مناطق “غصن الزيتون” خلال العام 2022: نحو 1500 انتهاك لحقوق الإنسان.. و44 تفجير واقتتال فصائلي.. و151 قتيلاً حصيلة أعمال العنف

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

95

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، والمتمثلة بعفرين والنواحي التابعة لها شمال غربي حلب، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال العام 2022، ويسلط الضوء في خضم التحقيق الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال العام 2022، مقتل واستشهاد 151 شخص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، بالإضافة لإصابة أكثر من 118 آخرين، توزع القتلى على النحو التالي:

47 مدني بينهم 16 طفل و8 مواطنات، هم:
– 13 بينهم 3 أطفال ومواطنتين بجرائم قتل.
– 7 بينهم طفلين اثنين برصاص عشوائي.
– 11 بينهم سيدة و6 أطفال بقصف بري مصدره القوات الكردية وقوات النظام
– 12 بينهم 5 سيدات و3 أطفال على يد الفصائل
– 4 بينهم طفلين اثنين في انفجارات.

98 من العسكريين، هم:
– 62 في اقتتالات وخلافات فصائلية
– 23 على يد القوات الكردية وقوات النظام.
– 8 باستهدافات من قبل مجهولين.
– 3 بقصف جوي روسي.
– 2 في انفجارات.

3 من القوات التركية على يد القوات الكردية

2 من قيادات تنظيم “الدولة الإسلامية، قتلا باستهداف طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي دراجة نارية في قرية خالطان التابعة لناحية جنديرس

انتحاري جراء تفجير نفسه بنقطة عسكرية لفصيل جيش الإسلام بالقرب من دوار كاوا بمدينة عفرين

وجاء التوزع الشهري للقتلى على النحو الآتي:

– الشهر الأول، قتل 13 شخص، هم: 9 مدنيين بينهم 5 أطفال، و3 عسكريين، وانتحاري.

– الشهر الثاني، قتل 8 أشخاص، هم: 4 مدنيين بينهم سيدة، و4 عسكريين.

– الشهر الثالث، لم يوثق المرصد السوري قتلى.

– الشهر الرابع، قتل 7 أشخاص، هم: 3 مدنيين، و4 عسكريين.

– الشهر الخامس، قتل 10 أشخاص، هم 2 من المدنيين، و6 من العسكريين، و2 من القوات التركية.

– الشهر السادس، قتل 16 شخص من العسكريين.

– الشهر السابع، قتل 10 أشخاص، هم 6 مدنيين بينهم طفلين وسيدة، و2 عسكريين، و2 من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

– الشهر الثامن، قتل 6 أشخاص، هم 3 مدنيين بينهم طفل وسيدة، و3 من العسكريين.

– الشهر التاسع، قتل 7 أشخاص، هم 5 مدنيين بينهم طفلين وامرأة، و1 عسكري، و1 من القوات التركية.

– الشهر العاشر، قتل 60 شخص، هم 9 مدنيين بينهم 3 أطفال و4 سيدات، و51 من العسكريين.

– الشهر الحادي عشر، قتل 4 أشخاص، هم 3 مدنيين بينهم طفل، و1 من العسكريين.

– الشهر الثاني عشر، قتل 10 أشخاص، هم 3 مدنيين بينهم طفلين، و7 من العسكريين.

اقتتالات وانفجارات
شهدت مناطق “غصن الزيتون” بريف حلب الشمالي الغربي خلال العام 2022، 30 اقتتالاً فصائلياً وعائلياً وعشائرياً وهجمات مسلحة، تسببت بمقتل 73 شخص، هم: 11 مدني بينهم 5 سيدات و3 أطفال، و62 عسكريين، بالإضافة لإصابة العشرات بجراح متفاوتة.

وفي التوزع الشهري لتلك الاقتتالات:
– 1 اقتتال في شهر كانون الثاني
– 3 اقتتالات في شهر شباط
– لا اقتتالات في شهر آذار
– 8 اقتتالات وهجوم مسلح في شهر نيسان “الأكثر عنفاً”
– 3 اقتتال في شهر أيار
– 4 اقتتالات في شهر حزيران
– 1 اقتتالات في شهر تموز
– 5 اقتتالات في شهر آب
– لا اقتتالات في شهر أيلول
– 4 اقتتالات في شهر تشرين الأول
– لا اقتتالات في شهر تشرين الثاني
– 1 اقتتال في شهر كانون الأول

كما شهدت مناطق “غصن الزيتون” بريف حلب الشمالي الغربي، 14 تفجير بأشكال متعددة كألغام ومفخخات وعبوات ناسفة، تسببت بمقتل 7 أشخاص، هم: 4 من المدنيين بينهم طفلين، و2 من العسكريين، وانتحاري فجر نفسه بنقطة عسكرية في عفرين.

