مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال حزيران: نحو 50 قتيلاً وجريحاً بأعمال عنف.. و12 تفجير واقتتال و4 حالات اعتداء واغتصاب

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين ضمن تلك المناطق في ظل الفوضى والفلتان الأمني وممارسات الفصائل الموالية للحكومة التركية

47

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما الى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر حزيران/يونيو 2022.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران/يونيو، مقتل واستشهاد 18 شخص بأساليب واشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل الوطني في مناطق “درع الفرات” ومحيطها في ريف حلب الشمالي والشرقي والشمالي الشرقي توزعوا على الشكل التالي:
– 10 مدنيين بينهم طفلين اثنين وشابة، هم: طفلة إثر دخولها بغيبوبة نتيجة إصابتها بقصف صاروخي على مدينة الباب شرقي حلب، بتاريخ 2 شباط الفائت، وشابة قنصاً على يد عناصر قوات النظام وهي تعمل في قطاف الشفلح غربي مدينة تادف بريف حلب الشرقي، ومدير منظمة إغاثية تركية تدعى “IYD” جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في وسط مدينة الباب، و5 بينهم ثلاثة من عائلة واحدة جراء سقوط قذيفة على منزلهم في قرية عبلة إثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين فصيل أحرار الشام والجبهة الشامية، وطفل جراء انفجار قنبلة يدوية عن طريق الخطأ كان يعبث بها في مدينة الباب، ورجل بسبب التعذيب داخل أحد معتقلات النظام الأمنية.

– 8 عسكريين، هم: عنصر من فصيل الجبهة الشامية باشتباكات مع قوات النظام على محور تادق، وعنصر من فصيل لواء السمرقند بقرية الكريدية بريف الباب شرقي حلب جراء استهداف سيارة عسكرية تابعة لفصيل لواء السمرقند بصاروخ موجه، و4 عناصر من فصيل الجبهة الشامية إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين فصيل أحرار الشام والجبهة الشامية في قرية عبلة شرقي حلب، وعنصر من فصيل الجبهة الشامية إثر اندلاع اشتباكات مع خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الباب، وعنصر من أحرار الشام بالاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات مجلس منبج العسكري والجيش الوطني على محور قرية المغاير بريف جرابلس.

كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 29 شخص بجراح متفاوتة في التفجيرات والاقتتالات والقصف البري خلال حزيران ضمن مناطق “درع الفرات‘‘.

في حين أحصى المرصد السوري خلال شهر حزيران 6 اقتتالات ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها، الأول حين اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة بين مهربين من آل شكري وآل حجو في وسط مدينة الباب شرقي حلب، على خلفيّة تقاسم مواد مهربة، ما أدى إلى إصابة شاب بجروح بليغة في الرأس، الاقتتال الثاني حين اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين فصيل فرقة المعتصم وفصيل أحرار الشرقية في قرية الكعيبة بريف أخترين بريف حلب الشمالي، إثر محاولة فرقة المعتصم إلقاء القبض على عنصر من احرار الشرقية متهم بالتواصل مع قوات النظام.
الاقتتال الثالث حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي من مهجري مدينة حمص والشرطة العسكرية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي على خلفيّة قيام شقيق قيادي في فصيل الجبهة الشامية باغتصاب طفلة من مهجري حمص، والاقتتال الرابع حين اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وقذائف الهاون بين الجبهة الشامية وحركة احرار الشام الإسلامية في قرية عبلة وتل بطال بريف الباب شرقي حلب إثر انشقاق مجموعة من فصيل أحرار الشام من الفيلق الثالث الموالي لتركيا راح ضحيتها 5 مدنيين و3 عسكريين.
الاقتتال الخامس حين اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة بين مسلحين من عائلة الحفار من جهة ومسلحين من أهالي مهجري قرية منغ من جهة أخرى في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، أما الاقتتال السادس حين اندلعت اشتباكات بين عناصر من الشرطة العسكرية وخلية تابعة لتنظيم داعش في مدينة الباب ما أدى إلى مقتل عنصر من فصيل الجبهة الشامية وإصابة عنصرين من الشرطة العسكرية.

