مناطق “الإدارة الذاتية” في شباط: 40 شخص قتلوا في أعمال عنف.. وتصعيد تركي مستمر واحتجاجات شعبية متواصلة في ظل الأزمات المعيشية

المرصد السوري يجدد مطالبته بحماية المدنيين وتحقيق مطالبهم.. ووضع حد لانتهاكات الشبيبة الثورية

43

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر شباط/فبراير 2022 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الثاني من العام الجديد.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 40 شخص خلال الشهر الثاني من العام الجديد، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:

– 10 مدنيين بينهم طفلان اثنان، هم: رجلان على يد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، و4 بينهم طفل برصاص عناصر قسد، ورجلان اثنان بانفجار دوناميت بريف منبج، وطفل بجريمة قتل وحشية بريف منبج، ومدني برصاص عشوائي ناجم عن مشاجرة مسلحة بين مجموعتين بمدينة الرقة.

– 26 من قسد وتشكيلات عسكرية عاملة في المنطقة، هم: 8 باستهدافات لمسيرات تركية، واثنان بقصف بري تركي، و15 على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، وعنصر بانفجار عبوة ناسفة شمالي الرقة.

– 4 مسلحين في اشتباكات عشائرية وعائلية.

استمرار النشاط الكبير لخلايا التنظيم رغم الحملات الأمنية والاعتقالات
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 16 عملية قامت بها خلايا التنظيم خلال شهر شباط/فبراير، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 17 قتيل، هم: مدنيان اثنان، و15 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية.
في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةًالحد من نشاط التنظيم وخلايا، ولاسيما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر شباط/فبراير، عن اعتقال 97 شخص بتهمة التخابر والانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكشفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن قيام قوات سوريا الديمقراطية بتنفيذ حملة أمنية واسعة ضمن صفوفها على خلفية أحداث سجن “غويران – الصناعة” في الحسكة وقضايا فساد.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن “قسد” اعتقلت قيادي في قواتها يقيم ضمن “فيلا” ولديه عدد كبير من السيارات الخاصة في الرقة، ينحدر من مدينة عين العرب/كوباني.
كما اعتقلت دوريات “قسد” قيادي بقواتها من حملة الجنسية التركية برفقة 10 آخرين في ناحية عين عيسى “عاصمة الإدارة الذاتية” شمالي الرقة.
في حين أكد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مدينة الرقة “العاصمة السابقة لدولة الخلافة”، والتي تخضع الآن لنفوذ الإدارة الذاتية والتحالف الدولي، بأن قوى الأمن الداخلي “الأسايش” عثر منتصف شباط على أسلحة وذخائر من قذائف وعبوات ناسفة ومواد متفجرة، كما عثر التحالف والأسايش على عبوات ناسفة وقذائف هاون وصاروخية وصواعق وقذائف “RBG”، بالإضافة لأقنعة ضد الغازات السامة، من مخلفات تنظيم “الدولة الإسلامية” موجودة جميعها في بيت لا يتواجد فيه أحد بالقرب من الكنيسة ضمن مدينة الرقة، وفرضت القوات طوقاً أمنياً حول المكان وقامت بنقل جميع ما وجدته هناك، بينما أكدت مصادر المرصد السوري بأنه لا يوجد مواد سامة أو شيء يحوي غاز الخردل السام داخل المنزل.

براً وجواً.. التصعيد التركي المتواصل يتسبب بسقوط خسائر بشرية ومادية
تشهد مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” شمال وشمال شرق سورية، تصعيد كبير تنفذه “طائرات مسيرة” تابعة لسلاح الجو التركي، استمراراً لحملة التصعيد الجوي التركي الذي شهده العام الفائت 2021، حيث يستمر التصعيد خلال العام الجديد، وشنت المسيرات التركية 10 استهدافات خلال شهر شباط/فبراير، مستهدفة آليات ومواقع ضمن محافظتي حلب والحسكة، وخلفت 8 قتلى بينهم طفلين وشابة مقاتلة، بالإضافة لإصابة 21 آخرين بجراح متفاوتة.
ويستعرض المرصد السوري التفاصيل الكاملة لهذه الاستهدافات والخسائر الناجمة عنها:
– الأول من شباط، قتل 4 عسكريين على الأقل جراء الاستهداف الجوي الذي نفذه طيران تركي، مستهدفاً محطة الكهرباء الرابعة قرب مدينة المالكية (ديريك) بريف الحسكة، والذي طال مبنى يتواجد فيه حرس المحطة والعاملين فيها، كما تسبب الاستهداف بسقوط جرحى.