وفي التوزع الشهري لتلك التفجيرات:
– 2 تفجيرات في شهر كانون الثاني.
– 3 تفجيرات في شهر شباط “الأكثر عنفاً”
– لا تفجيرات في شهر آذار
– 1 تفجير في شهر نيسان
– 2 تفجيرات في شهر أيار
– 1 تفجير في شهر حزيران
– 1 تفجير في شهر تموز
– 2 تفجيرات في شهر آب
– 1 تفجير في شهر أيلول
– لا تفجيرات في شهر تشرين الأول
– 1 تفجير في شهر تشرين الثاني
– لا تفجيرات في شهر كانون الأول

اعتقال واختطاف
إلى جانب التفجيرات والاقتتالات التي عرقلت سير الحياة المدنية ضمن مناطق “غصن الزيتون”، وآثارت استياء وغضب المواطنين، فقد رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 583 حالة اعتقال تعفسي بينهم طفلين اثنين و15 مواطنة، وما لا يقل عن 94 حالة اختطاف بينهم طفلين اثنين و6 مواطنات، وذلك على مدار العام 2022.
وجاء التوزع الشهري لتلك الحالات وفقاً لتوثيقات المرصد السوري على النحو التالي:

– الشهر الأول، 45 حالة اعتقال بينهم طفل وسيدتين، و2 حالة اختطاف بينهم طفل

– الشهر الثاني، 49 حالة اعتقال بينهم طفل و4 سيدات، و21 حالة اختطاف.

– الشهر الثالث، 58 حالة اعتقال بينهم 3 سيدات، و22 حالة اختطاف بينهم 4 سيدات

– الشهر الرابع، 28 حالة اعتقال بينهم سيدة، و2 حالة اختطاف

– الشهر الخامس، 51 حالة اعتقال، و4 حالات اختطاف

– الشهر السادس، 61 حالة اعتقال، و10 حالات اختطاف

– الشهر السابع، 64 حالة اعتقال بينهم سيدتين، و4 حالات اختطاف بينهم سيدة

– الشهر الثامن، 91 حالة اعتقال بينهم 3 سيدات، وحالة اختطاف وحيدة

– الشهر التاسع، 41 حالة اعتقال، و22 حالة اختطاف بينهم طفل وامرأة

– الشهر العاشر، 36 حالة اعتقال، و3 حالات اختطاف

– الشهر الحادي عشر، 19 حالة اعتقال، و2 حالة اختطاف

– الشهر الثاني عشر، 40 حالة اعتقال، وحالة اختطاف وحيدة.

إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 792 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

– 168 عملية استيلاء على منازل ومحال تجارية وسيارات وأراضٍ زراعية في عفرين والنواحي التابعة لها، من قبل عناصر وقيادات الفصائل الموالية للحكومة التركية، حيث تعود ملكية هذه العقارات لمهجرين من المنطقة بفعل عملية “غصن الزيتون”.

– 195 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني شملت قطع أكثر من 11675 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.

– 138 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة والمحكمة العسكرية والمجالس المحلية.

– 97 عملية سرقة غالبيتها من قبل عناصر فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها لممتلكات مدنيين.

– 101 حالة بيع لمنازل مهجرين كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديداً.

– 60 عملية اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها على مدنيين لأسباب مختلفة.

– 33 عملية تجريف وتخريب للتلال الأثرية.

كما جاء التوزع الشهري للانتهاكات هذه على النحو التالي:
– الشهر الأول، 132 انتهاك.
– الشهر الثاني، 76 انتهاك.
– الشهر الثالث، 75 انتهاك.
– الشهر الرابع، 55 انتهاك.
– الشهر الخامس، 54 انتهاك.
– الشهر السادس، 47 انتهاك
– الشهر السابع، 48 انتهاك
– الشهر الثامن، 44 انتهاك
– الشهر التاسع، 43 انتهاك
– الشهر العاشر، 85 انتهاك
– الشهر الحادي عشر، 69 انتهاك
– الشهر الثاني عشر، 64 انتهاك

