مع خسارته لبلدة الكرامة…تنظيم “الدولة الإسلامية” يرصد نحو 4 آلاف دولار لقتل كل مقاتل أمريكي وبدء نصب مدافع أمريكية تحضيراً لمعركة الرقة الكبرى

19

محافظة الرقة – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن قوات سوريا الديمقراطية مدعمة بطائرات التحالف الدولي تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي والسيطرة على بلدة الكرامة الواقعة في الريف الشرقي لمدينة الرقة على بعد نحو 17 كلم من المدينة، التي تعد معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، والمحاصرة مع أجزاء من أريافها الغربية والشرقية والشمالية من قبل قوات سوريا الديمقراطية، بعد تمكن الأخير من تحقيق تقدم في هذه المحاور، والوصول إلى شمال سد الفرات بريف الطبقة الشمالي في غرب الرقة، إضافة لقطعها الطريق الواصل بين الرقة ودير الزور، من الضفة الشمالية لنهر الفرات، فيما كانت طائرات التحالف الدولي استهدفت جسري الرقة القديم والجديد في الثالث من شباط / فبراير المنصرم من العام الجاري، قبيل يوم من بدء المرحلة الثالثة من عملية “غضب الفرات” في ريف الرقة الشرقي، والتي قطعت الإمداد بين مدينة الرقة وريفها الجنوبي.

هذا التقدم جاء في إطار عملية “غضب الفرات” التي تهدف منذ انطلاقها في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، محاصرة مدينة الرقة وعزلها عن ريفها، تمهيداً لبدء عملية في مدينة الرقة لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من المدينة، فيما حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، بأنه يجري تجهيز مدافع أمريكية ومرابضها إضافة لمرابض راجمات الصواريخ، في نطاق التحضير لمعركة الرقة الكبرى بعد استقدام قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي والقوات الأمريكية المرافقة للعملية، لتعزيزات من مقاتلين وآليات، وإدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأمريكية، للمشاركة في معركة الرقة الكبرى، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في الأيام الفائتة مرور مئات الآليات العسكرية القادمة عبر معبر سيمالكا في الشرق والذي يربط بين الجزيرة السورية وإقليم كردستان العراق، متجهة نحو الرقة.

هذه التحضيرات أثارت حفيظة تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي أعلن لمجموعات مقاتليه على محاور القتال مع قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية المرافقة لها، عن جائزة نقدية تبلغ “20 دينار ذهبي” التي تعادل نحو 4 آلاف دولار أمريكي، لأية مجموعة تنجح في قتل مقاتل أمريكي أو أجنبي في صفوف قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية التي ترافقها.

في حين يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” منع المدنيين من الخروج من مدينة الرقة، أو من مناطق سيطرته إلى خارجها، فيما يعمد إلى زيادة أعداد المدنيين القاطنين في مدينة الرقة، واتهم أهالي تنظيم “الدولة الإسلامية” بمحاولة الاحتماء بالمدنيين، وتأخير أو منع عملية إخراجه من مدينة الرقة، عبر جعل المدنيين دروعاً توقف عملية “غضب الفرات” التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من طائرات التحالف الدولي وقوات خاصة أمريكية منذ الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وتهدف لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة.

كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأيام المنصرمة في مدينة الرقة، بدء ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة الغلاء في المواد المعيشية ومستلزمات الحياة، ويتأتى هذا الارتفاع في الأسعار، مع بدء تناقصها، نتيجة لتناقص ورودها إلى مدينة الرقة بعد قطع كافة الطرقات البرية الواصلة إلى المدينة، الأمر الذي أثار استياءاً واسعاً لدى المواطنين، وباتوا بين سندانات ومطارق كثيرة، من قصف التحالف الدولي والطائرات الحربية ومحاصرتهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية ومنعهم من النزوح من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وارتفاع أسعار المواد الغذائية وظروف أخرى تشهدها المدينة، زادت التخوف لدى المدنيين من المتغيرات والظروف الغير واضحة والمصير المجهول الذي ينتظرهم.

