مناطق درع الفرات في أيلول: أكثر من 35 قتيلاً وجريحاً في تفجيرات واقتتالات واستهدافات متفرقة.. وتجاوزات وفلتان أمني تزيد من معاناة المواطنين

39

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر أيلول/سبتمبر 2021.

فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر أيلول، مقتل 9 أشخاص، هم: رجلان اثنان قضوا جراء انفجار دراجة نارية مفخخة في مدينة جرابلس، و3 من فصيل “الجبهة الشامية” الموالي للحكومة التركية، في اشتباكات مع القوات الكردية على محور مريمين شمالي حلب، و3 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا، جراء استهداف قوات جبهة الأكراد بصاروخ موجه تمركزات الفصائل في قرية الكريدية بالريف الشرقي لمدينة الباب، وجندي تركي قتل جراء قصف صاروخي نفذته القوات الكردية على قاعدة تركية في قرية الياشلي بريف الباب.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 28 شخص بجراح متفاوتة في التفجيرات والاقتتالات والاستهدافات خلال شهر أيلول ضمن مناطق “درع الفرات”.

وشهد شهر أيلول، 3 اقتتالات وتوترات، ففي الثاني عشر من أيلول، اعتدى عناصر في فرقة الحمزة بالضرب المبرح على عنصر من الشرطة العسكرية، على خلفيّة نشوب مشاجرة بين مسلحين من أبناء دير الزور يعملون لصالح فرقة الحمزات ومسلح من مدينة حمص يعمل لصالح الشرطة العسكرية، لتقوم الشرطة العسكرية باستقدام تعزيزات عسكرية من فصيلي الجبهة الشامية والسلطان مراد واعتقال عدد من أبناء دير الزور، وردت الحمزات بتعزيزات عسكرية إلى مدينة الباب، وسط حالة توتر وترقب في مدينة الباب.

وفي 24 أيلول، شهدت مدينة الباب شرقي حلب، استنفاراً لأبناء محافظة دير الزور وفصيل “أحرار الشرقية” الذي ينحدر غالبية مقاتليه من المنطقة الشرقية في سوريا، على خلفية قيام “الشرطة المدنية” باعتقال مواطنة من أبناء محافظة دير الزور، وسط أنباء عن أن سبب الاعتقال التعامل مع خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن أصوات إطلاق رصاص تُمسع بشكل متقطع قرب دوار السنتر وسط مدينة الباب الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل ما يسمى “الجيش الوطني”.

وفي 29 أيلول، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، وأفراد من عشيرة “الموالي” في ناحية شران بريف مدينة عفرين، ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصل بين مدينتي عفرين واعزاز، تزامن ذلك مع قيام فصائل “الجيش الوطني” بمحاصرة بلدة اخترين بريف حلب الشمالي بعد تجمع مسلحين من عشيرة “الموالي” للهجوم على مراكز الشرطة المدنية في مدينة إعزاز، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن فصائل “الجيش الوطني” تمكنت من أسر نحو 10 من أفراد العشيرة، وسط توتر واستنفار عسكري يسود كافة المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، بدءا من ريف حلب الشمالي ووصولاً إلى مناطق عفرين شمالي غرب حلب.

وذلك على خلفية اعتقال الشرطة المدنية في إعزاز لسيدتين من عشيرة الموالي، لأسباب غير معروفة، والتهديدات التي أطلقها وجهاء وأفراد عشيرة “الموالي”.

كما أحصى المرصد السوري خلال شهر أيلول الفائت، 7 تفجيرات، 7 تفجيرات جميعها جرت في القسم الثاني من شهر أيلول، الأول كان في 16 أيلول حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة شحن تركية في مدينة الباب، ما أدى لأضرار مادية، وفي 17 الشهر، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من حي زمام بمدينة الباب، ما أدى لإصابة 7 أشخاص على الأقل بجراح، وفي 25 أيلول، انفجرت عبوة ناسفة موضوعة ضمن حاوية قمامة بالقرب من صيدلية الأزرق وسط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وفي 28 آب، شهدت مدينة جرابلس تفجيرين اثنين، أحدهما عبر دارجة نارية مفخخة الأمر الذي أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 14 بجراح بينهم 5 أطفال و3 نساء، أما الثاني فكان عبر عبوة ناسفة انفجرت قرب المجلس المحلي في المدينة ما أدى لإصابة 5 أشخاص بجراح.

