مناطق “الإدارة الذاتية” في حزيران: 32 شخص قتلوا بأعمال عنف وتصاعد لافت بالاقتتالات العشائرية والعائلية.. وتصعيد تركي متواصل براً وجواً وأزمات معيشية كارثية

المرصد السوري يجدد مطالبته بحماية المدنيين وتحقيق مطالبهم.. ووضع حد لانتهاكات الشبيبة الثورية

54

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر حزيران/يونيو 2022 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السادس من العام 2022.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 32 شخص خلال الشهر السادس من العام الجديد، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:

– 11 مسلح في اشتباكات عائلية وعشائرية.

– 11 عسكريين، 6 منهم قتلوا على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، و2 برصاص مهربين مسلحين، و2 برصاص الفصائل الموالية لأنقرة، و1 باستهداف جوي من قبل مسيرة تركية.

– 9 مدنيين، هم: شاب باشتباكات بين قسد وقوات النظام، و3 بجرائم قتل، وطفل بانفجار قنبلة يدوية، وشخص برصاص خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، و3 أشخاص بقصف بري من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها.

– 1 من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” بعملية أمنية للتحالف وقسد.

عمليات متواصلة من قبل خلايا التنظيم
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 9 عمليات قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد خلال شهر حزيران، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 7 أشخاص، هم: 1 مدنيين، و6 من العسكريين.
في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةً الحد من نشاط التنظيم وخلايا، ولاسيما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة والرقة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران، عن اعتقال 29 شخص بتهمة التخابر والانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، كما قتل أحد قيادات التنظيم بعملية أمنية لقسد والتحالف أيضاً.

كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، اعتقال 8 أشخاص بينهم شابة من قبل القوات العسكرية المتواجدة ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لأسباب مجهولة حتى اللحظة.

واقع معيشي سيء يصعد من الاستياء الشعبي
تشهد مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، استياءاً شعبياً، نتيجة ارتفاع أسعار مادتي المازوت والبنزين وفقدانها في غالبية محطات الوقود.
وأبدى الأهالي رفضهم لارتفاع أسعار المحروقات، وطالبوا “الإدارة الذاتية” بتوضيح أسباب ارتفاع الأسعار وفقدان المواد في محطات الوقود، بعد أن وصل سعر المازوت إلى 1200 ليرة سورية، دون صدور أي قرار رسمي من هيئة المحروقات في “الإدارة الذاتية”.
والجدير ذكره، بأن مناطق شمال وشرق سوريا على الرغم من تواجد معظم آبار البترول ضمن مناطق “الإدارة الذاتية”، إلا أنها تشهد بين الحين والأخر، أزمة فقدان المحروقات، تعقبه احتجاجات واعتصامات، دون التوصل إلى حل.
بالإضافة لذلك، هناك استياء شعبي كبير من تخفيض ساعات إمداد المناطق بالتيار الكهربائي، وتخفيض ساعات ضخ مياه الشرب، تزامنا مع ما تشهد المنطقة من ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن التيار الكهربائي انقطع مايقارب 48 ساعة عن مدينة القامشلي وقرى وبلدات تابعة لتل تمر الدرباسية وعامودا و كركي لكي “معبدة” والمالكية “ديريك” بريف الحسكة الشمالي
ومع تصاعد أزمة المحروقات، تتزايد الطوابير أمام محطات الوقود حيث يقضي المواطنون ساعات طويلة في سبيل تأمين كمية من مادتي المازوت والبنزين، فضلًا عن ارتفاع سعرها.
وفي المقابل، رفع أصحاب المولدات الكهربائية سعر الكهرباء، حيث بلغ سعر ليتر المازوت في السوق السوداء إلى 1700 ليرة سورية، وذلك بعد أن أصدرت إدارة المحروقات فئة جديدة لتسعيرة المازوت بـ1200 ليرة سورية دون قرار رسمي، الأمر الذي أدى إلى استياء الأهالي من استمرارية الأزمة، وسط تقاعس الجهات المسؤولة عن إيجاد آلية حلول تخفف من أعباء المواطنين.

تصاعد كبير بالاقتتالات العشائرية والعائلية
رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر حزيران، تصاعداً كبيراً بالاقتتالات العائلية والعشائرية ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، حيث شهدت 7 اقتتالات مسلحة دموية لأسباب مختلفة، 5 منها في دير الزور و1 في منبج و1 في الحسكة، تسببت بسقوط 11 قتيلاً بالإضافة لأكثر من 25 جريحاً.
في حين وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 3 جرائم قتل راح ضحيتها 3 رجال ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر حزيران.

استمرار التصعيد التركي..
يتواصل التصعيد التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والذي يتمثل باستهدافات برية بشكل شبه يومي، بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران أكثر من 2700 من القذائف الصاروخية والمدفعية التي أطلقتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على أرياف الحسكة والرقة وحلب، متسببة بمقتل 3 مدنيين على الأقل.
كما أحصى المرصد السوري 3 استهدافات جوية من قبل “المسيّرات التركية” تسببت بمقتل عسكري واحد، بالإضافة لسقوط 5 جرحى.
وفي خضم الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة، أشار المرصد السوري في حزيران إلى أن مئات العناصر من قوات النظام بدأوا بالانتشار ئات العناصر من قوات النظام السوري، بدأوا بالانتشار خلال الساعات الفائتة ضمن مناطق متفرقة في ريف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن تعداد قوات النظام التي سوف تنتشر في تلك المنطقة يقدر بنحو 2000 عنصر على الأقل، وستتم عملية الانتشار على دفعات، بدأت قبل ساعات عملية الانتشار وتركزت في مناطق ما يعرف بخط الساجور بريف منبج عند الحدود السورية-التركية، يأتي ذلك في ظل الحديث الإعلامي عن عملية عسكرية تركية في المنطقة.
كما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة للقوات الروسية المتمركزة ضمن قاعدة في قرية “السعيدية” الواقعة غربي مدينة منبج بريف حلب الشرقي عند طريق حلب – اللاذقية الدولي “M4”
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن التعزيزات ضمت نحو 15 آلية عسكرية، يتزامن ذلك مع استمرار المروحيات الروسية بالتحليق في أجواء مدينة منبج و قرب خطوط التماس ما بين القوى العسكرية التابعة لقسد والنظام من جهة والقوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” من جهة أخرى.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد رصدوا، في 3 حزيران، تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات الروسية، إلى قاعدة عسكرية تابعة لها في ريف منطقة منبج،بريف حلب، والمعروفة بقاعدة “السعيدية”

الشبيبة الثورية تواصل انتهاك حقوق الطفل عبر تجنيدهم عسكرياً
تواصل ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية” أو “جوانين شورشكر”، استقطاب القاصرين وضمهم لمعسكراتها، في انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فلا مطالبات الأهالي بإيقاف عمليات استغلال الأطفال وتجنيدهم لحمل السلاح ولا تلك المواثيق والاتفاقيات، استطاعت من الوقوف في وجه الشبيبة التي لاتزال تسرق الطفولة، حارمة الأطفال من حقهم في التعليم.
ففي 17 حزيران، اختطفت الشبيبة السورية طفل دون سن 18 من منطقة الدرباسية بريف محافظة الخسكة.
وفي 27 الشهر، اختطفت الشبيبة طفلتين اثنتين دون سن 18، وذلك في منطقة تل تمر بريف الحسكة ومنطقة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي.

وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.
كما يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية والأطراف المسؤولة بوضع حد للانتهاكات المستمرة للشبية الثورية داخل منطقة شرق الفرات، والعمل على وقف هذه الانتهاكات.