– الثالث من شباط، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة عسكرية في قرية خرزة الواقعة شرقي مدينة الدرباسية عند الحدود مع تركيا شمال غرب الحسكة، كانت تقل ثلاثة أعضاء في “وحدات حماية المرأة” التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى سائقهم، الأمر الذي أدى إلى مقتل إحداهن وإصابة من كانوا برفقتها بجروح خطيرة، جرى نقلهم إلى مشافي القامشلي لتلقي العلاج.

– السادس من شباط، استهدفت مسيّرة تركية موقعين عسكريين، تم إخلائهما من قبل مجلس منبج العسكري قبل الاستهداف، وذلك في قرية عرب حسن بريف منبج شرقي حلب، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

– السابع من شباط، استهدفت مسيّرة تركية، بعض المواقع في قرى عالية وبيركنيس وكربشك وجطل بالقرب من حاجز “الأسايش” في ريف مدينة الدرباسية عند الحدود السورية – التركية، حيث أخلت قوات سوريا الديمقراطية بعض النقاط والمواقع خوفًا من استهدافها.

– التاسع من شباط، قتل 3 أشخاص هم كادر عسكري وسائقه طفل دون سن 18، وطفل آخر، جراء استهداف طائرة مسيرة تركية لموقعاً وسيارة في منطقتي بهيرة وخرزة بريف درباسية ضمن محافظة الحسكة.

– الثاني عشر من شباط، استهدفت طائرة مسيّرة تركية سيارة عسكرية عند بوابة مقر عسكري عند مدخل عامودا بريف الحسكة، ما أدى لإصابة 3 جرحى من العسكريين.

– 17 شباط، استهدفت طائرة مسيرة تركية نقطة عسكرية في منطقة “محطة الأبقار” ضمن محافظة الحسكة حيث يتواجد فيها قاعدة للقوات الروسية، ما أدى لإصابة اثنين من قوات مجلس تل تمر العسكري.

– 22 شباط، استهدفت مسيّرة تركية استهدفت موقعًا لقوات “مجلس منبح” العسكري” التابع لقوات سوريا الديمقراطية على محاور قرية عرب و محسنلي شمال غربي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.

– 23 شباط، استهدفت طائرة مسيرة تركية نقطة عسكرية مشتركة لقوات النظام ومجلس منبج العسكري في قرية الجات قرب خطوط جبهة الساجور في ريف منبج شرقي حلب، ما أدى لإصابة اثنين من قوات النظام.

– 24 شباط، استهدفت طائرة مسيرة تركية، سيارة عسكرية على الطريق الواصلة بين القامشلي وعامودا، إلا أنها لم تصيب الهدف وتسببت بحدوث أضرار بسيارة من نوع “فان” كانت تقل مدنيين عند الموقع المستهدف قرب قرية هيمو، ما أدى لإصابة 3 نساء بجراح.

إلى جانب التصعيد الجوي التركي، تواصل القوات التركية تصعيدها البري على مناطق خاضعة لنفوذ “الإدارة الذاتية”، ولاسيما بريف الحسكة، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر شباط أكثر من 400 قذيفة صاروخية ومدفعية أطلقتها القوات التركية مستهدفة كل من دادا عبدال والأسدية والغوالية والنويحات وكولية والكوزلية وتل شنان والطويلة وتل جمعة وتل كيفجي الآشورية وقرية أم الكيف في ريف تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وزنوبية والعريضة والهوشان والدبس وطريق “m4” شمالي الرقة.
ولم تسفر عمليات القصف تلك عن سقوط شهداء من المدنيين، لكنها خلفت جرحى بالإضافة لأضرار مادية في ممتلكات المدنيين، فضلاً عن نزوح عوائل من مناطقهم خوفاً من التصعيد التركي.