التفجير السادس كان بتاريخ 29 أيلول، حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لـ “رئيس المجلس المحلي” في تل رفعت سابقاً، وذلك أمام منزله الواقع على طريق كفركلبين جنوبي مدينة اعزاز، ما أدى لإصابته بجراح، أما التفجير الأخير، فكان في 30 أيلول، حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة داخل الصناعة ضمن مدينة اعزاز.

في حين رصد نشطاء المرصد السوري في مناطق نفوذ الفصائل في ريفي حلب الشمالي والشرقي، حالات اعتداء وخطف واعتقال عدة خلال شهر أيلول، ففي 12 الشهر، أقدم مسلحون مجهولون يستقلون سيارة سوداء، على خطف شاب من وسط السوق المسقوف بمدينة الباب، كما اختطف ختطف 3 مسلحون مجهولون يستقلون سيارة “سنتافيه”، مواطنًا في وضح النهار في شارع “زمزم” وسط مدينة الباب بعد أن أطلقوا النار تجاهه واعتدوا عليه بالضرب المبرح، فيما اقتاده الخاطفون إلى جهة مجهولة.

وفي 22 الشهر، اعتقلت المخابرات التركية طالب جامعي من مكان سكنه في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن الشاب من مهجري ريف حماة الشمالي، ويدرس في كلية الإعلام بجامعة “حلب الحرة” دون معرفة أسباب ودوافع الاعتقال حتى اللحظة.

وفي 26 الشهر اختطف مسلحون مجهولون يستقلون سيارة “بيك آب” مواطنًا من مكتبه العقاري في وسط مدينة الباب الخاضعة لنفوذ الفصائل الموالية لتركيا بريف حلب الشمالي الشرقي، واقتاده الخاطفون إلى جهة مجهولة.

بينما شهد اليوم التاسع من أيلول، إعلان فصائل ‏عدة منضوية في “الجيش الوطني” الموالي لتركيا شمال سوريا، عن تشكيل كيان عسكري جديد بأوامر من المخابرات التركية تحت مسمى “الجبهة السورية للتحرير” ويضم التحالف الجديد فصائل “فرقة المعتصم – فرقة الحمزة – الفرقة 20 – لواء صقور الشمال – فرقة السلطان سليمان شاه (العمشات) وفصائل أخرى، على غرار عمليات “عزم” التي جرى تشكيلها في منتصف تموز المنصرم، قبل أن يحدث اقتتال بينها وتنشق عن غرفة “عزم” فصائل عدة.

وفي 16 أيلول، خرج عشرات الطلاب بوقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة “جامعة حلب الحرة” مطالبين بالنظر إلى وضع الطلاب في الجامعة وجعل الترفع إدارياً، بعد أن أصدرت الجامعة، في وقتٍ سابق، قرارًا يقضي بترفع الطالب إلى السنة التالية بـ أربعة مواد راسبة فقط، بينما يطالب الطلاب بالانتقال إلى السنة التالية بـ6 مواد راسبة على الأقل.

ورفع الطلاب عبارات كتب عليها “هجرنا بسبب القصف لا تكونوا سببًا آخر في تهجيرنا..!”، وفي عبارة أخرى “جامعاتنا مشروع استثماري علمي.. أم علمي استثماري؟”، وفي عبارات لامست آلامهم “لم أستفد من الترفع الإداري سابقًا.. الترفع الإداري مطلبي.. الترفع الإداري حق للجميع”

وأصدرت “جامعة حلب الحرة” في وقتٍ سابق، مفاضلة العام الدراسي الحالي، وبلغ رسوم التسجيل العام للكليات الهندسية والحقوق، والاقتصاد، والتربية “إرشاد نفسي” 200 دولار، والكليات الآداب والعلوم الإنسانية “اللغة العربية، إنكليزية، تركية”، وكلية التربية ” معلم صف “، والشريعة 175 دولار، أما كليات العلوم ” رياضيات، كيمياء، فيزياء، علم أحياء” ، والعلوم السياسية، والمعهد التقاني لكل من ” الإعلام، الحاسوب، إدارة الأعمال، الهندسي، 150 دولار، والمعهد التقاني ” الزراعي، والبيطري ” 125 دولار أمريكي.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.