مع تزامن عمليتي القوات التركية وقوات النظام نحو مدينة الباب…تنظيم “الدولة الإسلامية” يتهيئ للانسحاب قبل إطباق الحصار عليه فيها

21

تتواصل عمليات قوات النظام والمسلحين الموالين لها، التي تقودها مجموعات النمر التابعة للعميد في قوات النظام سهيل الحسن بالريف الشرقي لحلب، والتي انطلقت في الـ 17 من كانون الثاني / يناير من العام الجاري 2017، في محاولة منها للتقدم على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقضم المزيد من مناطق سيطرة التنظيم وتضييق الخناق عليه، ومحاولة الضغط عليه عبر التقدم من المحور الجنوبي والجنوبي الغربي باتجاه مدينة الباب -أكبر معاقله في ريف حلب، وإجباره على الانسحاب منها، بعد فشل القوات التركية وعجزها حتى اللحظة على الرغم من التحشدات الضخمة من دخول المدينة، عداك عن القصف المكثف الذي تصاعد بعد تلقي الأخير هزيمته الاولى على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، والذي خلف 245 مدني بينهم 49 طفلاً و27 مواطنة، في منطقة الباب وريفها حيث استشهد 225 مدني بينهم 49 طفلاً دون سن الـ 18، و26 مواطنة في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة وأماكن أخرى بريف الباب، فيما وثق المرصد استشهاد نحو 20 مدني بينهم طفلان ومواطنة جراء قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في بلدة تادف ومناطق أخرى بالريف الشمالي الشرقي حلب.

 

قوات النظام في عمليتها العسكرية في ريف حلب الشرقي، وبعد وصولها لنحو 8 كلم جنوب غرب مدينة الباب، وسيطرتها على 18 قرية وبلدة على الأقل، عمدت إلى فتح محور جديد للاشتباكات وهو التوجه بشكل مباشر من مناطق سيطرتها في العام 2016 في الريف الشرقي لحلب، نحو جنوب مدينة الباب، للسيطرة على تادف ومن ثم التوجه إلى مدينة الباب المحاذية لها واللتين يسيطر عليهما تنظيم “الدولة الإسلامية” وتعرضتا لقصف سابق من الطائرات التركية والروسية، وسيطرت قوات النظام والمسلحين الموالين لها اليوم وأمس على قريتي البريج وعين الجحش وتقدمت للسيطرة على قرية عران وتصبح على مسافة أكثر من 6 كلم عن بلدة تادف ونحو 8 كلم من مدينة الباب، وتترافق الاشتباكات مع قصف مكثف لقوات النظام وقصف جوي على مواقع التنظيم ومناطق سيطرته، وسط استهدافات متبادلة، وخلفت هذه المعارك عشرات القتلى وعشرات الإصابات في صفوف الطرفين.

 

وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أنه وبالتزامن مع تقدم قوات النظام نحو مدينة من المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي، ومحاوطة القوات التركية وقوات “درع الفرات” لمدينة الباب من المحاور الغربية والشمالية والشمالية الشرقية، فإن تنظيم “الدولة الإسلامية” -الذي صد بشراسة هجمات عنيفة للقوات التركية على المدينة في أوقات سابقة وألحق بها خسائر بشرية بلغت عشرات القتلى والجرحى من جنود القوات التركية- بدأ بالتحضر للانسحاب من المدينة التي تعد أكبر معاقله المتبقية في ريف حلب، تخوفاً من إطباق الحصار عليه من قبل القوات التركية وقوات النظام اللتين تتزامن عمليتهما للهدف نفسه.