استياء شعبي متواصل على خلفية الأزمات المعيشية
تشهد مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في مناطق متفرقة من دير الزور والرقة والحسكة وحلب، احتجاجات عديدة ومتواصلة ضد تعاطي موظفي الإدارة الذاتية مع قضايا المنطقة وسكانها، حيث تتلخص المطالب الشعبية في تأمين مستلزمات العيش والإفراج عن المعتقلين ومحاربة الغلاء وضد رفع الأسعار وزيادة حصص مناطقهم من المحروقات وتأمين فرص عمل لسكان المنطقة، ويذكر المرصد السوري أبرز تلك الاحتجاجات خلال الشهر الفائت،حيث خفضت “هيئة المحروقات ” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” مخصصات محطات الوقود بنسبة 60 بالمئة مع تقليص عدد أيام وصول المحروقات إليها، ما تسبب بخلق أزمة كبيرة في مدن وبلدات مناطق تقع تحت سيطرة “الادارة الذاتية ” ووقوف السيارات في طوابير طويلة تصل إلى أكثر من 3 كيلومتر أمام محطات الوقود في بعض المناطق، تزامنًا مع وصول المحروقات للمحطات.
وفي 23 شباط، رصد المرصد السوري وقفة احتجاجية لأهالي قريتي محيمدة والحصان بريف دير الزور الغربي، وذلك بسبب قيام احد “الكوادر” بإشهار السلاح على رئيس لجنة الاقتصاد وإجباره على توظيف شخص كان في صفوف “الدفاع الوطني” الموالي للنظام مساء 22 شباط، مطالبين بطرده وإقالته ومحاسبته، حيث قاموا بإشعال الإطارات المطاطية وقطع الطرقات.
في حين عمد أهالي من نازحي القرى السبع وهي: الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، طابية جزيرة، مظلوم وخشام” بريف دير الزور والمتواجدين في قرية العزبة بالريف الشمالي، إلى الخروج بوقفة احتجاجية تنديداً بسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية و الفساد المستشري بالمجالس المحلية، عقب ذلك، وصل وفد من وجهاء القرى السبع المهجرة إلى بلدة العزبة بعد الاتفاق مع كوادر ومسؤولين في الريف الشمالي، على أن يتم توزيع مادة المحروقات من للتدفئة والزراعة بداية الأسبوع القادم، في محاولة منهم لاحتواء الاحتجاجات التي انفضت بعد قيام المحتجين بقطع بعض الطرقات بالإطارات المشتعلة.

الشبيبة الثورية تواصل انتهاك حقوق الطفل عبر تجنيدهم عسكرياً
تواصل ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية” أو “جوانين شورشكر”، استقطاب القاصرين وضمهم لمعسكراتها، في انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فلا مطالبات الأهالي بإيقاف عمليات استغلال الأطفال وتجنيدهم لحمل السلاح ولا تلك المواثيق والاتفاقيات، استطاعت من الوقوف في وجه الشبيبة التي لاتزال تسرق الطفولة، حارمة الأطفال من حقهم في التعليم.
وفي سياق ذلك، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 26 شباط بأن “الشبيبة الثورية” اختطفت الطفلة “م.ف” من مدينة عين العرب/كوباني وهي مهجري قرية دير بلوط بريف عفرين، تبلغ من العمر 13 عاما و اقتادوها إلى معسكراتهم.
وفي 27 شباط، رصد المرصد السوري اختطاف طفلين من قبل عناصر الشبيبة الثورية من الحي الجديد في مدينة عين العرب “كوباني”، حيت اختطفت الطفل (د.م) من مواليد 2008 قرية خراب كورت بريف عين العرب.
كما اختطفت الشبيبة الثورية الطفل (م.م) من مواليد 2008 قيده تل حاجب بريف عين العرب “كوباني”، واقتادهما العناصر نحو جهة مجهولة.

وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.
كما يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية والأطراف المسؤولة بوضع حد للانتهاكات المستمرة للشبية الثورية داخل منطقة شرق الفرات، والعمل على وقف هذه الانتهاكات.