مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال آب: مقتل وجرح نحو 80 شخص بأعمال عنف.. و5 تفجيرات واقتتالات و19 حالة اختطاف واعتقال تعسفي

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين ضمن تلك المناطق في ظل الفوضى والفلتان الأمني وممارسات الفصائل الموالية للحكومة التركية

62

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” ومحيطها تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما الى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر آب/أغسطس 2022.
الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر آب/أغسطس، مقتل واستشهاد 27 شخص، بأساليب وأشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل” الجيش الوطني” بمناطق “درع الفرات” ومحيطها في ريف حلب الشمالي والشرقي والشمالي الشرقي توزعوا على الشكل التالي:
– 22 مدني بينهم سيدة و8 أطفال، هم: طفل جراء العبث بسلاح حربي لوالده في مدينة مارع، وطفل جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب به في مدينة الباب، و17 مواطنا بينهم سيدة و6 أطفال جراء مجزرة نفذتها قوات النظام بقصفها لمدينة الباب، ومواطن من آل “الواكي”، نتيجة استهدافه بالرصاص من قبل مسلحين في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، ومواطن بطلق ناري على أطراف مدينة مارع مصدره مناطق سيطرة القوات الكردية والنظام السوري، وشاب عن طريق الخطأ جراء العبث بسلاح حربي” الكلاشينكوف ” في مدينة جرابلس.

– 5 عسكريين، هم: عنصر من الجيش الوطني جراء استهداف سيارة عسكرية بصاروخ موجه على محور مارع بريف حلب الشمالي، وعنصر آخر جراء استهدافه من قبل قوات النظام على محور بلدة تادف بطلقة قناص، وعنصران باشتباكات مع القوات الكردية والنظام السوري على محور كفركلبين بريف اعزاز، وعنصر من فصيل فيلق الشام في ظروف غامضة، حيث عثر عليه مقتولاً بطلق ناري في الرأس بمحيط اعزاز.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 52 بجروح متفاوتة عقب التفجيرات والاقتتالات والقصف البري خلال آب ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها.

في حين أحصى المرصد السوري خلال آب/أغسطس، 3 اقتتالات ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها، الاقتتال الأول كان في 17 أب، حين اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بين مجموعة مسلحة من أهالي بلدة حيان، وفصيل لواء عاصفة الشمال، بالقرب من دوار الدالة وسط مدينة اعزاز، ما أدى إلى تضرر عدد من المحلات التجارية بالإضافة إلى تكسير محتويات مكتب داخل فرن آلي.
الاقتتال الثاني كان في 22 آب، حين أصيب عدد من المواطنين بجروح متفاوتة، جراء اندلاع اشتباكات مسلحة بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة، بين عائلة “آل رمو” من جهة وبين عائلة “آل سلقيني” من جهة أخرى، ضمن الأحياء السكنية بمدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
أما الاقتتال الثالث والأخير فكان في 24 آب، حين أصيب شاب بجروح متوسطة جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة، بين مسلحين من عائلة “آل رمو”من جهة، ومسلحين من عائلة “آل السلقيني”من جهة أخرى، وذلك بالقرب من دوار قديران في وسط مدينة الباب الخاضعة لنفوذ الفصائل الموالية لأنقرة بريف حلب الشرقي.

كما أحصى المرصد السوري خلال آب /أغسطس، انفجارين اثنين، الأول كان بتاريخ 18 آب حيث استشهد طفل من مهجري مدينة القصير بريف حمص متأثرا بإصابته الذي أصيب بها جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب به في مدينة الباب شرقي حلب، أما الانفجار الثاني كان في 21 آب حين أصيب طفلان اثنان بجراح أحدهما بترت كف يده، جراء انفجار صاعق قذيفة من مخلفات الحرب في بلدة تادف بريف الباب شرقي حلب.

