مخابرات النظام تنقل الدوائر الحكومية من تلبيسة.. والأهالي يتخوفون من عملية اقتحام عقب التوترات التي شهدتها المدينة

36

أوقفت حكومة النظام السوري العمل ضمن منظومة النافذة الواحدة وشعبة النفوس المتواجدة داخل مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي بشكل مفاجئ.

ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن الحكومة نقلت جميع الموظفين العاملين ضمن النافذة الواحدة وشعبة دائرة النفوس (القيد المدني) إلى أحد الأقسام داخل مبنى النفوس بمدينة حمص دون سابق إنذار.

واعتبر أبناء مدينة تلبيسة أن الخطوة التي تم اتخاذها هي بمثابة عقوبة بحق المدينة عقب قيام مجموعة من تجار المخدرات بالهجوم على مبنى ناحية تلبيسة والسيطرة عليه تحت تهديد السلاح بعد اعتقال اثنين من تجار المخدرات على أطراف المدينة الأسبوع الماضي.

(و.م) أحد سكان قرية المكرمية التابعة لمدينة تلبيسة قال إن إجبار الأهالي على التوجه لمدينة حمص (مركز النفوس) يعتبر بمثابة فخ أمني سينتج عنه اعتقال العشرات من الشبان الراغبين بتخليص شؤونهم المدنية من تسجيل الولادات واستخراج الهويات الشخصية لابنائهم نظراً لوجود طلبيات أمنية بحق العشرات من الشبان لصالح أفرع المخابرات والتي يتجنبها المدنيين تحت أي ظرف كان.

وأضاف أن معظم أبناء قرى (السعن- الزعفرانة -المكرمية- الغنطو- ومدينة تلبيسة) لم يقوموا بتسجيل الولادات أو الوفيات بعد سيطرة النظام على ريف حمص الشمالي، لغاية الإعلان عن افتتاح مركز شعبة النفوس في المدينة لعدم جرأتهم على دخول المدينة مخافة الاعتقال على أسس مناطقية.

ووفقاً لمصادر محلية خاصة بالمرصد فإن عشرات المدنيين تجمعوا صباح اليوم بالقرب من مبنى النفوس بمدينة تلبيسة قبل أن يتم إبلاغهم بضرورة مراجعة المركز الرئيسي في مدينة حمص لمتابعة أوراقهم وتخليص شؤونهم المدنية، مالبث أن تلاشت الجموع كل إلى منزله بعدما رفضوا التوجه للمدينة خشية الاعتقال.

وبحسب مصدر مطلع من وجهاء مدينة تلبيسة الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية تتعلق بسلامته فإن رئيس فرع الأمن العسكري في حمص عقد اجتماعاً مطولاً مع وجهاء المدينة قام بإصدار تعليماته بإيقاف عمل منظومة النافذة الواحدة وشعبة النفوس بشكل فوري في المدينة ونقلها لداخل مدينة حمص في المبنى الرئيسي.

ونوه اللواء رئيس فرع الأمن العسكري أن الخطوات التالية ستشمل بدورها إيقاف العمل ضمن شعبة التجنيد، و أروقة المحكمة التي سيتم إحالة العمل بها لمبنى القصر العدلي بحي الوعر بمدينة حمص، الأمر الذي سيفرغ مدينة تلبيسة من أي تواجد للدوائر الحكومية المدنية التابعة لحكومة النظام السوري.

في سياق متصل أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان بحدوث حالة من القلق الذي بدأ ينتاب أبناء مدينة تلبيسة بعد تفريغها من الدوائر الحكومية التي قد ينتج عنها اقتحام عسكري للمدينة بعد مطالبة رئيس فرع الأمن العسكري لوجهاء المدينة بتنفيذ عدة بنود كان من أبرزها ( تسليم السلاح المنتشر بين المدنيين بشكل كامل للمفارز الأمنية- إجبار أفراد عصابات بيع وترويج المخدرات والحشيش على مغادرة المدينة أو تسليمهم للأفرع الأمنية- ضمان عدم حدوث أي هجوم آخر على المفارز الأمنية والحواجز العسكرية المنتشرة على أطراف المدينة وداخلها)

وتعتبر مدينة تلبيسة بؤرة لتوزيع وترويج المخدرات نظراً لوجود جماعات ترتبط بشكل مباشر مع ميليشيا حزب الله اللبناني الذي يوفر لهؤلاء الدعم المالي والحماية التي تحول دون ملاحقة التجار من قبل أجهزة المخابرات التابعة للنظام.

ويتولى المدعو جعفر جعفر الذي ينحدر من بلدة الحازمية بريف حمص الشمالي الشرقي مسؤولية إدارة عصابات البيع والترويج التي تقوم بدورها بعملية البيع ضمن ريف حمص الشمالي وفقاً لمصادر خاصة بالمرصد.

وشهدت مدينة تلبيسة منذ أواخر العام 2022 الماضي توترا على الصعيد الأمني تمثل بمقتل عدد من تجار المخدرات خلال اشتباكات دارت فيما بينهم والتي أسفرت عن مقتل متزعم العصابة محمد الدريعي الملقب أبو جنيد لتنبثق على إثرها عصابات متفرقة لترويج المخدرات والتي أدت بدورها لحدوث اقتتال فيما بينهم.

وعلى الرغم من مناشدة وجهاء مدينة تلبيسة لرؤساء الافرع الأمنية بالتدخل لإنهاء تواجد تلك العصابات من خلال تحمل مسؤولياتهم إلا أن الطلب قوبل بالرفض من قبلهم تجنبا لأي صدام مباشر ما بين قوات النظام والعصابات المدعومة من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني.