مقتل «رفيق درب بن لادن والظواهري» بهجوم انتحاري «مزدوج» في حلب

10

بينما سقط نحو 15 قتيلا وأصيب أكثر من 65 آخرين أمس، في تفجير سيارة مفخخة استهدفت مستشفى مؤسسة «أورينت السورية» في منطقة أطمة بريف إدلب على الحدود التركية، التي تقع تحت سيطرة المعارضة، قتل قيادي بارز في الجبهة الإسلامية معروف باسم أبو خالد السوري مع ستة من رفاقه في تفجير انتحاري «مزدوج» في مدينة حلب (شمال البلاد).

وأبو خالد السوري معروف من الحركات الجهادية، وتقدمه المواقع الإلكترونية التابعة لهذه المجموعات على أنه «رفيق درب الشيخ (أيمن) الظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) (…) ومن رفقة الشيخ المجدد شمس الأمة الوالد الكريم الشيخ أسامة بن لادن»، الزعيم السابق لـ«القاعدة» الذي قتل في عملية عسكرية أميركية في باكستان عام 2011.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «قتل القيادي البارز في حركة أحرار الشام والجبهة الإسلامية أبو خالد السوري وستة مقاتلين من أحرار الشام جراء تفجير مقاتل من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) نفسه في مقر الحركة في حي الهلك في مدينة حلب». بينما أفادت وكالة أسوشييتد برس بأن انتحاريين اثنين فجرا نفسيهما داخل المقر.

وأوضح مدير المرصد أن أبو خالد السوري هو «أبرز القياديين في حركة أحرار الشام، وقد قاتل في السابق في أفغانستان والعراق، ومعروف بأنه كان قريبا من بن لادن».

وأكدت «الجبهة الإسلامية» في سوريا التي تشكل «حركة أحرار الشام» أحد أبرز مكوناتها، خبر مقتل السوري. وكتبت على حسابها على «تويتر» على الإنترنت: «ارتقاء الشيخ المجاهد أبي خالد السوري ومجموعة من رفاقه إثر هجوم انتحاري على أحد مقرات الجبهة الإسلامية في حلب».

وتفيد مواقع لجماعات إسلامية متطرفة على الإنترنت بأن الظواهري كان كلف أبو خالد السوري بمهمة «الحكم بين تنظيم الدولة (الدولة الإسلامية في العراق والشام) و(جبهة) النصرة» التي تخوض منذ نحو شهرين مع كتائب أخرى من المعارضة السورية المسلحة معركة دامية ضد «الدولة الإسلامية في العراق والشام». ووصفته مواقع أخرى بأنه «الحاكم بأمر الظواهري».

وكانت هذه المواقع نشرت في يناير (كانون الثاني) بيانا صادرا عن السوري في إطار مهمة التحكيم هذه تضمن ما سماه «نصائح إلى جماعة دولة الإسلام في العراق والشام»، دعاها فيها إلى «التوبة»، مؤكدا أن ادعاءها «الانتساب إلى مشايخ الجهاد» كأسامة بن لادن والظواهري وأبو مصعب الزرقاوي (زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق)، «بعيد كل البعد عن المنهج السوي». ووصف نفسه بأنه «الناصح الذي أمضى عمره مع هؤلاء الأكابر وعرفهم حق المعرفة».

وأعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة في مطلع فبراير (شباط) تبرؤها من «داعش» ومن معركتها مع الكتائب المقاتلة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي إدلب، قال ناشطون معارضون أمس إن معظم الضحايا الذين سقطوا في تفجير المستشفى الميداني في أطمة هم من المرضى والكادر الطبي. ويعرف بأن من يمول هذا المستشفى رجل الأعمال السوري غسان عبود، الذي يمول الكثير من الأعمال الخيرية الإنسانية والتعليمة ويملك عددا من وسائل الإعلام المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينها قناة «أورينت».

واتهمت مؤسسة أورينت، في بيان، النظام السوري بالمسؤولية عن التفجير. ورجح معارضون أن يرتفع عدد القتلى نظرا إلى أن هناك إصابات خطيرة بين الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات مجاورة.

وأدان الائتلاف الوطني السوري التفجير الذي استهدف المستشفى الخيري وأكد أن العمل المتمثل باستهداف المرضى والجرحى والأطباء هو «عمل إرهابي إجرامي يأتي ضمن سلسلة من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق الأطباء وموظفي الخدمة الإنسانية، ويصب في خطة النظام الرامية لاستهداف الحاضنة الاجتماعية للثورة وكسر إرادتها».

من جهة أخرى، أفادت تقارير بتنفيذ «لواء أبي فضل العباس» العراقي عمليات إعدام بالرصاص بحق 26 مدنيا معظمهم من الشباب، في مدينة خناصر بريف حلب وذلك بعد اعتقالهم.

وأصدر الائتلاف الوطني السوري، أمس، بيانا أدان فيه ما وصفها بـ«الجريمة النكراء»، وطالب مجلس الأمن الدولي «بإدراج هذه العصابة على لائحة المنظمات الإرهابية»، وموجها «دعوته إلى جامعة الدول العربية من أجل إصدار قرار يدين موقف الحكومة العراقية، ويلزمها بضبط حدودها، والتوقف عن إرسال العناصر الإرهابية لقتل الشعب السوري».

ميدانيا، لم تتوقف الاشتباكات والقصف على مناطق سورية عدة، فيما أعلنت تسعة فصائل عسكرية مقاتلة بينها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، في ريف درعا الغربي، عن بدء معركة «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال الإعلان إن ذلك جاء «ردا على ممارسات قوات النظام السوري في قصف مدن وقرى حوران بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة، وانتقاما لدم الشهداء وحرائر وأطفال حوران».

الشرق الاوسط