مقتل البغدادي وقرب الإعلان عن اسم «الخليفة الجديد»

22

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن لديه معلومات من قيادات في تنظيم داعش تؤكد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «أكدت قيادات من الصف الأول في تنظيم داعش متواجدة في ريف دير الزور للمرصد وفاة أبو بكر البغدادي أمير داعش (…) علمنا اليوم ولكن لا نعرف متى او كيف فارق الحياة». وأوضح عبد الرحمن أن زعيم التنظيم المتطرف المتواري عن الأنظار منذ ثمانية أشهر، كان موجودا في الشهور الأخيرة الماضية في ريف دير الزور الشرقي.

وكان الجيش الروسي أعلن في 16 حزيران الماضي أنه قتل البغدادي على الأرجح في سوريا بغارة شنتها طائراته على اجتماع لقياديي التنظيم بالقرب من الرقة بشمال البلاد في 28 أيار. ولكنه أشار لاحقا إلى أنه يواصل التحقق من مقتله الذي لم يؤكده مصدر ثان. ومنذ العام 2014، سرت شائعات ومعلومات كثيرة عن مقتل البغدادي، دون أن يتم تأكيدها.

وكان الظهور العلني الوحيد للبغدادي في تموز 2014 لدى تأديته الصلاة في جامع النوري الكبير بغرب الموصل حيث أعلن إقامة «الخلافة» في مناطق واسعة من العراق وسوريا. ولم يظهر البغدادي أي مؤشر بكونه على قيد الحياة بعد التسجيل الصوتي الذي بثه له التنظيم في تشرين الثاني، بعيد انطلاق عملية استعادة الموصل، والذي دعا فيه مقاتليه إلى «الثبات» و»الجهاد حتى الشهادة». وأفادت تقارير أنه يمكن ان يكون زعيم التنظيم غادر الموصل بداية العام الحالي، باتجاه الحدود العراقية السورية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد رجحت أن يكون البغدادي قُتل على مشارف مدينة الرقة أواخر أيار الماضي جراء إحدى الغارات الروسية، إلا أن مسؤولين روس أقروا بعدم وجود معلومات تؤكد تصفية زعيم التنظيم الإرهابي في تلك الغارة بشكل مطلق. 

في سياق آخر، أشاد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بتقارب مواقف مختلف أطياف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، واصفا مقاربات المعارضين بأنها أصبحت ناضجة ولم تعد بعيدة عن بعض مبادئ دمشق. وأقر ميستورا في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية، بأنه من السابق لأوانه الحديث عن دمج أطياف المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف في وفد موحد، لكنه أكد أن الأمم المتحدة تلاحظ تقدما نحو صياغة مواقف موحدة للمعارضة.

وربط دي ميستورا هذه النزعة في صفوف المعارضة السورية بشروع روسيا والولايات المتحدة في مناقشة التسوية السورية بشكل جدي. وتابع قائلا: «اليوم توصلنا لأول مرة إلى تلاقي مواقف (أطياف المعارضة السورية). ويمكنني أن أقول إن المعارضة، كما تبدو، تتحرك نحو صياغة موقف موحد من مسائل الدستور. علاوة على ذلك، يتحركون نحو مواقف موحدة من المبادئ الـ12 الأساسية المتعلقة بمستقبل سوريا والتي تقبلها كذلك الحكومة السورية».

وكشف المبعوث الأممي أن ممثلي مختلف منصات المعارضة لم يعودوا متفرقين، بل يعملون معا في غرفة واحدة مع الفريق الأممي من أجل التوصل إلى مواقف موحدة. واستطرد قائلا: «قبل عام كان من المستحيل حتى أن أتصور مثل هذا الوضع. إنهم (المعارضون) كانوا يرفضون الاعتراف ببعضهم البعض». وتابع: «كان ذلك بالنسبة لي مفاجأة سارة، عندما وجدت كم نقطة تلاق يمكنهم أن يجدوا فيما بينهم. إنهم ليسوا بعيدين عن بعض المواقف التي سبق للحكومة أن حددتها: «السيادة ووحدة الأراضي وسلامتها، وحماية مؤسسات الدولة والخ». وأوضح المبعوث قائلا: «في الوقت الراهن أشاهد مقاربة ناضجة جدا، لأنهم (المعارضون) يلاحظون أن الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة بدأت فعلا في بحث سبل إنهاء هذا النزاع». وتابع أن المناقشات الفنية بمشاركة وفود المعارضة السورية والحكومة في جنيف ستتعلق ليس بمسائل صياغة الدستور فحسب، بل وستتناول «السلال» الثلاث الأخرى، وهي إدارة البلاد ومحاربة الإرهاب وإجراء الانتخابات.

كما أكد المبعوث الأممي أنه ينوي إشراك ممثلي أكراد سوريا في المشاورات الفنية في محفل مفاوضات جنيف، وشدد على ضرورة أن يلعب الأكراد دورهم في صياغة الدستور السوري الجديد. وقال : «يجب أن يشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور الحالي».

من جانبه، قال رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري إن الوفد بدأ أمس خلال لقائه مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ببحث السلة الرابعة على جدول الأعمال والمتعلقة بمحاربة الإرهاب. ونقلت وكالة «سانا» عن الجعفري قوله إن لقاء الأمس اعتبر «مدخلا مهما لاستكمال ملف مكافحة الإرهاب الذي هو أولوية الأولويات لوفد الجمهورية العربية السورية». ووصف الدبلوماسي السوري، وهو مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، المناقشة التي جرت بين وفده والفريق الأممي في اليوم الثاني من الجولة السابعة لمفاوضات جنيف، حول محاربة الإرهاب، بأنها كانت جدية.

المصدر: الدستور