ورصد المرصد السوري خلال شهر تموز أيضاً، 6 حالات اعتداء من قبل عسكريين بينها حالة اعتداء من قبل الجندرمة التركية والبقية من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، الحادثة الأولى كانت بتاريخ 1 آب، حين اعتدى عناصر من الشرطة العسكرية والفصائل الموالية لتركيا على 5 ناشطين وإعلاميين بالضرب المبرح، خلال تغطيتهم وقفة احتجاجية للعاملين في القطاع الطبي في مدينة الباب بريف حلب، ودعا ناشطون لحضور وقفة احتجاجية موحدة بعدة مناطق، للأطباء والعاملين في القطاع الطبي أمام مشافي عفرين والراعي والباب ومارع، لمطالبة المسؤولين الأتراك بالمساواة بين العاملين الأتراك والسوريين.
الاعتداء الثاني كان بتاريخ 6 آب، حيث اعتدى عناصر الشرطة العسكرية ضمن مناطق “درع الفرات” بالضرب على عدد من الطلاب المحتجين على نسبة الرسوب في امتحانات الشهادة الثانوية الصادرة عن مديرية التربية في مناطق “الحكومة السورية المؤقتة”، أثناء قيامهم بكتابة شعارات جدارية مناهضة للمؤسسة التعليمية أمام مديرية التربية في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.
الاعتداء الثالث كان بتاريخ 8 آب، حين أقدم عناصر حاجز يتبع لفصيل الجبهة الشامية بالاعتداء على مواطن بالضرب المبرح أثناء محاولته الوصول إلى مناطق “درع الفرات” قادماً من محافظة درعا عبر طرق التهريب، وفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن المواطن كان قيادي سابق في الفصائل، وتوجه مع عائلته إلى محافظة إدلب قادماً من مدينة درعا عبر طرق التهريب، حيثُ جرى اعتقاله من قبل هيئة تحرير الشام لساعات وفور إخلاء سبيله توجه إلى منطقة “درع الفرات” ليقدم حاجز يتبع إلى فصيل الجبهة الشامية على اعتقاله، وتحويله إلى سجن كفرجنة بناحية شران سيء الصيت والاعتداء عليه بالضرب المبرح جراء مطالبه المتكررة بإطلاق سراح زوجته واطفاله، ليتم الإفراج عن العائلة لاحقاً بعد تدخل قيادات من فصيل الجبهة الشامية من أبناء محافظة درعا.
الاعتداء الربع كان بتاريخ 17 آب، حين اعتدى عناصر من فصيل لواء عاصفة الشمال بالضرب المبرح على مواطن من أهالي قرية سجو بريف إعزاز شمالي حلب، أثناء محاولته الدخول إلى الأراضي التركية عبر طرق التهريب.
الاعتداء الخامس كان بتاريخ 21 آب، حين اعتدى عناصر في فصيل الجبهة الشامية في مدينة اعزاز، بالضرب المبرح على مواطن من أهالي اعزاز، للضغط عليه، وذلك بعد تقديمه شكوى ضد أحد قيادات الجبهة الشامية من أبناء قرية منغ بريف حلب الشمالي أيضاً، والتهديد بقتله في حال لم يتم سحب الشكوى المقدمة من قبله.
الاعتداء السادس كان بتاريخ 23 آب، حين تعرض شاب للضرب المبرح، على يد عناصر حرس الحدود التركي” الجندرما “، أثناء محاولته العبور إلى الأراضي التركية، عبر طريق التهريب من بلدة الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة.

فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر آب 19 حالة اعتقال تعسفي وخطف ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها وتوزعت على الشكل الآتي:
– 11 حالة اعتقال تعسفي من قبل الاستخبارات التركية، على خلفية اتهامات تتعلق بحرق العلم التركي خلال التظاهرات التي خرجت ضد تصريحات وزير الخارجية التركية، فيما يخص المصالحة مع النظام السوري، ومنها حالة اعتقال واحدة بتهمة تزوير بطاقات شخصية لصالح القوات الكردية.
– 4 حالات اعتقال من قبل الشرطة المدنية في قرية النعمان بريف الباب بتهم تتعلق بالتحريض على التظاهر ضد تصريحات وزير خارجية تركيا.
– 3 حالات اعتقال من قبل الشرطة العسكرية والجبهة الشامية.
– حالة اختطاف لرجل مسن من مدينة حمص يدعى “يوسف عبدلله الجراح” من قبل مهرب بشري يلقب بأبو حمزة ويرفض الإفراج عنه إلا بفدية مالية قدرها خمسة آلاف دولار ويهدد أهله أن لم يدفعوا تلك المبلغ سيتم قتل الرجل.

مظاهرات عارمة في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها
شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل “درع الفرات” مظاهرات عارمة وانتفاضة شعبية ضمن مناطق عقب التصريحات التركية حول المصالحة مع قوات النظام، حيث خرجت المظاهرات والاحتجاجات تحت شعار “تسقط تركيا ويسقط النظام”، وذلك تنديداً بتصريحات وزير الخارجية التركي، حيث خرج أهالي وسكان اعزاز وصوران واحتيملات ومناطق أخرى بريف حلب الشمالي، بمظاهرات شعبية تنديداً بتصريح وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو الذي قال: “علينا مصالحة المعارضة والنظام بطريقة أو بأخرى”.
وفقاً لمتابعات نشطاء المرصد السوري، فقد شهدت اعزاز شمالي حلب، اقتحام المتظاهرين لمديرية الأمن بالمدينة وتوجهوا إلى مبنى المجلس المحلي وقاموا بإنزال العلم التركي وإحراقه، وسط دعوات لإزالة العلم التركي من جميع المناطق الخاضعة لنفوذ الفصائل، كما منع المتظاهرون من مرور رتل تركي على طريق عفرين اعزاز، والدخول إلى مدينة اعزاز.
في حين خط المحتجون عبارات على الجدران جاء أبرزها “تسقط تركيا ويسقط النظام”.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.