مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال أيار: نحو 25 قتيلاً وجريحاً في أعمال عنف.. وتفجيرات واقتتالات متواصلة في إطار الفلتان الأمني

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين ضمن تلك المناطق في ظل الفوضى والفلتان الأمني وممارسات الفصائل الموالية للحكومة التركية

62

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما الى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر أيار/مايو 2022.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر مايو/أيار، مقتل واستشهاد 5 أشخاص بأساليب واشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل الوطني في مناطق “درع الفرات” ومحيطها في ريف حلب الشمالي والشرقي والشمالي الشرقي توزعوا على الشكل التالي:

– 2 من المدنيين، هم: مدير روضة الريان بانفجار عبوة ناسفة بسيارته في جرابلس شمال شرق حلب، وامرأة مجهولة الهوية عثر عليها مقتولة بطلق ناري في الرأس على الطريق الواصل بين بلدة قباسين و قرية برشايا.

– مسلح أثر اندلاع اشتباكات عائلية بين آل “سلو” وآل “حسان”، في مدينة صوران بريف اعزاز بريف حلب الشمالي.

– عنصر من فصيل الجبهة الشامية جراء اندلاع اشتباكات مع القوات الكردية على محور مدينة مارع.

– جندي تركي متأثراُ بإصابته الذي أصيب بها جراء قصف مدفعي استهدف مدرعة تركية بمدينة مارع مصدرها مناطق سيطرة انتشار القوات الكردية وقوات النظام بريف حلب الشمالي.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 17 شخص بجراح متفاوتة في التفجيرات والاقتتالات والقصف البري خلال مايو/أيار ضمن مناطق “درع الفرات‘‘.

في حين أحصى المرصد السوري خلال شهر أيار اقتتال وحيد و4 تفجيرات ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها، الاقتتال كان بتاريخ 21 أيار، ، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين آل ” سلو وآل ” حسان ” في مدينة صوران بريف مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي وراح ضحيتها شخص وأصيب آخرين بجروح متفاوتة.
بينما التفجيرات كان أولها بتاريخ 1 أيار، حين سمع دوي متوسط الشدة في مدينة جرابلس، تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة مدير روضة الريان وعضو سابق في هيئة العلاقات العامة في فصيل حركة احرار الشام الإسلامية، الأمر الذي أدى لمقتله، الانفجار الثاني كان بتاريخ 2 مايو/أيار حين أصيب ثلاثة مدنيين هم رجل وزوجته وشخص آخر كان برفقتهم جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارتهم بالقرب من حاجز للشرطة العسكرية في مدينة الراعي بريف حلب الشمالي، أما الانفجار الثالث كان بتاريخ 18 مايو/أيار، حين أصيب قيادي في فصيل لواء جند الإسلام، جراء انفجار قنبلة كانت بحوزته عن طريق الخطأ، أما الانفجار الرابع كان بتاريخ 24 مايو/أيار، حين دوى انفجار عنيف في قرية الحمران بريف جرابلس شرقي حلب نتيجة انفجار مواد متفجرة في سيارة نوع ” سابا”، ما أدى الى وقوع جرحى بينهم طفلة وسيدة.

7 حالات اختطاف واعتقال..
شهدت مناطق “درع الفرات” ومحيطها الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في خلال شهر أيار، حالة خطف وحيدة و6 حالات اعتقال تعسفي، توزعوا على النحو التالي: 5 حالات اعتقال لشبان ورجال بتهمة “الإساءة إلى الأخلاق العامة وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”.
ومواطن اعتقل من قبل فصيل أحرار الشرقية في مدينة الباب وذلك بعد دخوله إلى مدينة الباب عبر طرق التهريب قادماً من مدينة حلب والخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وحالة خطف لشاب من قبل فصيل الجبهة الشامية في مدينة سجو ومطالبة ذويه فدية مالية لقاء إطلاق سراحه.
كذلك رصد المرصد السوري خلال شهر أيار حالة اعتداء واحدة حين تعرض مواطن من أهالي قرية العمية التابعة لمدينة الباب يملك محلاً لتصليح الدراجات النارية للضرب المبرح بواسطة أداة معدنية من قبل عنصر من فصيل الجبهة الشامية على خلفية مطالبة المواطن لديونه المتراكمة على العنصر ما أدى إلى إصابته بجروح في رأسه.

مظاهرات واحتجاجات ضد قيادات في الجيش الوطني
رصد نشطاء المرصد السوري خلال شهر أيار، خروج مظاهرات واحتجاجات ضد قيادات من الجيش الوطني في مدينة الباب، على خلفية قيام “الشرطة العسكرية” بإخلاء سبيل عنصر من قوات النظام السوري لقاء فدية مالية وقدرها 1500 دولار أمريكي، قبل أن تعاود “الشرطة العسكرية” اعتقاله قبل أيام عقب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدينة والمطالبة بمحاسبة قياديي “الجيش الوطني” المتورطين بعملية إطلاق سراح عنصر النظام لقاء مبلغ مالي
ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن الأهالي أشعلوا الإطارات أمام مدخل مبنى “الشرطة العسكرية” وأعلنوا إغلاق مديرية “الشرطة العسكرية” حتى إشعار آخر، مطالبين بمحاسبة قيادات بـ “الشرطة العسكرية” كون عنصر النظام الذي أطلق سراحه اعترف خلال فترة اعتقاله بتصفية مدنيين واغتصاب نساء خلال خدمته بقوات النظام السوري.
الأهالي اتهموا قيادات “الشرطة العسكرية” بالولاء والانتماء للنظام السوري والفرقة الرابعة وشبيحة النظام وعدم جدوى وفعالية “الشرطة العسكرية” وبناء على ذلك أعلن الأهالي إغلاق مبنى “الشرطة العسكرية” حتى عودتها إلى الثورة وأهدافها ومحاسبة كل من تورط بإخلاء سبيل عناصر النظام.
كما خرج أهالي مدينة الباب في مظاهرات غاضبة على خلفية تعرض طفلة للاغتصاب من قبل شخص مهجر من مدينة تدمر بريف حمص وذلك في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وسط استنفار كبير من مسلحين من أبناء مدينة تدمر، أمام مبنى “الشرطة العسكرية”، مهددين بالتصعيد في حال لم يتم محاسبة المجرم، ووفقاً لنشطاء المرصد السوري فإن صاحب مطعم في مدينة الباب، أقدم بتاريخ 25 مايو/أيار على استدراج الطفلة إلى أحد الأبنية المهجورة بالقرب من مطعمه واغتصابها، حيث جرى اعتقاله متلبسًا بجريمته، في حين حاول بعض الشخصيات النافذة تغيير الوقائع وذلك بعد تلقيهم أموال لقاء نشر معلومات بأن الطفلة اعتقلت من قبل صاحب المطعم لإقدامها على السرقة في محاولة منهم لتبرئة المجرم.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.