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر نشطائه قبل أيام، سماح تنظيم “الدولة الإسلامية” للنازحين من ريف حلب الشرقي، بالانتقال إلى مدينة الرقة وريفها، حيث عمد التنظيم لنقلهم إلى مدينة الرقة بواسطة عبّارات وزوارق مجتازاً لهم نهر الفرات، وذلك بعد منعهم في وقت سابق الدخول إلى حدود محافظة الرقة، وجاء هذا السماح بعد محاولة الآلاف من عوائل المدنيين، الوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، ترافقها نحو 120 عائلة لمقاتلين وقياديين في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 7 من آذار / مارس الجاري، أن مع وصول العائلات للحدود الإدارية بين الرقة وريف حلب الشرقي، تفاجأت بقيام التنظيم بإيقاف العائلات المدنية، فيما منح ورقة “عائلة مجاهد في الدولة الإسلامية” لعوائل عناصر التنظيم، وسمح للأخيرة، بالعبور باتجاه مدينة الرقة، وعمد التنظيم إلى نقلهم إلى المدينة، عبر القوارب، بعد تعذر النقل البري، نتيجة لتدمير الجسور الواصلة بين مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات، وأكدت المصادر للمرصد حينها أن آلاف الأُسر المدنية، لا تزال متواجدة على الحدود بين ريفي الرقة وحلب، وبعضها عاد أدراجه إلى قراهم التي لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليها في ريف حلب الشرقي، بسبب منع التنظيم لهم من العبور نحو مدينة الرقة، ما أثار استياء الأهالي في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” من قيام الأخير بالتشديد على بقاء كل شخص في مدينته، وعدم السماح لهم بالخروج نحو مناطق أخرى حتى لو كانت تحت سيطرته، متهمين التنظيم باستخدامهم كدروع بشرية لحماية عناصره وقاداته من ضربات التحالف الدولي والطائرات الروسية وطائرات النظام.

أيضاً كان المرصد السوري نشر أن عشرات العائلات الغير سورية في مدينة الرقة، غادرت المدينة نحو ريفها الجنوبي ومنها إلى مناطق سورية أخرى، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أكثر من 300 من عوائل القيادات والعناصر الأجنبية، بالإضافة لعدد من العوائل السورية، فروا من مدينة الرقة، التي تعد معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، ورصد نشطاء المرصد فرار هذه العوائل عبر زوارق مائية وعبَّارات نقلتهم من مدينة الرقة إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومن ثم توجهت هذه العوائل باتجاهين متغايرين، حيث فر قسم منهم إلى محافظة دير الزور فيما انتقل القسم الآخر إلى ريف حماة الشرقي.

المصادر أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن عملية فرار هذه العائلات تمت خلال الـ 36 ساعة التي سبقت تاريخ نشر المرصد للتقرير، فيما شهدت مدينة الرقة قيام “الشرعيين” وأئمة مساجدها بمخاطبة المواطنين في المدينة، بأن “كل من لا يحمل السلاح ويدافع عن أرضه وعرضه، فهو ديوث لأن الأمريكيين سيغتصبون عرضه بعد أن يحتلوا أرضه””، حيث أن هذا الفرار الجماعي للعائلات الأجنبية من مدينة الرقة، جاء بعد تمكن قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من محاصرة المدينة وأجزاء من ريفها، عبر قطع طريق الرقة – دير الزور، والتقدم نحو مدينة الرقة، كما جاءت بعد استقدام تعزيزات من عناصر التنظيم من ريف حماة الشرقي ومحافظة دير الزور، إضافة لعناصر فارين من التنظيم من ريف حلب الشرقي، ووصل عدد الواصلين إلى مدينة الرقة أكثر من 230 عنصراً وقيادياً ميدانياً.