في الوقت ذاته، فإن مناطق “غصن الزيتون” تشهد أوضاع معيشية وإنسانية سيئة، وهو ما ولد استياء شعبي كبير من الواقع المعيشي والخدمي، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عشرات المظاهرات والاحتجاجات الشعبية خلال العام 2022، وتنوعت المطالبات بين تحسين الأوضاع المعيشية ووقف الانتهاكات والاقتتالات وضبط الفلتان الأمني المستشري في تلك المناطق، وضد المجالس المحلية والتجاوزات التي تقوم بها هي والفصائل، بالإضافة للواقع الخدمي السيء وتجاوزات شركات الكهرباء التركية العاملة في تلك المناطق.

وفي إطار تغيير ديمغرافية مدينة عفرين وبناء المستوطنات، أعلنت جمعية الأيادي البيضاء الكويتية التحضير لافتتاح المرحلة الثانية من مستوطنة قرية” بسمة” في يوم الثلاثاء بتاريخ 29مارس /آذار، وتتألف من 8 وحدات سكنية جديدة مكونة من 125 شقة سكنية، بالإضافة الى الاستمرار في أعمال بناء 6 وحدات سكنية جديدة علماً بأن المستوطنة تم بنائها على أرض زراعية مستولى عليها وتعود ملكيته الى مواطن (ز. ح) من أهالي شاديرة وتقدر مساحتها ب “10000”م٢.

وفي شهر نيسان، عمد فصيل السلطان مراد بقيادة “ع.إ” إلى بناء مستوطنة لأهالي مدينة حمص بالقرب من قرية كفروم التابعة لناحية شران، وتبلغ عدد المنازل حوالي 360 منزل تقدر مساحة المنزل الواحد ب 120 متر مربع، المستوطنة تحوي أيضاً مدرسة وجامع ومحلات تجارية.

ووفقاً لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المستوطنة تم بنائها على سفح تلة كانت مزروعة بالأشجار الحراجية، جرى قطعها بشكل كلي وبيعها كحطب للتدفئة، كما يواصل فصائل الجيش الوطني بالتحضير لبناء مستوطنات أخرى في قريتي اغجلة التابعة لناحية جندريس وقرية اومار التابعة لناحية شران، حيثُ بدأ فصائل الجيش الوطني بتجريف الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها لمواطنين من أهالي عفرين المهجرين قسراً.”
كما يجري التحضير لبناء مستوطنات أخرى في قريتي اغجلة التابعة لناحية جندريس وقرية اومار التابعة لناحية شران، حيثُ بدأ فصائل الجيش الوطني بتجريف الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها لمواطنين من أهالي عفرين المهجرين قسراً.

وفي شهر أيار، أنهت جمعية الأيادي البيضاء الكويتية بناء مستوطنة بالقرب من قرية كفرصفرة التابعة لناحية جندريس بريف عفرين شمال غربي حلب، وتتألف من 250 منزل مع بنى تحتية كاملة ومدرسة ومسجد ومحلات تجارية، وتم بناء المستوطنة على سفح جبل” حج محمد “بعد قطع الأشجار الحراجية منها، وتم توطين عائلات من مهجري دمشق.

وفي شهر أيلول، أنهت مؤسسة فلسطينية من عرب الـ48، تدعى ”وفاء المحسنين الخيرية” خلال أيلول، المرحلة الأولى من بناء “مجمعات سكنية” لإيواء النازحين على أراضي عفرين التي تم تهجير سكانها إبان عملية “غصن الزيتون” التي نفذتها تركيا والفصائل الموالية لها، وتقع المجمعات السكنية بالقرب من قرية كفر صفرة، التابعة لناحية جنديرس، بريف عفرين شمال غربي حلب، وبحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الجمعية الفلسطينية سلمت 34 وحدة سكنية للنازحين، من سوريين وفلسطينيين، فور بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.

وتتألف كل وحدة من غرفتين ومطبخ وحمام، وتضم المنشآت السكنية 250 منزل مع بنى تحتية كاملة، ومدرسة ومسجد ومحلات تجارية، وبحسب المصادر، فقد تم بناء هذه المجمعات على سفح جبل “حج محمد” بعد قطع الأشجار الحراجية منه وتم توطين عدة عائلات من مهجري دمشق، ولايزال العمل مستمرا في مرحلتها الثانية، والتي سيتم بناء 80 وحدة سكنية وبدعم الشعب العماني.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.