مع فرار المئات من مقاتليه نحو مناطق قسد وإلى غرب نهر النهر… تنظيم “الدولة الإسلامية” يلفظ أنفاسه الأخيرة في شرق الفرات

35

تتصاعد العملية العسكرية في شرق نهر الفرات، بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، منذ القرار الأمريكي، بسحب قواتها العسكرية من الأراضي السورية، في الـ 19 من كانون الأول / ديسمبر الجاري من العام 2018، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ التاريخ آنف الذكر وحتى اليوم الـ 26 من الشهر ذاته، تصعيد قوات سوريا الديمقراطية لهجومها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي لا يزال يخسر مناطق سيطرته ويضيق عليه جيبه الأخير، في منطقة شرق الفرات، التي تشهد تهديدات تركية، وتلويحاً بعملية عسكرية تستهدف شرق الفرات، وتسببت الخسارة المتتالية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بفرار آلاف المدنيين وعوائل عناصر التنظيم، من جنسيات مختلفة من ضمنها الروسية والصومالية والفلبينية والعراقية وجنسيات آسيوية ومغاربية وغيرها، حيث رصد المرصد السوري خلال شهر كانون الأول / ديسمبر الجاري، فرار أكثر من 5500 شخص، من ضمنهم أكثر من 300 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.

المرصد السوري لحقوق الإنسان علم من عشرات المصادر التي خرجت من جيب تنظيم “الدولة الإسلامية”، أن التنظيم بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث تقاطعت المعلومات التي أبلغوها للمرصد السوري مع المعلومات التي كان قد رصدها خلال الأيام الأخيرة، من تسلل العشرات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى الضفاف الغربية لنهر الفرات، متجهين نحو بادية دير الزور، حيث رجحت المصادر المتقاطعة أن التنظيم يعمد للتوجه نحو الجيب الكبير المتبقي له ضمن البادية السورية والواقعة في شمال السخنة وجنوب دير الزور، بالتزامن مع تركيز قوات سوريا الديمقراطية لهجماتها، واعتمادها على التقدم الثابت والبطيء، وإزالة الألغام وتثبيت سيطرتها في المنطقة، فيما لا يزال التنظيم يسعى للمحافظة على آخر ما تبقى له من المنطقة، بالتزامن مع انتشار أكبر لقوات النظام وحلفائها على الشريط الغربي لنهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي

كما أن المرصد السوري كان وثق 1032 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر من العام 2018، كما وثق المرصد السوري 554 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية الذين قضوا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت، في حين كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات قسد من تحقيق تقدمين هامين، أوله بالسيطرة على قرية أبو الحسن وثانيها السيطرة على قرية البوخاطر، والواقعتين إلى الشرق من بلدة هجين، التي كانت قسد سيطرت عليها قبيل قرار الانسحاب الأمريكي من المنطقة، حيث رصد المرصد السوري تمكن قوات سوريا الديمقراطية من فرض سيطرتها على قرية البوخاطر بعد تمكنها من حصر من تبقى من عناصر التنظيم، ضمن جيب عبر السيطرة على قرية أبو الحسن، ما اضطر التنظيم للانسحاب من المنطقة قبيل وقوعه في الحصار، فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين على محاور في الجزء المتبقي من الجيب تحت سيطرة التنظيم، حيث تقلصت سيطرة التنظيم إلى كل من السوسة والشعفة والباغوز والشجلة والمراشدة والسفافية والبوبدران.

كذلك كان المرصد السوري نشر خلال الأسبوع الأخير، دخول شحنة جديدة وصلت إلى منطقة شرق الفرات وذلك لليوم الثاني على التوالي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن عشرات الشاحنات التي تحمل على متنها آليات عسكرية ومعدات لوجستية وأسلحة وذخائر ووقود للطائرات والآليات، وصلت اليوم الجمعة الـ 21 من شهر كانون الأول الجاري، إلى قاعدة التحالف الدولي التي بدأ بإقامتها يوم أمس الخميس، حيث كان المرصد السوري نشر يوم الخميس الفائت، أن شحنة جديدة من المعدات اللوجستية والأسلحة والوقود، وصلت إلى منطقة شرق الفرات، قادمة من إقليم كردستان العراق، إلى قواعد التحالف الدولي في المنطقة، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن عشرات الشاحنات المحملة بوقود الطائرات والسيارات والأسلحة والمعدات العسكرية واللوجستية اتجهت نحو ريف دير الزور، نحو قاعدة التحالف الدولي التي بدأت إقامتها يوم الخميس الـ 20 من ديسمبر الجاري، إذ نشر المرصد السوري قبل ساعات أن التحالف الدولي يعمد في شرق دير الزور، لإقامة قاعدة عسكرية جديدة في شرق الفرات، ضمن القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان في التحالف الدولي يعمل على إقامة قاعدة عسكرية له في منطقة هجين الواقعة عند أطراف الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والتي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، حيث حصل المرصد السوري على صور تظهر عملية إقامة القاعدة العسكرية، وتأتي مباشرة عملية تأسيس القاعدة، في الوقت الذي تجري فيه مباحثات في أوساط قيادة قوات سوريا الديمقراطية، أكدتها مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن عزم هذه القوات في حال بدء العملية العسكرية التركية، التي يجري التلويح بلها في الشريط الحدودي ما بين نهري دجلة والفرات ومنطقة منبج، سحب جميع مقاتليها من الجبهات مع تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلهم إلى خطوط المواجهة مع القوات التركية والفصائل المؤتمرة بأمرها، بعد إيقاف العملية العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، والذي لا يزال مؤلفاً من بلدات السوسة والشعفة والباغوز وقرى الشجلة والسفافية والبوبدران والبوخاطر وأبو حسن والمراشدة.