مناطق “الإدارة الذاتية” في أيلول: 72 قتيلاً بأعمال عنف.. ونشاط كبير لخلايا التنظيم يقابله حملات أمنية مكثفة.. و10 اقتتالات وجرائم في إطار الفلتان الأمني

المرصد السوري يجدد مطالبته بحماية المدنيين وتحقيق مطالبهم.. ووضع حد لانتهاكات الشبيبة الثورية

43

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2022 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر التاسع من العام 2022.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 72 شخص خلال الشهر التاسع من العام الجديد، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:

– 13 من المدنيين بينهم 3 نساء و4 أطفال، هم: 4 بينهم سيدة بجرائم قتل، ورجل وسيدة على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وطفلان بقصف بري تركي، وطفلة وامرأة بقصف جوي تركي، و1 برصاص القوات التركية، وطفل بانفجار من مخلفات الحرب، وشخص في انفجار دراجة نارية مفخخة.

– 30 من العسكريين، هم: 17 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، و9 باستهدافات جوية تركية، 2 برصاص سجين، و1 في اشتباكات مع مهربين، و1 باستهداف للفصائل

– 6 مسلحين، هم: 4 في اقتتالات عائلية مسلحة، و2 باشتباكات مع قسد

– 5 من تنظيم “الدولة الإسلامية”بعمليات أمنية لقسد والتحالف أحدهم فجر نفسه

– 3 قتلى من قوات النظام بقصف جوي تركي على ريف عين العرب (كوباني)

– 15 شخص جرى إعدامهم بتهمة “التخابر مع المخابرات التركية”.

استمرار التصعيد من قبل خلايا التنظيم واعتقالات بالجملة
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 16 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد خلال شهر أيلول، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 17 شخص، هم: رجل وسيدة، و15 من العسكريين.

في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةً الحد من نشاط التنظيم وخلايا، ولاسيما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة والرقة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر آب، عن اعتقال 196 شخص بتهمة التخابر والانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
واعتقلت القوات العسكرية أيضاً، نحو 60 شخص للتحقيق معهم بعد الاستهداف الجوي التركي لقيادي بارز بعين عيسى.
كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، اعتقال 24 شخص من قبل القوات العسكرية المتواجدة ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لأسباب مجهولة.

أزمات واحتجاجات شعبية مستمرة
رصد المرصد السوري في الرابع من أيلول، طوابير أمام محطات الوقود في مدينة المالكية (ديريك) ضمن مناطق “الإدارة الذاتية”، بسبب نقص الواردات من دائرة المحروقات العامة، حيث ينتظر أصحاب السيارات لساعات طويلة، وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن كمية المازوت التي وزعتها دائرة المحروقات العامة لا تكفي احتياجات المواطنين وآلياتهم.
وفي وقت سابق، أرسل المواطنون مطالب إلى دائرة المحروقات العامة في القامشلي، لأجل زيادة حصة مدينة المالكية (ديريك)، من المحروقات دون رد منهم.
والجدير بالذكر، أن حصة محطة الوقود تبلغ 20 ألف لتر من المازوت توزع على سيارات المواطنين، وبسبب عدم وجود رقابة ومحاسبة، من قبل دوائر المحروقات، فإن غالبية أصحاب السيارات لا يحصلون على مايكفيهم من المازوت، رغم انتظارهم ساعات طويلة أمام محطات الوقود.

وفي السادس من أيلول، شهدت بلدتي الجرذي وأبو حردوب بريف دير الزور الشرقي وقفة احتجاجية لمدرسي البلدتين، رفضاً لمقترح مكتب “التربية والتعليم” التابع لـ”الإدارة الذاتية” في محافظة دير الزور ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد”.
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن المحتجين، رفضوا إعادة تشكيل هيكلية جديدة لمجمع الجزيرة التربوي وتعيين رئيس مجمع جديد، وذلك إرضاء لبعض الشخصيات “بحسب بيان صادر عنهم”، بالإضافة إلى التركيز على بعض المطالب منها تعيين أصحاب الكفاءات في سلك التربية والتعليم.

وفي 20 أيلول، شارك العديد من المدرسين بوقفة احتجاجية في مجمع غرانيج التربوي بمنطقة الشعيطات، ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور الشرقي، رفضاً للمنهاج التعليمي الجديد الذي وضعته “الإدارة الذاتية”، حيث يعتبره المشاركون في الاحتجاج غير مقبول لما يتضمنه من عدة مخالفات للدين وعادات المجتمع في المنطقة.
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المدرسين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية طالبوا بإلغاء المنهاج الدراسي الجديد، وزيادة رواتب المدرسين وربطها بالدولار الأمريكي بسبب انخفاض قيمة صرف الليرة السورية، إضافة لتحسين الواقع المعيشي، كما طالبوا بتعيين حراس على المدارس لحمايتها من عمليات النهب والتخريب المتكررة.
وتكرر الأمر ذاته خلال الثلث الأخير من أيلول، حيث شارك العديد من المدرسين والمدرسات في مجمع الفرات التربوي ببلدتي أبو حمام والكشكية بريف دير الزور الشرقي، في وقفة احتجاجية رفضاً للمنهاج التعليمي الجديد الذي وضعته “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا.
وطالبوا بزيادة رواتب المدرسين الشهرية، والتي تبلغ قيمتها حالياً نحو 260 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 57 دولار أمريكي فقط.
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المشاركين في الوقفة الاحتجاجية طالبوا أيضاً بتعيين حراس للمدارس، وصرف رواتب عقود الأمومة، كما طالبوا “هيئة التدريس” التابعة “للإدارة الذاتية” بالتوقف عن توزيع المنهاج الجديد في دير الزور من أجل عودة التلاميذ لمدارسهم، حيث يرفض الأهالي إرسال أطفالهم إلى المدارس بسبب فرض المنهاج الجديد على المدارس.

