مناطق “درع الفرات ومحيطها” في نيسان: نحو 15 استهداف في إطار الفلتان الأمني وتظاهرات لأسباب مختلفة واستهداف جوي وقتلى أتراك

34

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر نيسان/أبريل 2021.

فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر نيسان، استشهاد ومقتل 8 أشخاص هم: طفل وعنصر من الفصائل قتلا بانفجار مزدوج لدراجة نارية مفخخة وعبوة ناسفة بسيارة في مدينة جرابلس، وشاب عثر على جثته ملقاة على أحد الأرصفة وسط مدينة الباب دون معرفة ظروف وأسباب مقتله، وشاب آخر عثر عليه مقتولاً بظروف مجهولة على طريق ترابي بأطراف قرية وقاح بريف الباب الغربي، ومواطن قتل برصاص مجهولين بعد أن فشلوا باختطافه في قرية بلدق كبير بريف جرابلس، وعنصر من “شرطة عفرين” قتل برصاص مجهولين في مدينة الباب، وعنصر من “قوى الشرطة والأمن العام” قتل برصاص مجهولين أيضاً في الباب، وعنصر من “القوات الخاصة” الموالية لأنقرة قتل برصاص مجهولين في مدينة الباب.

تفاصيل الاستهدافات..

وشهدت المنطقة خلال شهر نيسان، 13 استهداف، عبر إطلاق رصاص وتفجيرات وهجمات، توزعت على الشكل التالي:

– هجوم واحد جرى من قبل مسلحين في الأول من نيسان استهدف حاجزًا للشرطة الموالية لتركيا عند قرية الكعيبة في مدينة الراعي شمالي حلب، في حين اشتبك عناصر الشرطة مع المسلحين الذين رددوا شعارات تؤيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، كما استهدفوا أحد المقار العسكرية التابعة للفصائل الموالية لتركيا في المنطقة ذاتها، ما أدى إلى إصابة عنصر بجروح بليغة.

– 8 استهدافات بالرصاص طالت مدنيين وعسكريين، وخلفت قتلى وجرحى جرت بتواريخ (13.14.15.17.19.24) في الباب وريفها والراعي وجرابلس وريفها.

– 4 تفجيرات جرى بتواريخ (14.23.27)، أبرزها حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة شحن تركية محملة بمحصول “البطاطا” قرب جامع عثمان بن عفان في محيط الباب بتاريخ 14 نيسان، بالإضافة لانفجار عبوة ناسفة بالقرب من معسكر لأحرار الشرقية على طريق الراعي تزامناً مع مرور شاحنات تركية ما أدى لسقوط جرحى أتراك وإعطاب آلية للقوات التركية وذلك بتاريخ 23 أبريل الفائت.

نيسان.. شهر التظاهرات

بعد ظهر كل يوم جمعة من شهر نيسان/أبريل، كانت تخرج مظاهرات ضمن العشرات من أهالي منطقة “جبل عقيل” في مدينة الباب شرقي حلب، أمام القاعدة التركية في مدينة الباب، حيث طالبوا بالتعويض عن منازلهم التي هدمتها القوات التركية عقب سيطرتها على المدينة بغية إنشاء قاعدة عسكرية، وناد المتظاهرون بشعارات “هي مسكن أهلينا أجى التركي وهدمها – أرض الجبل هي لينا – نهبوها وسرقوها بالحجة العسكرية.

ولم يقتصر الأمر على المدنيين، فقد تظاهر عناصر الفصائل الموالية لأنقرة في مرات عدة من شهر نيسان، فقد تجمع مقاتلين تابعين لـ “الجيش الوطني” الموالي لتركيا بتاريخ 1 نيسان، في مدينة الباب، شرقي حلب، وذلك احتجاجًا على تأخر رواتبهم من الجانب التركي، حيث أفادت مصادر المرصد السوري، بأن “المخابرات التركية” أوقفت رواتب “الجيش الوطني” الموالي لها منذُ نحو 70 يوميًا، حيث تشهد أوساط المقاتلين استياء كبير ومتصاعد بسبب تأخر الرواتب.

وفي الخامس من نيسان، خرجت تظاهرة لعوائل وعناصر مقاتلي “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، في مدينة مارع بريف حلب الشمالي، احتجاجًا على انقطاع رواتبهم من الجانب التركي منذُ أكثر من شهرين، حيث طالبوا قادة الفصائل بتحمل مسؤولياتهم، كما رفعوا لافتات كُتب عليها “عوائل الشهداء والجرحى من لهم؟؟ – نحن الجيش السوري الحر نريد أن نحصل على ما يسد الرمق لا نريد قصوراً وثراءً – لاتدعونا نجوع – نطالب الدول الداعمة أن يصلنا الدعم.. فنحن لانرى شيئاً – عوائل أفراد الجيش الحر أصبح حلمهم رغيف خبز”

وليس بعيداً عن مناطق درع الفرات، فقدت شهدت مدينة اعزاز مظاهرات على مدار الثالث والرابع والخامس من الشهر الفائت، لعشرات الطلاب ضمن ” الجامعة الدولية للعلوم والنهضة” ضد قرار مجلس التعليم العالي في “الحكومة المؤقتة” وجامعة حلب الحرة ، حيث طالب الطلاب بالتراجع عن قرار خضوع طلاب في الأفرع الطبية للفحص المعياري في جامعة حلب الحرة، جرى إصداره في وقت سابق، والذي بموجبه سيحرم عدد كبير من الطلاب من مقاعدهم الدراسية في جامعة “حلب الحرة”، في حين اعتقلت “الشرطة العسكرية ” في منطقة إعزاز شبّان اعتدوا على مظاهرة طلاب “جامعة النهضة”، وفي سياق متصل استقال رئيس “الجامعة الدولية للعلوم والنهضة” بعد 4 سنوات من ترأسه الجامعة، بسبب الصراعات التي تشهدها الجامعة.

وفي الحديث عن ريف حلب الشمالي، فقد شهد أحداث عدة خلال الشهر الفائت، يستعرض المرصد السوري أبرزها، مقتل جنديين أتراك بقصف للقوات الكردية على مواقع عسكرية شمالي حلب بتاريخ 7 نيسان، واستشهاد طفل بطلق ناري مجهول المصدر في محيط مارع أثناء رعيه الأغنام واتهم ذويه القوات الكردية بقتله وذلك في 11 نيسان، بالإضافة لمقتل شخص بانفجار قنبلة عن طريق الخطأ في مخيم الإيمان بمنطقة اعزاز بتاريخ 13 نيسان، واستشهاد طفل آخر برصاص قوات النظام في محيط تادف شمال شرقي حلب.

ولعل الحدث الأبرز كان في 29 نيسان/أبريل، حين قامت طائرة حربية يرجح أنها روسية بشن غارات على موقعاً عسكرياً تابع للفصائل الموالية للحكومة التركية في محيط قرية عين دقنة بريف اعزاز شمال حلب، دون معلومات عن خسائر بشرية.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.