مناطق “درع الفرات” في أيار: نحو 15 استهداف وتفجير واقتتال يؤكد الفلتان الأمني الكبير.. ونشاط ملحوظ لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”

75

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر أيار/مايو 2021.

فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر أيار، استشهاد ومقتل 16 شخص هم: رجل مسن في اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين عائلتين في قرية تل شعير بريف جرابلس، وشخص آخر في اشتباكات عائلية بالأسلحة الرشاشة في قرية البرج جنوب الراعي شرقي حلب، وامرأة قتلها زوجها بدم مارد في قرية كفرغان الواقعة شرقي اعزاز بريف حلب الشمالي، ومواطن قُتل على يد عناصر من الفصائل الموالية لأنقرة في قرية البرج التابعة للباب شرقي حلب، وعنصر من “الفرقة 20” برصاص مجهولين في قرية تل جرجي بريف الباب، وشخص برصاص مجهولين في بلدة قباسين بريف الباب، و3 أشخاص في انفجار دراجة نارية مفخخة في جرابلس، واثنان من عناصر الشرطة برصاص خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في الباب، و3 من الفصائل الموالية لأنقرة في اشتباكات مع خلية للتنظيم في الباب، واثنان من الخلية أحدهما فجر نفسه بحزام ناسف.

وشهد شهر أيار الفائت، 5 اقتتالات عائلية وفصائلية ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة بريفي حلب الشمالي والشرقي، ففي الأول من الشهر شهدت قرية تل شعير بريف جرابلس، اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين عائلتين في القرية، أسفرت عن مقتل رجل مسن، بالإضافة إلى سقوط جرحى، وفي الثاني من الشهر شهدت قرية البرج جنوبي الراعي اشتباكات عائلية مسلحة نتيجة تعدي رعاة أغنام على محصول زراعي في القرية، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة آخرين.

وفي ذات اليوم شهدت مدينة الباب توتر بين فصيل “جيش الأحفاد” من جهة، و “فرقة الحمزة” من جهة أُخرى، والمنضويين ضمن مايسمى “الجيش الوطني” وبحسب المصادر، فإن التوتر سببه قيام “جيش الأحفاد” باعتقال عنصر من “فرقة الحمزة” لترد الأخيرة بالانتشار في مناطق عدة من مدينة الباب، واعتقال عناصر من “جيش الأحفاد”

وفي 12 أيار رصد المرصد السوري، توتر أمني وإطلاق نار كثيف في مدينة الباب بالقرب من دوار السنتر وسط المدينة، نتيجة شجار بين عناصر الشرطة الموالية لتركيا وأشخاص قرب دوار السنتر، وفي التفاصيل التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري، قام أحد عناصر الشرطة بإطلاق رصاصة عن طريق الخطأ فأصابت أحد المتشاجرين، بعد ذلك، قامت مجموعة مسلحة بخطف الشرطي الذي أطلق النار.

وفي سياق ذلك، استقدم عناصر السلطان مراد تعزيزات عسكرية، وقطعوا الطرق المؤدية إلى دوار السنتر في مدينة الباب شرقي حلب، تزامن ذلك مع إخلاء عناصر الشرطة من الحواجز في أسواق مدينة الباب، فيما تجمعت عشرات السيارات من نوع بيك آب مزودة برشاشات ثقيلة تابعة للشرطة العسكرية لاقتحام دوار السنتر وإزالة حواجز فرقة السلطان مراد وفض النزاع.

وفي 24 من الشهر الفائت، رصد المرصد توتراً تشهده كل من مدينة الباب وريفها ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “درع الفرات”، حيث دارت اشتباكات بين الشرطة العسكرية ومسلحين في منطقة احتيملات، ما أدى لسقوط أكثر من 7 جرحى، عقب ذلك داهمت الشرطة العسكرية المنطقة واعتقلت 4 أشخاص على الأقل، وفي مدينة الباب، شنت الشرطة العسكرية حملة مداهمات ضمن منطقة السكن الشبابي ودوار “غصن الزيتون” واعتقلت عدة أشخاص.

كما أحصى المرصد السوري خلال شهر أيار الفائت، 6 تفجيرات و3 استهدافات، توزعوا على الشكل التالي:
– في السادس من أيار عُثر على جثة عنصر من “الفرقة 20” التابعة لما يسمى بـ “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، مقتولًا وعليه آثار طلقات نارية، في قرية تل جرجي بريف مدينة الباب الشمالي، وينحدر القتيل من بلدة محكان بريف ديرالزور الشرقي، وفي 14 الشهر قتل شخص برصاص مجهولين، اقتحموا مزرعته في بلدة قباسين بريف مدينة الباب، شرقي حلب، وقاموا بسرقة سيارته أيضاً، وفي 28 الشهر قتل عنصرين من الشرطة الموالية لأنقرة في مدينة الباب برصاص خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

التفجيرات: انفجرت عبوة ناسفة مزروعة بسيارة “بيك آب” في مخيم باب السلامة القديم بريف مدينة إعزاز شمالي حلب في السادس من أيار، وفي العاشر من الشهر انفجرت دراجة نارية مفخخة على طريق البحوث – اعزاز ما أدى إلى إصابة شخصين اثنين بجراح، وايضاً في اليوم ذاته انفجرت عبوة ناسفة قرب مسجد في مدينة الباب، وفي 19 الشهر انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في جرابلس، وفي 24 الشهر شهدت جرابلس أيضاً انفجار دراجة نارية مفخخة قرب مسجد الشريعة مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة نحو 7 آخرين، من بينهم جراحه خطيرة، وآخر التفجيرات كانت في 28 الشهر حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقاضي يتبع لحركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة الباب.

بينما شهد يوم الثاني عشر من أيار، عملية تبادل للأسرى بين قوات النظام والفصائل الموالية لتركيا، ووفقًا لمصادر المرصد السوري فإن عملية التبادل شملت الإفراج عن امرأة وشابين وآخرين كانوا معتقلين لدى قوات النظام، مقابل الإفراج عن عدد من أسرى من قوات النظام في سجون الفصائل، إضافة لوجود جثث، حيث تمت العملية في معبر أبو الزندين في ريف مدينة الباب شرقي حلب، وبإشراف الهلال الأحمر السوري.

كذلك شنت فصائل درع الفرات حملة أمنية في مدينة الباب، وداهمت موقعاً لخلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في 28 الشهر، ودارت اشتباكات بين الطرفين، أدت إلى مقتل 3 من التشكيلات العسكرية الموالية لأنقرة، كما قتل اثنين من الخلية أحدهما فجر نفسه بحزام ناسف.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.