مقتل عشرات المدنيين في غارات مكثفة على حلب

21
المعارضة تسلمت ذخيرة ألقتها الطائرات الأميركية وتصدت لهجوم «داعشي» في مارع

شهدت مدينة حلب ومحيطها جولة جديدة من الغارات الكثيفة امس تسببت في مقتل 38 مدنيا على الاقل، وذلك قبل ساعات من جلسة طارئة يعقدها مجلس الامن الدولي لبحث امكان القاء مساعدات انسانية جوا للمناطق السورية المحاصرة.

وتعرضت الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب وطريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد منها باتجاه غرب المدينة، الى غارات جوية كثيفة امس وفق ما اكد مراسل لفرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مصدر في الدفاع المدني في الاحياء الشرقية لفرانس برس ان 28 مدنيا على الاقل قتلوا جراء غارات كثيفة على احياء عدة في المدينة، بينما قتل عشرة اخرون جراء غارة استهدفت حافلة نقل للركاب على طريق الكاستيلو، وبحسب المرصد، فإن امراة وثلاثة اطفال هم في عداد القتلى في الكاستيلو.

وتحدث مراسل فرانس برس عن قصف «جنوني» بالبراميل المتفجرة على المدينة، لاسيما احياء الكلاسة والسكري وباب النيرب حيث سقط معظم القتلى، في وقت الغت المساجد امس صلوات الجمعة خشية الغارات، وافاد بأن وتيرة الغارت على الاحياء الشرقية هذه المرة اعنف بكثير من جولة القصف الاخيرة قبل اقل من شهرين.

وكان اتفاق هدنة تم التوصل اليه في مناطق عدة من سورية بينها حلب في نهاية فبراير انهار بعد نحو شهرين من دخوله حيز التنفيذ في المدينة واوقع 300 قتيل، ما دفع راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة وروسيا، الى الضغط من اجل فرض اتفاقات تهدئة، ما لبثت ان سقطت بدورها.

وتتعرض طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد المتبقي لسكان الاحياء الشرقية باتجاه غرب البلاد، لقصف جوي متكرر.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان هذه الطريق «باتت بحكم المقطوعة مع تكرار استهداف حركة المارة والحافلات»، لافتا الى ان «الاحياء الشرقية باتت عمليا محاصرة».

واضاف ان «حركة الطائرات لا تتوقف والهدف منها زرع الرعب في قلوب الناس كي لا يتنقلوا».

وقتل 23 مدنيا، بينهم ستة اطفال، في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام امس الاول على الاحياء الشرقية في حلب، بحسب الدفاع المدني.

كما قتل سبعة مدنيين الاربعاء جراء غارة استهدفت حافلة لنقل الركاب على طريق الكاستيلو.

وفي غرب حلب، افاد المرصد السوري عن سقوط عشرات القذائف منذ ليل امس الاول على احياء تحت سيطرة قوات النظام، مصدرها مواقع الفصائل المعارضة، مشيرا الى اصابة مدنيين بجروح.

في غضون ذلك، في ريف حلب الشمالي، صدت الفصائل المقاتلة في مدينة مارع فجر امس هجوما عنيفا لتنظيم داعش من الجهتين الشمالية والشرقية بعد ساعات من تسلمها ذخائر القتها طائرات اميركية تابعة للتحالف الدولي، وفق ما اكد المرصد وناشط محلي.

ولم يتمكن مقاتلو التنظيم وفق المرصد، من تحقيق اي تقدم، مشيرا الى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين اوقعت ثمانية قتلى بين مقاتلي الفصائل فضلا عن مقتل 12 مسلحا من التنظيم.

واوضح الناشط ومدير تحرير وكالة «شهبا برس» القريبة من المعارضة مأمون الخطيب ان مقاتلي الفصائل «تصدوا لهجوم نفذه نحو 500 عنصر من تنظيم داعش حاولوا اقتحام المدينة فجرا».

وتأتي هذه الاشتباكات بعد ساعات من تأكيد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إلقاء ذخائر للفصائل المقاتلة بالقرب من مارع.

وبحسب الخطيب، فإن الذخائر التي تسلمها «لواء المعتصم» المقاتل هي عبارة عن «ذخائر للرشاشات الثقيلة من عيار 23 وعيار 14 ونصف وذخائر للبنادق الروسية لكنها باعداد قليلة».

 

المصدر:مانشيت