج ضمن عملها وبعض المشافي أيضاً، نسبة قليلة من هذه المراكز تتلقى دعماً مالياً، بينما تعمل العديد منها بشكل تطوعي وتعاني ظروفاً صعبة من ضعف في الخدمات وعدم وجود كلفة تشغيلية ورواتب للعاملين فيها، ورغم ذلك كلها تواصل هذه المراكز تقديمها للخدمات العلاجية بشكل مجاني لجميع المرضى من مناطق مختلفة في إدلب وريفها.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث طبيب مسؤول عن مركز للعلاج الفيزيائي في إدلب قائلاً، إن العديد من الصعوبات تواجه سير عملهم لكن رغم كل الصعوبات تستمر خدمة المرضى بشكل يومي ومجاناً، حيث يقدم المركز العلاج لعشرات المرضى يومياً، ومن أبرز المصاعب التي تواجه سير عمل المركز والذي يشبه حاله حال العديد من المراكز الأخرى، هي صعوبة تأمين المستلزمات الخاصة بالعلاج الفيزيائي، وعدم توفر كلفة تشغيلية لوضع نقل داخلي للمرضى الذين يتلقون العلاج فغالبيتهم يعانون من إعاقات حركية.
مضيفاً، أن الصعوبات الأخرى تكمن في عدم وجود إقبال من قبل المرضى للعلاج بسبب ضعف الإمكانيات علماً أن أصحاب الإعاقات الحركية غالباً بحاجة لهذا النوع من العلاج لتحسين وظائف الأعضاء الجسدية والعضلات والأعصاب، ومن ناحية أخرى هناك نقص كبير في عدد المراكز التي تختص بالعلاج الفيزيائي وهي يجب أن تكون بعدد كبير لتوفر على المرضى مشقة الطريق بسبب حالاتهم الصحية.
كما ويوضح أن المركز رغم كل هذه الصعوبات يقدم العديد من الخدمات العلاجية مثل، الإعاقات الحركية والدماغية والشلل النصفي، وتأهيل حالات البتور قبل تركيب الأطراف، ومرض الضمور الدماغي، والخلع الولادي وغيرها العديد من الخدمات، وهي بشكل كامل مجانية مع تقديم التسهيلات للمرضى.
الشاب ( أ.ش) من ريف حماة الغربي وينزح في أحد مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، يعاني شلل نصفي وقد اجريت له العديد من العمليات الجراحية لتجليس طرف قدمه وبعد إجراء العمليات نصحه الأطباء بالعلاج الفيزيائي لتحسين حركة القدمين ليتماثل للشفاء الكامل، وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يقول، أنه يتردد بشكل أسبوعي لمركز علاج فيزيائي في منطقة سرمدا ويعاني من مشقة الطريق وعدم وجود مواصلات للمركز.
مضيفاً، أن المركز لا تتوفر فيه العديد من أنواع الأجهزة المهمة للعلاج الفيزيائي فضلاً عن نقص الكادر الطبي فيه وعدم وجود متخصصين بشكل جيد، فلا يجد غالباً من يشرف على تمرين قدميه في المركز، وقد حاول عدة مرات التوجه لتركيا حيث يوجد هناك بعض أقاربه لكنه لم يستطع رغم حاجته الملحة لمواصلة علاجه الفيزيائي بشكل منتظم، وبسبب ضعف الإمكانيات في المركز فلم يعد يفضل الذهاب لكنه يجبر أحياناً لرغبته في المشي بشكل سليم.
كما ويوضح أن العلاج بالنسبة له ضرورياً لتقوية الأعصاب الضعيفة فقد نصحه الأطباء بالمشي على الجهاز المخصص بشكل دائم ولفترة سنة حتى يتمكن من المشي بصورة جيدة، ويأمل أن تتحسن ظروف المركز أو أن يتمكن من التوجه لمركز آخر ويكون هناك تسهيلات مناسبة لوضعه الصحي.
ولا تزال هناك العديد من الصعوبات تواجه المرضى الذين يحاولون الدخول لتلقي العلاج في تركيا رغم تعديلها على قرار منع دخول المرضى والسماح لبعض الحالات الهامة مثل أمراض السرطان وغيرها، فتقديم طلب الإذن بالدخول يحتاج وقت طويل للرد عليه من قبل الجهات المسؤولة، ونسبة كبيرة ترفض بسبب إجراء الفحص الطبي من قبل لجنة طبية تابعة لمعبر”باب الهوى” الحدودي باعتبار أن هذه الحالات يمكن علاجها في الشمال السوري، أما الحالات التي تقبل بنسبة 90 بالمئة منها يتم اعتبارها “حالات باردة” وقد تقف أكثر من ثلاث شهور حتى يدخل المريض إلى تركيا، وبحسب مصادر خاصة لـ”المرصد السوري” فإن هناك حالات يتم قبولها وتسريع دخولها علماً أنها غير مستعجلة بعد دفع الرشاوى المالية لمسؤولي اللجنة الطبية المتخصصة بالكشف عن الحالات المرضية المتقدمة.
يشار أنه ومنذ بداية أحداث الثورة السورية ازدادت بشكل واضح أعداد المصابين بإعاقات حركية نتيجة الإصابات، كما زادت نسبة حالات ضمور الدماغ وغيرها من الأمراض التي تحتاج للعلاج الفيزيائي، وتتلقى بعض المراكز دعماً من قبل بعض المنظمات الإنسانية والتي تعتبر منظمة “سامز” من أبرزها.