كما أحصى المرصد السوري خلال يونيو/حزيران، 6 تفجيرات الأول كان بتاريخ 6 حزيران حين دوى انفجار عنيف وسط مدينة اعزاز ناتج عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية تابعة لقيادي في فصيل لواء عاصفة الشمال ما أدى إلى إصابته طفليه بجروح متفاوتة، الانفجار الثاني كان بتاريخ 15 حزيران حين انفجرت عبوة ناسفة مدير منظمة إغاثية تركية تدعى “IYD”، الأمر الذي أدى لمقتله وينحدر القتيل من محافظة حمص، يذكر أن المنظمة هذه تدعى هيئة الإغاثة الإنسانية وهي منظمة تركية إغاثية تأسست في العام 2014 وتعمل في تركيا ومناطق نفوذ القوات التركية والفصائل في سورية.
الانفجار الثالث كان بتاريخ 15 حزيران حين انفجر لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية القيراطة بريف جرابلس، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أطفال بجروح متفاوتة، الانفجار الرابع حين دوى انفجار عنيف بتاريخ 21 حزيران قرب معبر الحمران الفاصل بين الفصائل المنضوية تحت قيادة “قسد” ومناطق “درع الفرات” التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا شمال غرب منبج شرقي محافظة حلب ووفقا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري، فإن فصيل الفيلق الثالث التابع لـ”الجيش الوطني” فجر سيارة مفخخة، بعد ضبطها قرب معبر الحمران بريف حلب الشرقي واقتصرت الاضرار على الماديات.
الانفجار الخامس كان بتاريخ 27 حزيران حين أصيب عنصر من فصيل الجبهة الشامية بجروح طفيفة جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في قرية بصلجة بريف قباسين بريف الباب شرقي حلب،الانفجار السادس كان بتاريخ 30 حزيران، حين انفجر جسم مجهول أثناء العبث به من قبل طفل يبلغ من العمر 12 في مدينة الباب، ما أدى إلى وفاته على الفور.

ورصد المرصد السوري خلال شهر يونيو/حزيران، حالتي اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني، الحادثة الأولى كان بتاريخ 10 حزيران، حين أقدم عنصر من فصيل السلطان محمد الفاتح، اعتدى بالضرب المبرح على المواطن (خ.س) أمام زوجته وذلك على طريق الواصل بين مدينة الباب شرقي حلب وقرية الفيخة، على خلفيّة خلافات شخصية بين الطرفين، ولدى محاولة الشاب رفع دعوى ضد العنصر امتنعت الشرطة العسكرية عن فتح ضبط بالواقعة واكتفت بمطالبة الشاب بالحل بالتراضي، الاعتداء الثاني كان بتاريخ 14 حزيران، حين أقدم عنصران من الجيش الوطني في مدينة الباب شرقي حلب على الاعتداء بالضرب المبرح على صيدلي من مهجري محافظة دير الزور من عشيرة العكيدات لرفضه إعطائهم حبوب مخدر دون وصفة طبية، ما تسبب له بكدمات وجروح متعددة في حين طالب وجهاء عشيرة العكيدات من المؤسسات العسكرية و القضائية اتخاذ موقف حازم من عناصر الجيش الوطني.

فيما رصد المرصد السوري حالتي اغتصاب بحق طفلتين، الأولى كانت بتاريخ 12 يونيو/حزيران، حين شهد مخيم الحرمين في قرية شمارين بريف مدينة إعزاز شمالي حلب، جريمة اغتصاب بشعة بحق طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات من قبل أحد أقربائها، مستغلًا غياب ذويها عنها.
وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الأم فقدت طفلتها الصغيرة وبدأت بالبحث عنها لتتفاجئ بأن أحد أقرباء زوجها وهو ابن عمه، استفرد بالطفلة داخل إحدى الخيم وهو يقوم باغتصابها واضعًا يده على فم الفتاة بالإضافة إلى ضربها بشكل عنيف كي لا تقوم بالصراخ، عقب ذلك فر المجرم هاربًا فيما تم نقل الطفلة إلى إحدى مشافي ريف حلب الشمالي نتيجة لسوء حالتها الصحية، أما الحالة الثانية بذات اليوم حين أصيب عدد من عناصر الشرطة العسكرية بجروح متفاوتة بينهم حالات حرجة، نتيجة هجوم مجموعات مسلحة من مهجري مدينة حمص على مقر الشرطة العسكرية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، على خلفيّة قيام شقيق القيادي في الجبهة الشامية “أبو غنوم” باغتصاب طفلة لاتتجازو عمرها الخمسة سنوات.
وفقاً لنشطاء المرصد السوري، فإن مسلحين من مهجري مدينة حمص استقدموا تعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه مدينة الباب قادمة من مختلف مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا باتجاه مدينة الباب، على خلفيّة اغتصاب طفلة من مهجري مدينة حمص على يد شقيق قيادي في فصيل الجبهة الشامية،في مدينة الباب، لتندلع على إثرها اشتباكات بين الطرفين وسط مناشدات من قبل الشرطة العسكرية لإرسال تعزيزات عسكرية عاجلة إلى مقر الشرطة العسكرية لوقف الاشتباكات.
يذكر أن أهالي حمص طالبوا بالقصاص من المجرم، في بيان حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.