وبعدها، أعلنت الكوادر التدريسية في مجمع الشدادي التربوي بريف الحسكة الجنوبي، عن بدء إضراب عام عن التدريس في مدينة الشدادي تنديداً بانخفاض قيمة الرواتب الشهرية، وللمطالبة بتزويد المدارس بالمستلزمات من أجل إكمال العملية التعليمية فيها، قبل أن تعلن لجنة التربية والتعليم العامة للمدارس في دير الزور، أن المنهاج المقدم من “الإدارة الذاتية” للمدارس في دير الزور يشمل مادتي العلوم والرياضيات فقط.
ونفت لجنة التربية والتعليم العامة للمدارس ما يثار حول نية الإدارة بفرض منهاج يحتوي على مخالفات دينية وعلمية أو تاريخية على أبناء المنطقة.

جرائم واقتتالات..فلتان أمني مستشري..
رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 6 اقتتالات عائلية وعشائرية ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” خلال شهر أيلول/سبتمبر، تسببت بمقتل 4 مسلحين، وتوزعت الاقتتالات وفق التالي: 3 في دير الزور، و1 في الحسكة، و1 في الرقة، و1 في حلب.

في حين وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 4 جرائم قتل راح ضحيتها 3 رجال وسيدة ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر أيلول.

تراجع في الاستهدافات الجوية التركية
يتواصل التصعيد التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والذي يتمثل باستهدافات برية بشكل شبه يومي، بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر أيلول مئات القذائف الصاروخية والمدفعية التي أطلقتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على أرياف الحسكة والرقة وحلب، متسببة بمقتل طفلين اثنين بريف الحسكة، بالإضافة لمقتل رجل برصاص القوات التركية بريف الرقة.

كما أحصى المرصد السوري 4 استهدافات جوية من قبل “المسيّرات التركية”، تسببت تلك الاستهدافات بمقتل قيادية ضمن الإدارة الذاتية، ومقتل 9 من العسكريين وإصابة 7 آخرين بجراح متفاوتة.

وشهد مدينة الرقة، يوم الأحد 11 أيلول، محاكمة 15 شخص، متهمين “بالعمالة لصالح المخابرات التركية”، حيث تمت المحاكمة بشكل سري وبحضور كبير لعوائل الشهداء المدنيين والقتلى العسكريين، ممن سقطوا بالاستهدافات التركية الأخيرة براً وجواً، واعترف المتهمون بإعطاء إحداثيات للمخابرات التركية لاستهداف شخصيات عسكرية وقيادية ضمن “الإدارة الذاتية” و”قسد”، كما شرحوا تفاصيل كاملة حول عمالتهم للمخابرات التركية.
ومن ضمن المتهمين الذين جرى اعتقالهم مؤخراً، رجل وزوجته من منطقة عفرين، وامرأة من إدلب، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن أحد المتهمين، اعترف بأنه تم الاتفاق مع المخابرات التركية على مبلغ 50 ألف دولار أميركي مقابل إعطاء إحداثيات لاستهداف قيادي بارز في عين العرب (كوباني) خلال الأسابيع الفائتة، وأرسلوا له 200 دولار أميركي قبل العملية، ولم يرسلوا أي شيء آخر بعد العملية.
وعلى ضوء ذلك، أصدرت المحكمة حكماً بالإعدام بحق 13 شخص من المتهمين الذين اعترفوا بالتخابر مع المخابرات التركية، بينما لم تصدر حكماً بشأن اثنين آخرين لعدم اكتمال الأدلة على الرغم من اعترافهم، وحاول عوائل الشهداء والقتلى التهجم على المتهمين خلال المحاكمة.

وفي 22 الشهر قام عناصر “الأسايش” بجمع ذوي القتلى الذين قضوا بالاستهدافات البرية والجوية التركية، في إشارة منهم ليشهدوا على تنفيذ حكم الإعدام أمام الناس في مساكن الجبسة بريف الحسكة الجنوبي، حيث جرى الإعدام بحق شابين أحدهما من قبيلة العكيدات والآخر من قبيلة الجبور، بتهمة التعامل مع المخابرات التركية، ونفذ الحكم علنا أمام الناس، بعد أن صدر الحكم من محكمة تابعة لـ”الإدارة الذاتية”

الشبيبة الثورية تواصل انتهاك حقوق الطفل عبر تجنيدهم عسكرياً
تواصل ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية” أو “جوانين شورشكر”، استقطاب القاصرين وضمهم لمعسكراتها، في انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فلا مطالبات الأهالي بإيقاف عمليات استغلال الأطفال وتجنيدهم لحمل السلاح ولا تلك المواثيق والاتفاقيات، استطاعت من الوقوف في وجه الشبيبة التي لاتزال تسرق الطفولة، حارمة الأطفال من حقهم في التعليم.
ففي 12 أيلول، اختطفت الشبيبة الثورية طفلة في مدينة حلب، وجندتها عسكرياً لصالحها.
وفي 14 أيلول، اختطفت الشبيبة الثورية طفلة أخرى تبلغ من العمر 15 عاماً بريف حلب.

وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.
كما يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية والأطراف المسؤولة بوضع حد للانتهاكات المستمرة للشبية الثورية داخل منطقة شرق الفرات، والعمل على وقف هذه الانتهاكات.