مع قدوم فصل الشتاء..أسعار مواد التدفئة البديلة تثقل كاهل العائلات النازحة في مخيمات الشمال السوري

62

يطل فصل الشتاء من جديد على السوريين في الشمال السوري ولاسيما النازحين في المخيمات، فمع أنه يعرف بفصل الخير إلا أن الكثير من العائلات لم تعد تستبشر بقدومه لما يحمله من أعباء إضافية على كاهلها.

وكما هو الحال في كل عام، فإن ارتفاع أسعار مواد التدفئة البديلة المستخدمة في الشمال السوري، وقف عائقاً أمام نسبة كبيرة من العائلات التي لا تملك ثمنها، بسبب تفشي “الفقر” و”البطالة”، وانهيار قيمة الليرة التركية المتداولة في الشمال السوري، مقابل الدولار الأمريكي، ويضاف لذلك كله انخفاض مستوى مدخول الفرد كالموظفين والعمال، مما سيدفع بالكثير للبحث عن طرق ووسائل أخرى أقل تكلفة للتدفئة وذلك وفقاً لرصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووصلت أسعار مواد التدفئة في أسواق ومحلات إدلب وريفها لأسعار مرتفعة جداً لا تتناسب مع الواقع المعيشي لغالبية السكان، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعض أسعار هذه المواد والتي تباع بالدولار الأمريكي حصراً، فكانت على الشكل التالي: قشور الفستق “250 دولار” للطن الواحد، الحطب “180 دولار” للطن الواحد، الفحم الحجري ” 140دولار” للطن الواحد.

ويبرر أصحاب المحلات التي تبيع هذه المواد، سبب ارتفاعها بأنها تأتي من تركيا بسعر مرتفع، إضافة لفرض الضرائب على معبر “باب الهوى” من قبل هيئة تحرير الشام، وأسباب أخرى مثل انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وتكلفة النقل، مما يجعل الكثير من العائلات تقف عاجزة عن شراء كمية من أي نوع من هذه الأنواع لاستخدامها للتدفئة.

وأطلق ناشطون محليون ومدنيون مطلع الشهر الجاري تشرين الأول، نداءًا لمقاطعة شراء مواد التدفئة البديلة خلال هذا العام وذلك بهدف إجبار التجار على تخفيض أسعارها بما يتناسب مع القدرة المالية للعائلات ولاسيما النازحين والمهجرين في مخيمات النزوح، بعد وصول أسعارها لحد كبير زاد بنسبة 40 بالمئة عن أسعارها خلال العام الفائت، مع احتمالية أن تزيد هذه الأسعار بشكل أكبر بعد بدء انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار.

ويشتكي المواطنون في الشمال السوري من احتكار المواد لدى الكثير من التجار وأصحاب المحلات، حيث يعمدون لتخزين كميات كبيرة من مواد التدفئة البديلة خصوصاً مادة قشور الفستق واحتكارها ورفض بيعها قبيل دخول فصل الشتاء، ثم يتم طرحها للبيع منتصف الشتاء وذلك بعد أن تكون معظم العائلات قد استهلكت ما لديها، فتجبر على شراء المواد بسعر مرتفع جداً.

وفي ظل هذه الأسعار المرتفعة لمواد التدفئة البديلة، ستبدأ الكثير من العائلات ضمن مخيمات النزوح في الشمال السوري باستخدام مواد أخرى تحمل أضراراً صحية كبيرة، ومخاطر عديدة، مثل مادة “البيرين” والقطع البلاستيكية والألبسة البالية، وأكياس النايلون، وغيرها من المواد التي يتم استخدامها وإشعالها في المدفأة، حيث تتسبب بأمراض تنفسية بسبب الروائح الكريهة، كما أنها تبقى تشكل خطر الاشتعال وتضرر الخيمة والإصابة بحروق.

ويشار بأن المنظمات الإنسانية والجهات المسؤولة المتمثلة بحكومة الإنقاذ تتقاعس عن تقديم أي نوع من أنواع مواد التدفئة للنازحين والمهجرين في المخيمات المنتشرة بأعداد كبيرة والتي تتواجد غالبيتها على الشريط الحدودي مع لواء اسكندرون.