مع توقف دعم مشافي إدلب لنحو3 أشهر.. كارثة إنسانية تلاحق سكان المحافظة

33

يستمر انقطاع الدعم الطبي عن عدد من المشافي في منطقة إدلب وريفها منذ آب/أغسطس الفائت أي منذ نحو 3 أشهر، وتتوزع هذه المشافي على الريفين الشمالي والغربي، ويعود سبب توقف الدعم لانتهاء مدة العقود مع المنظمات الداعمة، ما ينذر بكارثة كبيرة على القطاع الطبي في إدلب في حال استمرار انقطاع الدعم لفترة أطول.
المشافي التي شملها انقطاع الدعم هي “مشفى السلام” في بلدة حارم ” و”مشفى الرحمة” في مدينة دركوش” و”المشفى الوطني” في مدينة إدلب و”مشفى الأطفال” في بلدة كفرتخاريم، ومشافي أخرى في بلدات كفردريان والجانودية وحزانو، ومشفى العلاج النفسي في بلدة سرمدا، ومن بين هذه المشافي هناك مشفى بلدة الجانودية في ريف إدلب الغربي “مشفى الإخلاص” توقف بشكل كامل عن الخدمة، بسبب انقطاع الدعم ووصوله لحالة حرجة جداً من نفاد المستلزمات الأساسية للعلاج.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث الطبيب (ع.ع) وهو أحد العاملين ضمن مديرية صحة إدلب، قائلاً، يعتبر هذا الانقطاع لفترة محدودة في الدعم أمراً اعتيادياً ففي كل مرة يتم فيها تجديد مدة العقود للدعم الموجه لهذه المشافي، لكن اللافت هذه المرة هو عدم وجود تحديد معين لموعد استئناف الدعم ثم نية هذه المنظمات تخفيض نسبة الدعم للمشافي.
مضيفاً، أن التوقف عن دعم هذه المشافي التي تعد رئيسية في منطقة إدلب وذات أهمية بالغة، سيؤثر إلى حد كبير على المنطقة التي ستحرم من العلاج بحال توقفت هذه المشافي، وقد أعلن مشفى الإخلاص في بلدة الجانودية توقفه بشكل كامل عن تقديم الخدمات العلاجية للمدنيين بعد نفاد المستلزمات الضرورية للعلاج من كلفة تشغيلية ومعدات طبية وغيرها.
ويوضح الطبيب، أن غالبية هذه المشافي تقدم العلاج  للمدنيين بشكل مجاني ما سينعكس سلباً على حياتهم وسيضطر المريض لتلقي العلاج خارج منطقة إدلب، كما يجب على المنظمات الداعمة والدولية أن تأخذ بعين الاعتبار استمرار انتشار فيروس كورونا- كوفيد 19 ووجود آلاف الحالات المصابة والكلفة التشغيلية التي توضع لعلاجهم وتوقف الدعم يعني خروج الفيروس عن السيطرة بشكل كامل وانهيار المنظومة الطبية.
ويتقاضى الطبيب من المرضى نحو 50 ليرة تركية في عيادته، وهو مبلغ يزيد ضعف دخل الفرد العامل في إدلب مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام.
بدوره يتحدث الناشط ( م.أ) المقيم في ريف إدلب الشمالي لـ”المرصد السوري” قائلاً، تقدم هذه المشافي ولاسيما “المشفى الوطني” في إدلب مئات الخدمات الطبية يومياً للمدنيين إضافة لدورها في مكافحة انتشار فيروس كورونا- كوفيد 19 في الشمال السوري، وسيتسبب توقفها بكارثة حقيقية، حيث سترتفع لعدة أضعاف تكاليف العلاج في الشمال السوري، فضلاً عن عدم وجود إمكانيات طبية لعلاج معظم الأمراض وإجراء العمليات.
ويضيف، غالبية هذه المشافي تقدم الخدمات الطبية بشكل مجاني وهي مقصد لآلاف المدنيين الذين لا يملكون القدرة على الذهاب للمشافي الخاصة، لذلك تزداد مخاوف المدنيين من الأنباء التي تؤكد توقف الدعم عن هذه المشافي ونأمل أن يعاد استئناف دعمها وبشكل أفضل حتى تواصل خدماتها الطبية للمدنيين، وفي الوقت الراهن يلاحظ وجود بعض الصعوبات في بعض هذه المشافي مثل “مشفى الأطفال” في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، وتعمل الكوادر الطبية حالياً بشكل تطوعي لحين استئناف مشروع الدعم.
ولفت إلى وجود آلاف الحالات المرضية في مناطق إدلب وريفها، لا يمكنها انتظار استئناف الدعم ولا تحتمل البقاء دون علاج مثل أصحاب أمراض الكلى والأمراض القلبية والسرطان وغالبيتهم من الأطفال والنساء، فيجب الضغط على هذه المنظمات الداعمة لإعادة دعم القطاع الصحي في إدلب بأسرع وقت ممكن.
وبعد جائحة كورونا- كوفيد 19 وانتشاره المتواصل في الشمال السوري تسبب بانهيار كبير لحق بالمنشآت الطبية التي أعلنت العديد منها خلال الفترة الأخيرة عجزها عن استقبال المزيد من الحالات المصابة ونفاد الأسرة والمنافس والمسحات، وشهد القطاع الطبي تدهوراً كبيراً بسبب تزايد معدل الإصابات بشكل كبير.
ويجدر بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها انقطاع للدعم عن المنشآت الطبية في إدلب التابعة لمديرية صحة إدلب، وسبق ذلك عدة مرات خلال السنوات الفائتة، وتدعم العديد من المنظمات القطاع الطبي في إدلب من بينها “رابطة المغتربين السوريين” ( السيما) ومنظمات أخرى مثل منظمة ” سامز” و” يداً بيد” و”أوسم” وغيرها.